من أجلكْ

95 5 3
                                    


قد ننزعج من بعضنا ......
لكن لن نعمل ضد بعضنا ابدا ....
نحن عائلة واحدة ...

لقد اشرقت شمس الصباح و تسللت اشعتها الى داخل غرفة ريلينا ، لقد تم نقلها الى غرفة غير غرفة الانعاش لقد استقر وضعها و أخيرا ، قدمها ملفوفة بالجبس كاملةً و هناك ضربة على رأسها مغطات بضمدات الطبية و قارورات المصل في منتصفها لم تنفذ بعد ، تحرص الممرضات على تغيرها في كل مرة تنتهي ... و مع أشعة الشمس المتسللة تسللت معها بعض نسمات الرياح الباردة و بعض اصوات سيارات الاسعاف هناك حادث على مايبدو ، الكثير من سيارات الاسعاف وصلت في وقتِ واحد ، نهض ريتشارد من مكانه على الاريكة و اغلقة النافذة لكي لا تزعج الاصوات تلك الصغيرة النائمة ثم سمع ايفان يقول : اسْدِل الستائر ايضا ، الاضواء مزعجة في هذا الوقت واستدار للحائط يكمل نومه
فقال ريتشارد : انت لست في بيتك الاسود ياهذا .... لكنه فعل ما طلبه ليس لاجله بل لاجلها لا يزال الوقت مبكرا للاستيقاظ .
أما بالغرفة المجاورة فقد كان ايمليانو يغلق النوافذ و يُسدِل الستائر لكي لا تنزعج حبيبته ايضا و تستيقظ ... انها متعبة لقد فقدت الوعي البارحة بعد ان استمعوا لكلام الطبيب ، كانت واقفة معهم حتى رآها تسقط فامسك بها فورا ... و حسب رأي الطبيبة النسائية حالة الجنين غير مستقرة وعليها البقاء حاليا في المشفى .
ايمليانو بحالة مزرية ، كيف وصل الامر الى هنا الجنين في خطرة و هي في حالة مضطربة ، ظل الليلة كاملة فوق رأسها و هي غير واعية لما يحصل حولها ... اما شعور العجز ، شعور ان ترى الامور تسير امامك و لا تستطيع فعل شيء ان تكون مكتف اليدين و ترى شخصا غالٍ على قلبك يتألم سترمي بك الى بحر عميق يمنعك من التنفس و ستدفع عمرك كله فقط ليزول ذلك الالم من ذلك الشخص 😔

~~~~~~~~~~~~~

في ناطحة السحاب في شقة ايفان استيقظة باتريسيا على إثر دقات للباب و قرع الجرس المتكرر .. من هذا في هذا الوقت ؟؟ مالذي يحصل ؟!!
نهضت من السرير بسرعة حملت بنوار البيجاما خاصتها ، ارتدته و هي تخرج من الغرفة و تذهب بتجاه الباب و فتحته بسرعة ثم قالت : هذا انت !! هل رأيتني في منامك ؟؟!!
فقال جايسون : صباح الخير أختي
فقالت : ماذا تريد ؟؟!!! و في هذا الوقت ؟؟!!!
فقال لها : لقد اشتقت اليك و جئت لرؤيتك قبل موتي !!فقالت : كيف عرفت مكان اقامتي ؟؟!!
فقال : الجامعة كلها تعلم بهذا يا فتاة ... ثم دخل الى الشقة بعد ان تركت الباب مفتوحا وولجت لداخل و دخلت للمطبخ مباشرة
فقال لها : بعض القهوة ستكون جيدة الآن ... و ظل يتأمل المكان و ينظر لكل زاوية فيه ثم جلس على الاريكة و حمل ذلك التمثال الذهبي الموضوع فوق الطاولة
ثم قال لشقيقته : هذا التمثال وحده يكفي لانقاذ حالتك المفلسة ، لو كنت مكانك لأخذته و ذهبت
فقالت تضع القهوة امامه على الطاولة : اياك ان تكسره !!
فقال و هو يرجعه مكانه : انت لا تريدين قرضا بل تريدين البنك كاملا
فقالت : انت تعلم جيدا انني معجبة منذ زمن طويل بإيفان و ليس بأمواله
فقال لها : أجل أجل صدقتك ، انها لعنة الدي ماريا علينا حتى انا كنت معجبا بكارولين في ذلك الوقت
فقالت : الا تزال كذلك ... لما قبلتها في الجامعة لو يعلم ايمليانو بذلك سيقتلك
فقال : كنت أظن أنني لا ازال معجبا بها لكن التقيت بأخرى في الجامعة اظن أنني سأذهب معها بمشاعري اكثر من تلك المدللة من الدي ماريا
فقالت باتريسيا : انها ريلينا ... انت تتكلم عن ريلينا
رجاء ابقى بعيدا عنها ، اساسا هناك حرب قائمة عليها .... اجل اجل حربٌ من قبل اسياد الحروب و القتال ، ابقى بعيدا لسلامتك جايسون !!
فقال لها : ريلينا .... لقد سمعت هنري عندما سقطت يناديها بهذا الاسم لكن عندما عرفتني بنفسها قالت ليليان !!!
فقالت : أجل ليليان سلفادور ، أميرة الالماس يا فتى
ثم أخبرته بالقصة كاملة
ثم قالت : و لتعلم انها اكبر مني و منك بسنتين ... صحيح انها السنة الاولى لها بالجامعة لكن على مايبدو لم تستطع ان تدخل الجامعة من قبل خاصة انها كانت تعيش في منطقة معزولة نوعا ما ... و هناك أيضا ايزابيلا
ايزابيلا يا أخي حفيدة أخرى مشتركة بين العائلتين انها ابنت والد ايمليانو زوج عمتنا وهي حبيبة هكتور سلفادور ليس خط احمر فقط بل خطين تحت اسمها
ابقى بعيدا .... رجاءً!!
ضحك جايسون و قال : لقد سجلتُ دخولا متأخرا للقصة لم تبقى أي فتاة لأجلي انا !!!
ضحكت باتريسيا من قلبها ثم توقفت فجأة وقالت :
لماذا عُدت ... جايسون ؟؟؟!!!!!
لم تهدأ الاوضاع بينك و بين ايمليانو حتى الآن و لا اصدق ان التاريخ يعيد نفسه ... هناك فتاة أخرى مشتركة بينكما
شرب جايسون من كوب القهوة الموضوع أمامه ... شرب حتى أنهاه ثم قال : شخصٌ يختار قهوته بهذه الدقة و بعناية فائقة ... كيف سينتقى الاشخاص حوله ؟!!!!!
نهض من مكانه و اتجه للباب و قبل خروجه قال : لقد عدت من أجلك ... أختي .
من اجلك أختى .... اجل لقد قال هذه الجملة و همَّ برحيل لكن باتريسيا لم تتماسك نفسها و انهمرت دموعها على خديها و اسرعت نحو شقيقها و عانقته ... عانقته و هي تبكي و فعل هو كذلك انهما يُذهبان شوق سنين من الفراق
للاسف العائلة تفرقة بعد ان علمت والدتهم بخيانة زوجها كارلوس و ان له ابنا غير شرعي .. انفصلت عنه و غادرت البلاد كليةً و ذهبت لعائلتها .... عائلتها غنية جدا من أغنى العائلات في البلاد ، انفصلت عن زوجها و أخذت ابنها جايسون معها و تركت ابنتها باتريسيا عند والدها لقد تقاسموا اولادهم
و هكذا بقيت باتريسيا برفقة والدها و أخوها الجديد دومينيك متفرقة عن شقيقها التوأم الذي عاد سابقا لدراسة هنا بجامعة الزئبق لكن لم يبقى كثيرا و عاد الى والدته .......

العيون البنفسجية (part two )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن