الوعي
اهلا يا أحمد .. كيف حالك ؟
من يتحدث ؟! أنا لا استشعر أي شيء .. ما هذا ؟!
أنا من يجلس أمامك على هذه الطاولة .
الحجر ؟!
كيف حالك ؟
هل أنت مخلوق عاقل مثلنا ؟!
نعم .. بسببك أنت .
كيف بسببي ؟
عندما وضعت الامنية الأخيرة وضعت امنية لابد لها من عقل ليحلها .. لهذا أتيت أنا لأصلح كل شيء .
من أنت ؟
ليس لي اسم حتى الآن .. سمني أنت فأنت سبب وجودي .. أنت مثل والدي .
والدك ؟!
هيا سمني .. وسأرضى بأي اسم تضعه طالما أعجبني .
طالما أعجبك ؟! أنت كلماتك كلها تناقضات يا هذا .
لا تشغل بالك .. أنا أحب المزاح .
حسنا .. هل يمكنك ان تصلح كل هذا بالفعل ؟
نعم .. سأتعامل مع كل سحر قد اطلقته سابقا وسأحل كل شيء .. هذه المثلثات ملكي .. هذه المثلثات أنا حرفيا .. هذا جسدي الذي تكتب عليه هذا .
حسنا .. وماذا تنتظر ؟ .. حل كل شيء .
لكل شيء وقته .. هناك الكثير من الخطوات .. اصبر علي .
كم من الوقت ؟
أتركني خمس دقائق .
خمس دقائق ؟! .. كنت اظنه وقتا اطول من هذا .
لا .. تمهل علي .. خمس دقائق لأجد الحل كاملا وأعرف خطتي كلها .. وبعدها سأخبرك الوقت الذي سأصلح به كل شيء .
هل الواقع من حولي يتدمر ؟
ماذا ترى أنت ؟
اراه خرابا .
لاتقلق .. سأحل كل شيء ولكن لابد وأن تعدني .. لاتحاول السفر بالزمن مرة أخرى .
لماذا ؟
الرجوع بالزمن أكثر ما يشوه من نسيج الواقع .. لنس مسألة اسماء هذه .. حتى تموت .. وبعدها ستراها طوال الوقت في الجنة وستعيش سعيدا .. ماذا تريد أكثر من ذلك ؟! .. عشت بطلا يحكي عنه التاريخ وبعد موتك ستذهب إلى الجنة .. ستعيش في سعادة ابدية معها .
كيف علمت عن اسماء ؟
لأني أعلم حكاية الكلمات التي كتبت علي .. خلاصة الكلام .. أنس اسماء يا أحمد .. كلها سنيوات ضئيلة ستمر مرور الحنطور على شاطئ النيل في ليلة من الليالي العابرة .. وستهنأ بها في الجنة بعد غمضة عين .
وانت .. ماذا سيحدث لك ؟
اتقصد في الآخرة ؟
نعم .. ماذا سيكون وضعك ؟ .. هل ستحاسب كباقي المخلوقات أم انك لن تعود مثلنا أم ماذا ؟
