صَمتٌ قَاتِل وَ قَلبٌ مَقتُول .

2.1K 144 39
                                    

كُنتَ غريبا و غدوت قريبا .. مالي أراك تعود غريبا ؟..أكنتُ في غربة باردة أم إعتدت دفء قربك ؟..أكنتُ أفيض أم لم أكفيكَ؟...هل حربنا كنتً فيها منسحبا ؟ وقلبي الوحيد الذي حارب وتلعثم  ؟.. ساقطا على أرض الواقع و الحقيقة ؟.. 

________________


كانت تحت تأثير صدمة قوية .. عيونها كانت مفتوحة على مصرعيهما ..كل شيء حولها أصبح له حدود .. كل شيء إبتعد عنها ..إبتسامتها إختفت .. أناملها توقفت عن رسم الحناء .. تسمع أصوات كثيرة حولها .. لكنها تبدو بعيدة .. هناك أيادي تحركها لكنها لا تعرف شيئا .. وجنتيها كانتا دافئتين مع قطرات الدموع التي شقت طريقها نحو الأسفل.. كل شيء أصبح خيالا بالنسبة لها ..

لأول مرة في حياتها لعنت .. لعنت كل دقيقة قالت فيها أنه شخص جيد .. لعنت كل شعور إستمدت منه الأمان نحو هذا الرجل .. رغبت أن تصفع نفسها و هي تتذكر الإبتسامات التي كانت توزعها له .. لقاتل والدها .. هي حقا كانت طوال أسبوع مع قاتل الدها و عائلته ..

همت بالنهوض و هي ترتجف ذعرا .. هي حتى لم تمنحهما أي نظرات .. كانت تمشي و دموعها لا تتوقف عن النزول .. لم ترد على أحد .... و عندما وصلت للباب قامت بفتحه و الخروج منه .. و بهدوء أقفلت الباب..

كانت تمشي في الممر و رأسها في الأسفل .. و شالها يكاد يسقط و لكنها لم تنتبه له .. كانت في عالم آخر شاردة و صامتة كليا .. فقط عيونها من تتحدث .. هي منبهرة .. يا له من وقح .. يقتل والدها ..ثم .. ثم يحضرها الى هنا ؟.. بين عائلته حيث لا حول و لا قوة لها بينهم ..

لقد قتل والدها .. و القاتل يُقتل .. لقول الله تعالى في سورة المائدة في الآية 45 : {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ، وقال سبحانه في سورة البقرة الآية 178 : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗفَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ..

الله حلل قتل القاتل ..و هي بالتأكيد لن تجعله يعيش حياة زاهية بينما هي و أختها تعانيان من ألم فقدان الأب.. لقد عانت من شعورفقدان الأب منذ 9 سنوات و إلى الآن .. و للآن لم تره .. لم ترى قبره .. لم ترى جثته قبل دفنها .. لم ترى عيونه الزرقاء .. ولم تتلمس برود بشرته .. لم تمرر يديها الناعمتين على شعره الأسود القاتم .. لم تحتضنه الحضن الأخير .. كيف لها أن تكون صغيرته و مددلته و هي لم تنتقم من أجله ؟..

نَبِيذْ إسْلامِي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن