CHP 5 | تَطوُر

5 2 0
                                    

علاقة إداريــا وكالسيوس كانت مليئة بالمشاجرات والسخرية من بعضهم البعض، حيث كان لكل منهما شخصيته القوية والمختلفة عن الآخر. لم تكن إداريــا تتردد في مواجهة كالسيوس، مهما كان الموقف.

في أحد الأيام، أثناء نقاش حاد بينهما في القصر، كان كالسيوس يشعر بالغضب تجاه تصرفات إداريــا العفوية التي كانت تخرجه عن صوابه. لم يكن أحد يتجرأ على معارضته أو تحديه بالطريقة التي كانت تفعلها هي. في لحظة غضب، أمسك بـ سيفه ووضعه على رقبتها،وقال بنبرة تهديد: "إذا لم تتوقفي عن هذا الجنون، فســأفعلها."

لكن إداريــا، بدلاً من أن تخاف أو تتراجع، نظرت إليه بعناد وأطلقت ضحكة ساخرة. "هل تعتقد حقًا أنني سأخاف من مجرد سيف؟ إذا كنت تريد قتلي، فأفعلها الآن!" قالتها وهي متأكدة من متى -هميتها وحاجتة إليها...فأنزل كالسيوس سيفة بعدم رضاء...

────────────────────────────────

في حادثة أخرى، كانا معًا في السوق يبحثان عن ترياق معين لغرض خاص، بينما كانا يسيران بين الأكشاك، بدأ كالسيوس يسخر من إداريــا بطريقته الهادئة المعتادة، محاولًا إغاظتها بشأن طريقتها العجيبة في التواصل مع البائعين. لم يستطع أن يقاوم، وألقى تعليقات هُنا وهُناك على حركاتها البسيطة وتعبيراتها العفوية بطريقة مستفزة.

كانت إداريــا تحاول أن تبقى هادئة، ولكن عندما استمر كالسيوس في استفزازها، انطلقت شرارة الغضب داخلها. وفي لحظة اندفاع، قامت بسحب شعرة من رأسه بقوة أمام الناس، ما جعله يتوقف عن السخرية وينظر إليها بدهشة.

أخذ كالسيوس لحظة لاستيعاب ما حدث، ثم انفجر ضاحكًا بشكل غير متوقع. لم يكن هذا رد الفعل الذي توقعته إداريــا، فبدلاً من أن يغضب أو يتصرف بعنف، بدا وكأنه استمتع بالموقف.

قال لها بابتسامة مشرقة: "أنتِ مجنونة حقًا، ولكنني أُحِب جنونِك هذا!."

إتسعت عيناها بدهشة...تلك الإبتسامة العريضة، لم تكن تتوقع أن تكون بهذا الشكل، تخيلت دائمًا أن إبتساماتة كالتماسيح لذا فهذا كان مختلف عن تخيلاتُها..

"الا تقلق مِن أن تحصل على تجاعيد مُبكرة حول فمك في شبابك؟" قالت بسخرية، ولكنة تجاهلها كعادتة.

────────────────────────────────

في أحد الأيام، قررت إداريــا أن تجرب صنع نوع من الحلويات الغريبة من عالمها، وكانت الوصفة تتطلب إشعال نار كبيرة في مطبخ القصر. ولكن عندما دخل كالسيوس المطبخ ورأى الفوضى التي أحدثتها إداريــا، انفجر غضبًا.

"ما الذي تفعلينه؟!" صرخ كالسيوس، محاولًا السيطرة على الفوضى التي أحدثتها. كان الدخان يتصاعد في كل مكان، والطهاة يحاولون إطفاء النار التي أشعلتها إداريــا بحماس.

"أنا أصنع الحلوى!" ردت إداريــا بابتسامة عريضة، غير مكترثة بملامح الغضب على وجه كالسيوس.

"هذا ليس مطبخك لتفعلي به ما تشائين! كدتِ أن تحرقي القصر!" قال كالسيوس وهو يمسك بذراعها ليخرجها من المطبخ.

نظرت إليه إداريــا بتحدٍ وقالت: "أنت من دعوتني للعيش هنا، لذا يجب عليك أن تتحملني. وإذا لم تعجبك الحلوى، فلا تأكلها!"

كاد كالسيوس أن ينفجر من الغضب، لكنه تمالك نفسة...

The journey to the emperor's heart | الرحلة لقلب الإمبراطورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن