عطلة متأخرة

81 3 4
                                    

ما هو حلمٌ الآن ..... قد يصبح حقيقة لاحقا

~~~~~~~~~~~
ريلينا في مقهى الجامعة ، تجلس على الطاولة بجانب النافذة و تحتسي من كوب القهوة الموضوع امامها و هي تفكر بكلام باتريسيا في الليلة الماضية ،كانت ليلة طويلة حقا بالكاد استطاعت النهوض و المجيء لكن ايزابيلا لم تفعل لم تستطع النهوض ، مستحيل
انها تستمتع بمذاق القهوة هنا ، منذ ان طلب منها ريتشارد ان تبتعد عن ايفان ابتعدت حتى عن هذا المكان لكن كلام ايفان ذلك اليوم جعلها تفكر بالامر جيدا ، لما زافقت على ما طلبه ريتشارد او ما امرها به ، لما يمنعها من لقاء ايفان او اقتراب منه ، هي فقط من تقرر هذا ... هل تملك الشجاعة حقا لتقرر ما تريده بنفسها دون اي تأثير من ريتشارد او ايفان ؟؟
تنهدت بقوة مع انتهاء كوب القهوة ، انها جميلة جدا لقد اصبحت فتاة تنتمي للمجتمع المخملي حقا ، مجوهراتها كلها اما ذهب او الماس ، ثيابها راقية و من اغلى و اشهر الماركات ، انها ترتدي ثوبا زهري اللون يصل لركبتيها و حذاء رياضي ابيض و شعرها مموج و عليه مشبك لزهرة الزئبق بنفسجي اللون يناسب عينيها تماما لكنها لا تزال ترتدي العدسات بدلا من اظهار لون عينيها الحقيقي ، كانها بذلك تخفي حقيقتها و هويتها التي اصبحت معروفة على نطاق واسع الكل يشير لها على اساس الحفيدة الضائعة لعائلتي السلفادور و دي ماريا ، هذا كان يزعجها نوعا ما هنا في الجامعة يجعلونا الامر يبدو كانها حكاية اسطورية لأميرة في العصور القديمة و قد عادت لمملكتها ،
انهم يضخمون المواضيع ، مع ان قدومها كل صباح بسيارة مرصعة بالالماس يجعلنا نتفهم الطلاب و الاساتذة هنا في الجامعة انها حقا أميرة في مملكة .
نظرت حولها تبحث عن شيء ما ، هنري غير موجود لوكان هنا لكان المكان حماسيا برفقة دومينيك ، باتريسيا ز كاروليم ايضا غائبتان حتى ايزابيلا تركتها وحدها ، يبدو ان الجامعة ليست جيدة و انت لوحدك ، ان اجمل و اهم مافيها هم الاصدقاء ... و هكذا تنهدت ريلينا مرة أخرى ، انها تفكر كثيرا و تشعر بالوحدة حتى ايفان غير موجود في الجامعة مع انه نادرا ما يحضر لكن من وحدتها تمنت لو يأتي .

وفجأة سمعت شخصا يقول لها : هل انتِ بخير يا أنسة ؟؟؟
استدارت للخلف و على الطاولة التي خلفها شابٌ ، انه أشقر شعره اصفرٌ مصفف بعناية و بعض الخصلات تسقط على جبينه ، عيونه بنية و حتى و هو جالس يبدو طويلا جدا
من هو ، لم تره من قبل في الجامعة ؟؟!!!
ابتسمت له برتباك و هزت برأسها باجل انا بخير و عدلت جلستها مرة أخرى ، حملت كوب القهوة فوجدته فارغا فوضعته مرة أخرى و حملت حقيبتها و خرجت من المقهى لا تصدق ان حالتها مزرية لدرجة تلفت انتباه الغرباء و استدارت ترى ذلك الشاب مرة أخرى ، انه جالسٌ بكل هدوء يشرب القهوة ....
دخلت ريلينا الى قاعة الدرس و قد كان بعض الطلاب متواجدين هناك ، اتجهت لطاولة في الصفوف الامامية وجدتها فارغة ووضعت أغراضها ثم حملت هاتفها و راسلت ايزابيلا ، لكنها لم ترد عليها أكيد لا تزال نائمة تلك الشقية كانت تعلم انها لن تستطيع الاستيقاظ ، حاولة و حاولة دون جدوى ففقدت الامل من صديقتها الكسولة و اغلقت هاتفها مع دخول الاستاذ للقاعة ... انها حريصة على دروسها و تحب جامعتها حقا انه حُلمٌ كان بالنسبة لها مستحيلا ، ربما هذا افضل شيء حصل لها بحصولها على لقب السلفادور ، الدراسة في الجامعة كانت حلم لأنها كانت تحب الدراسة و من المتفوقات فيها لكن خوف السيدة جيت مربيتها عليها بعد حادثة والديها منعتها من ممارسة هذا الحلم و لم تكن تعرف سبب قرارها ذلك حتى ، و بما انها تذكرت والديها الذين لا تتذكرهما أساسا تذكرت كلام  يتشارد ذلك اليوم ، والدته هي من أمرت بقتلهم جميعا ... و يبدو ان ريتشارد حمل هذه الصفة منها لا تصدق انه أمر بقتل كل من بالقرية ، هي استغربت و لم تستغرب لقد قررت تقبل كل شيء منه منذ ذلك اليوم حين رأته على الحلبة يقاتل صحيح فارس الظلام من كان يقاتل لكنه جزء من شخصيته انه جزءٌ لا يتجزأ منه
انها شاردة ، شاردة تفكر بريتشارد تحاول فهمه لكن ذلك صعبٌ ، صعبٌ جدا ... انه أشبه بالمتاهة لما هو هكذا ؟!! هل حمله للقب للزعيم جعله كذلك ؟؟ أكيد ذلك الامر أثر عليه ، فهو يحمل فوق أكتافه عبئ كبير فمسؤولية الاملاك و الحماية كلها تنسب لزعيم العائلة ، انه منصب شرفي و عالي لكن مسؤولياته كبيرة و متعبة ..... يا أنسة !!!
ماهذا من يناديها ، خرجت من شرودها على اثر الصوت الذي سمعته !!! هزت برأسها تحاول استحماع افكارها و نظرت لطاولة بجانبها الايمن لكن لا يوجد أحد ثم نظرت للجانب الايسر لطاولة امام النافذة ووجدت طالبا ينظر اليها 
فقالت له : انت الشاب من المقهى !!!!!
فقال لها : انه لقبٌ جميل
فقالت : انا آسفة لكن لم أكن مركزة ، هل ناديتني ؟؟!!
فقال لها : لا عليك ... أجل ناديتك
فقالت : هل تريد شيء ؟؟!!
فقال لها : الآن ، اريد كوبا آخر من القهوة بما انك ذكرتني بها
ابتسمت ريلينا ابتسامة ظريفة و هي حقا تريد شرب موبٍ آخر من القهوة ، هذه الحصة جعلتها تشعر بالملل و نعاس
قطعها مرة أخرى من شرودها
وقال : هل نذهب لشرب القهوة مرة أخرى لهذا اليوم ؟؟!!
نظرت اليه متفاجئة ثم قالت : لدينا درسٌ الآن !!!
فقال لها : انظر حولك ، القاعة فارغة لقد قالت مسؤولة القسم ان الاستاذ القادم لن يأتي اليوم ، سيعوض الحصة في يومٍ آخر اذا نحن نملك وقت فراغ الى ما بعد الظهر .
نظرت القاعة ووجدتها حقا فارغة ، هل كانت شاردة لهذه الدرجة ؟؟!!
ثم سمعته يقول : اظنك لا تزالين غير صاحية بعد لهذا عرضت عليك شرب كوب قهوة آخر يا آنسة .
فقالت : على ما يبدو انا بحاجته حقا ... هيا بنا .
كان عليها ايجاد حلٍ سريع لتشتيت ذهناها و اخراج ريتشارد من افكارها قبل دخول ايفان ايضا ، هي لا تريد التفكير بما حصل في القاعة رياضية حتى .
اتجهت معه ذلك الشاب الى المقهى ، مقهي الليليوم و جلسا هناك و طلبا القهوة و هم بانتظارها فقال ذلك الشاب من القهوة : انا أدعى جايسون
فقالت له : مسرورة بتعرف عليك ، انا أدعى ري.... ليليان
تذكرة فجأة انها اصبحت ليليان سلفادور و هذا هو الاسم الذي تعرف به هنا في الجامعة .
فقال لها : ليليان ، انه اسم جميل لزهرة .
فقالت : لا تبدو في السنة الاولى جايسون ، انت ...
فقال لها : انا اكبر سنا صحيح ، انها سنة التخرج ، لكنني لم ادرس هنا سابقا لقد عدت من خارج البلد منذ مدة فقط و ناديني بجاي احسن
فقالت : حسنا،  لما اخترت درس الفنون كدرسٍ اضافي مشترك
فقال لها : لأنني أحب الفن ... لقد اتت القهوة و أخيرا
و هكذا شربا القهوة و استمرا في الحديث مع بعض و جيد انها وجدت شخصا تمضي معه الوقت حتى الدرس القادم ، اصدقاء الدراسة ربما حان الوقت لتتوسع دائرة اصدقائها ،طول حياتها لم تصادق سوى ايزابيلا و الآن تعرفت على كاورلين و باتريسيا و ايمليانو و بهذا بقيت ضمن دائرة العائلة فقط ... و الجيد في الامر انها مستمتعة حقا ، انه اول طالب تحتك به هنا .

العيون البنفسجية (part two )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن