###الفصل السابع:**رحلة الاستكشاف**

25 5 2
                                    

غادرت سارة كوخ العجوز وهي تشعر بثقل الكلمات التي سمعتها. كانت الغابة أكثر ظلمة مما قبل، وكأنها تعكس مشاعرها المتشابكة. بدأت تشعر بأن هذه الرحلة ليست مجرد حل لغز القرية، بل اكتشاف لجزء مجهول من ذاتها.

عادت سارة إلى القرية وهي تحمل في قلبها أسئلة كثيرة. وبينما كانت تمشي في الطرقات الضيقة، قابلت رجلاً مسناً آخر، كان جالساً بجوار نهر صغير يمر بين البيوت. كان يبدو عليه الهدوء، وكأن لا شيء يمكن أن يزعجه. عندما اقتربت منه، رفع رأسه وابتسم لها.

"هل تحتاجين إلى دليل في هذا المكان الغريب؟" سألها بنبرة مرحة.

"في الحقيقة، أبحث عن إجابات"، ردت سارة.

"أحيانًا، الإجابات ليست ما نحتاجه"، قال الرجل وهو يحدق في المياه الجارية. "بل الأسئلة الصحيحة."

جلست سارة بجانبه، وأخذت تستمع إليه وهو يتحدث عن الفلسفات القديمة وعن طبيعة الزمن والمكان. كان الرجل يدعى "رين" وقد عاش في القرية طوال حياته. كانت لديه نظرة مختلفة تمامًا عن اللعنة. "اللعنة، كما يسمونها هنا، ليست سوى انعكاس لمخاوف الناس. إنهم يخافون من المجهول، ولذلك يختلقون قصصًا تجعلهم يشعرون بالأمان."

"لكن هناك من اختفى بالفعل،" قالت سارة وهي تحاول فهم كلامه.

"صحيح، لكن هل فكرت يومًا في أن أولئك الذين اختفوا ربما وجدوا طريقهم إلى مكان أفضل؟" قال رين بابتسامة غامضة. "أحيانًا، علينا أن نفقد شيئًا لنجد شيئًا أكثر قيمة."

سارة شعرت بالارتباك من هذه الفكرة. هل يمكن أن يكون هناك معنى أعمق لهذه الأحداث؟ قررت أن تسأل رين عن المرأة العجوز التي قابلتها في الغابة.

"أوه، تلك المرأة الحكيمة؟" قال رين وهو يضحك بصوت منخفض. "لقد قابلتها أيضًا منذ سنوات عديدة. هي تعرف أسرارًا كثيرة، لكن الأهم هو ما نتعلمه بأنفسنا."

"لقد قالت لي إنني يجب أن أكتشف من أنا حقًا. كيف أفعل ذلك؟" سألت سارة بنبرة مشوبة بالحيرة.

"الرحلة التي تقومين بها الآن هي البداية فقط. يجب أن تستمعي إلى قلبك، وتتبعينه حتى وإن كان يقودك إلى أماكن غير متوقعة. في النهاية، الإجابة موجودة هناك، في أعماق نفسك."

أدركت سارة أن رحلتها في هذه القرية ليست مجرد محاولة لحل لغز، بل هي رحلة لاستكشاف ذاتها وتقبل ما تخفيه في داخلها. شعرت بأنها مستعدة لمواجهة أي تحدٍ قد يظهر في طريقها.

مع مرور الأيام، أصبحت سارة جزءًا من حياة القرية. تقربت من سكانها، استمعت إلى قصصهم وشاركتهم لحظات الفرح والحزن. بدأت تشعر وكأنها تنتمي إلى هذا المكان، لكن في نفس الوقت، كانت تعرف في أعماقها أنها يجب أن تجد طريقها للعودة.

في إحدى الليالي، حلمت سارة بحلم غريب. رأت نفسها في غرفة مليئة بالمرايا، وكانت كل مرآة تعكس جزءًا مختلفًا من حياتها. عندما اقتربت من إحدى المرايا، رأت انعكاسها يبتسم لها، ولكن ليس بطريقة مألوفة. كان هناك شيء في الابتسامة، شيء عميق وغامض.

مكتبة الزمن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن