**الفصل الثامن: عودة إلى الحياة**
بعد أن غادرت المكتبة، شعرت سارة بأنها بحاجة إلى استراحة. كانت حياتها تتغير بسرعة، ولم تكن تعرف إلى أين تأخذها هذه المغامرة. لكنها قررت أن تأخذ بعض الوقت للتفكير في ما تعلمته حتى الآن.
بدأت ترى حياتها من منظور جديد، كما لو أن كل شيء كان متصلاً بخيط غير مرئي. الناس الذين تقابلهم، القرارات التي تتخذها، وحتى الصدف التي تبدو عشوائية، كلها كانت جزءًا من نسيج الزمن.
ولكن في نفس الوقت، كانت تشعر بثقل المعرفة التي اكتسبتها. كانت تعلم أن الزمن ليس شيئًا يمكن اللعب به بسهولة. كل خطوة تخطوها يمكن أن تؤدي إلى تغيير غير متوقع.
**الفصل التاسع: العودة مجددا**
مرت أسابيع قبل أن تقرر سارة العودة إلى "مكتبة الزمن". هذه المرة، كانت مصممة على اختيار كتاب بعناية أكبر. لكنها كانت تعلم أنها لا يمكنها تجاهل الكتاب الأسود الذي يحمل قصتها.
عندما وصلت إلى المكتبة، كانت هادئة كما كانت دائمًا. لكن هذه المرة، كان هناك شيء مختلف. الكتب التي كانت تقرأها في السابق كانت تشعر وكأنها تدعوها، ولكن اليوم، كانت المكتبة كلها في حالة من السكون الغامض.
حافظ الزمن استقبلها بنظرة جادة وقال: "لقد عدتِ."
"نعم، ولكن لدي الكثير من الأسئلة. أشعر أنني بدأت أفهم بعض الأمور، ولكن هناك أشياء لا تزال غامضة."
"الزمن هو أعظم غموض. حتى أنا، بصفتي حافظ الزمن، لا أستطيع أن أفهم كل شيء. ولكن كل خطوة تخطوها تقربك من الحقيقة."
سارة نظرت إلى الكتاب الأسود مرة أخرى. كانت تشعر بجذب لا يمكن مقاومته. "أريد أن أعرف الحقيقة. أريد أن أفهم دوري في هذا كله."
حافظ الزمن هز رأسه بتفهم. "لكل شخص دوره في الحفاظ على توازن الزمن. البعض يفعل ذلك دون أن يدرك، والبعض الآخر، مثلك، يدركون ويختارون."
"وما هو خياري؟"
"يمكنك أن تعيش حياتك دون معرفة ما هو آت، وتترك الزمن يتكشف كما هو. أو يمكنك أن تقرأ الكتاب، وتعرف مصيرك، لكن ذلك يعني أنك ستتحمل عبء المعرفة."
سارة كانت في حيرة من أمرها. هل ترغب حقًا في معرفة مستقبلها؟ أم أن الحياة هي أكثر إثارة عندما تكون مجهولة؟
**الفصل العاشر: القرار النهائي**
أمضت سارة ليلة طويلة في التفكير. كانت تدرك أن كل قرار تتخذه من الآن فصاعدًا سيكون له تأثيرات كبيرة على حياتها. في النهاية، توصلت إلى قرار.
عندما عادت إلى المكتبة في اليوم التالي، كانت مصممة. تقدمت نحو الرف وأخذت الكتاب الأسود. حافظ الزمن كان يراقبها بصمت.
"لقد قررتِ إذن."
"نعم، سأقرأه. أريد أن أفهم. أريد أن أعرف ما هو دوري في هذا العالم."
حافظ الزمن لم يقل شيئًا. فقط ابتسم بهدوء وأومأ برأسه. "اعلمي أن كل معرفة تأتي بثمن. لكنني أثق بأنك قادرة على تحمل ذلك."
سارة فتحت الكتاب وبدأت تقرأ. كانت الصفحات لا تزال بيضاء، لكنها بدأت ترى حروفًا تتشكل ببطء. الحروف كانت تروي قصتها، منذ البداية وحتى الآن. لكنها كانت تعرف أن الصفحات الأخيرة ستحمل ما يخبئه المستقبل.
في تلك اللحظة، شعرت سارة بمزيج من الخوف والتشويق. كانت تعلم أن ما ستقرأه قد يغير حياتها إلى الأبد.
لكنها كانت مستعدة. مستعدة لتحمل المسؤولية. مستعدة لفهم الحقيقة.
**الفصل الحادي عشر: ما بعد القراءة**
بعد ساعات طويلة من القراءة، أنهت سارة الكتاب. كانت التجربة مذهلة ومرعبة في آن واحد. لقد رأت حياتها كما لم ترها من قبل. رأت الاختيارات التي ستقوم بها، والتحديات التي ستواجهها.
لكن الأهم من ذلك، رأت نهاية قصتها.
عندما أغلقت الكتاب، كانت تشعر بالهدوء واليقين. لقد عرفت الآن ماذا يجب أن تفعل، وكيف يجب أن تعيش حياتها. الزمن لم يعد غامضًا بالنسبة لها، بل أصبح شريكًا في رحلتها.
غادرت سارة المكتبة للمرة الأخيرة، وهي تحمل في قلبها معرفة عظيمة وثقلًا لا يمكن لأي شخص آخر أن يفهمه.
لكنها كانت تعلم أنها مستعدة. لأن الحياة، كما تعلمت، هي أكثر من مجرد لحظات عابرة. إنها سلسلة من القرارات التي تتخذها، والقصص التي تعيشها.
والآن، كانت سارة مستعدة لعيش قصتها على أكمل وجه، بغض النظر عن الثمن.
---
أنت تقرأ
مكتبة الزمن
Science Fiction**نبذة الرواية: "مكتبة الزمن"** في زاوية نائية من المدينة، تختبئ مكتبة غامضة لا يدرك وجودها سوى القليلين. خلف أبوابها العتيقة، تتكدس كتب لم تُكتب بعد، وأخرى تسرد حكايات لم تحدث بعد. عندما تجد سارة نفسها منجذبة إلى هذه المكتبة عن غير قصد، تكتشف أن كل...