أَوَلُ ضَحِيَةٍ.

1.5K 103 27
                                    

إعتدنا أن نكون مجروحين .. لكن عندما جَرحنا .. أدركنا أنه أن تكون مجروحا أفضل من أن تكون جارحا .

فقط عندما يكون الجريح لا يستحق ..

___________________ 

" هل أنت حقا مستعد ؟.. لإعتناق الإسلام ؟.."

رآها و هي تسأله مستغربة .. لذا سأل هو نفسه .. هل هو مستعد لأن يؤمن بالله و ملائكته و كتبه السماوية و رسله و اليوم الآخر .. و القضاء والقدر خيره و شره ؟.. كان يفكر ... و أدرك أنه يستطيع .. أنه صعب عليه .. لكنه سيحاول.. فمن ترك شيئا كان ذنبا عوضه الله بأحسن منه الف مرة ..اليس كذلك ؟..هذا ما يقولوه المسلمون ..

هو شخص جيد .. لم يعد يؤذي .. لم يعد يتفوه بالكلام البذيئ .. لم يعد يشعر بالحقد .. لم يعد يثمل .. لم يعد يسرق .. لقد وعى ..تخلى عن القذارة التي تمارسها هذه العشيرة من زمن ..هو الان فقط بحاجة الى شيء ما يثبته على هذا .. شيء يردعه عن العودة لإرتكاب الخطيئة مرة اخرى...

" أجل.."

" إذن هل انت مستعد لأن تؤمن بالله و---"

" أجل.. أعرف كل ذلك .. و أنا مستعد لذلك .. لا بل مؤمن بذلك "

نظرت هي له بهدوء.. بالرغم أنها تشعر بالبرود و الكره نحوه لكن الآن هي مركزة على موضوع دخوله الإسلام أكثر من كونها تمقته و تكرهه.. لن ينفعها هذا الكره في الآخرة .. ما سينفعها الآن هو إعتناقه الإسلام بسببها .. 

بالرغم أنه ليس لها رغبة بالعيش بعد الآن .. و تلاشت كل رغباتها و هي جالسة و قاتل والدِها على بُعد أمتارٍ منها و هي عاجزة عن فعل شيء .. من أجل والدها .. هي صامدة و لا تود قتله لأنها ..بالطبع لن تتركه هكذا .. لن تجعله يعيش في النعيم لفترة طويلة .. هو يستحق الجحيم في الدنيا و الآخرة .. 

إبتسمت هي بسخرية و هي تناظره و تعض على شفتيها كي تكبت دموعها و لا تفيض ...عيناها محمرتان و انفها كذلك ..لكنها بالطبع لن تخبره أنها ما لازالت غاضبة منه و لا تطيقه ..ستمثل عليه ..  بعد مدة ستجعله يصدقها أنها تخطت هذه المشكلة ..ثم ستقوم بما يمليه عليها عقلها .. 

" من أجل دخول الإسلام.. أول شيء عليك فعله هو نطق الشهادتين .."

" نطقيني الشهادتين إذا.."

" في الحقيقة هذا ليس عملي ... هذا عمل الإمام .. و أظنك تعرف ما يعنيه الإمام .. لكن يمكنني أن أعلمك إياه و يمكنك البدء في الصلاة و الإلتزام بشعائر الإسلام .. فلا نعلم متى يأخذ الله روحنا .. لذا إن قررت دخول الإسلام لا تستطيع تأجيل الأمر .. سأنطقك الشهادة الآن .. ثم ستذهب لإيمامٍ ليعلمك و يرشدك .."

كان مركزا كليا في شرحها .. و عندما وصلت لجملة ' متى يأخذ الله روحنا ' ضغطت على الكلمات و هي تناظر كل شيء عداه ..الحائط ،السقف ، الخزانة ، ... لكن أن تناظره .. مستحيل.. 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نَبِيذْ إسْلامِي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن