###الفصل الأول:**البداية**

97 21 57
                                    

**عنوان الفصل: اللقاء الغامض**

في زاوية أحد الأحياء القديمة في المدينة، كان هناك مكتبة صغيرة تحمل اسم "مكتبة الزمن". لم تكن هذه المكتبة معروفة للكثيرين؛ فقد اختبأت في شارع ضيق بين مبنيين عتيقين، ولولا لافتة خشبية صغيرة معلقة فوق الباب لم يكن أحد ليعلم بوجودها.

سارة، شابة في أوائل الثلاثينيات من عمرها، كانت تمشي في ذلك الحي لأول مرة. جاءتها إلى ذهنها فكرة استكشاف الأماكن غير المعروفة عندما شعرت بالملل من الروتين اليومي. كانت تبحث عن شيء جديد، شيء يمكن أن يغير حياتها ولو قليلًا. لم تكن تعلم أن هذا اليوم سيغيرها للأبد.

عندما توقفت أمام باب المكتبة، شعرت بشيء غريب يجذبها للدخول. كان هناك شعور بالخطر والراحة في آن واحد. دفعت الباب برفق ودخلت.

داخل المكتبة، كانت الجدران مغطاة بالكامل برفوف تحتوي على كتب قديمة بأغلفة جلدية. الجو كان مشبعًا برائحة الورق القديم والخشب المعتق. لم يكن هناك أحد في الداخل، سوى رجل عجوز يجلس خلف مكتب خشبي في نهاية الغرفة، يقرأ كتابًا بصمت.

سارة تقدمت نحوه بحذر، ثم وقفت أمامه بصمت. رفع الرجل رأسه ببطء ونظر إليها بنظرة ثاقبة.

"مرحبًا، هل يمكنني مساعدتك؟" سأل العجوز بصوت هادئ.

"أنا... لست متأكدة. ربما كنت أبحث عن شيء مختلف." أجابت سارة بتردد.

ابتسم العجوز وقال: "أحيانًا ما نبحث عنه ليس ما نريده بل ما نحتاج إليه. هل جربت قراءة كتب الزمن؟"

سارة نظرت حولها، وكانت تلاحظ لأول مرة أن هناك بعض الكتب تتوهج بلون خافت. "كتب الزمن؟ ما هي؟"

العجوز أشار إلى رف معين وقال: "هذه كتب تحوي حياة كاملة. عند قراءتها، لا تقرأ الكلمات فقط، بل تعيش التجربة كاملة. ولكن تذكر، كل قراءة لها ثمنها."

سارة شعرت بفضول شديد يغمرها. "هل يمكنني تجربتها؟"

العجوز نظر إليها نظرة طويلة قبل أن يقول: "احذري، الكتب ليست كما تبدو. اختر بعناية، لأنك قد تفقد نفسك في صفحاتها."

دون تفكير طويل، اتجهت سارة إلى الرف وأخذت أول كتاب لامع. كانت الغلاف يحمل نقوشًا غامضة، وعنوانه كان مكتوبًا بلغة قديمة لا تعرفها. جلست على كرسي قريب وفتحت الكتاب.

**عنوان الفصل: أولى الصفحات**

عندما فتحت سارة الكتاب، شعرت فجأة بدوار غريب. الكلمات على الصفحات بدأت تتحرك، وأصبح كل شيء حولها ضبابيًا. وفجأة، وجدت نفسها في مكان آخر، في زمن آخر.

كانت تقف وسط شارع مزدحم في مدينة تبدو لها مألوفة لكنها لا تستطيع تحديدها. الناس يتحركون من حولها بسرعة، وكأنها ليست موجودة. نظرت حولها وحاولت فهم ما يحدث، لكن دون جدوى.

وفجأة، سمعَت صوتًا يناديها من بعيد. التفتت ورأت رجلًا يتجه نحوها. "مرحبًا، لقد انتظرتك طويلاً"، قال الرجل وهو يبتسم.

سارة، التي كانت تشعر بالارتباك، سألته: "من أنت؟ أين نحن؟"

ابتسم الرجل وقال: "أنا جزء من القصة التي بدأت بقراءتها. والآن، أصبحتِ جزءًا منها أيضًا."

كانت سارة مذهولة. كيف يمكن أن تكون داخل كتاب؟ وما معنى أن تصبح جزءًا من قصة؟ قبل أن تتمكن من التفكير، بدأ الرجل يسحبها بلطف نحو اتجاه غير معلوم. "لا تقلقي، ستعرفين كل شيء في الوقت المناسب."

وهكذا بدأت سارة رحلتها في "مكتبة الزمن"، حيث ستكتشف أن القراءة ليست مجرد تجربة عقلية، بل هي تجربة تعيشها بكل حواسها، وقد تجد نفسها في مواقف لم تتوقعها أبدًا.

---

يتبع.....

مكتبة الزمن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن