| 8 | جزيـرة نوبلار

213 34 154
                                    

.

لا تنسوا مشاركة آرائكم والتصويت بعد الانتهاء من القراءة.
أحبكم! 💋

______________________________________________

الضيق.

هو شعوراً يتسلل كدُخان عالق في هواء روحك، يسدّ منافذ بصرك ويتركك في صمت خانق، كلحظة ملتبسة تُفقِذ أنفاسك.

شعورً لا يُترجم ولا يُدرك، كَقبضة غير مرئية، يُثقل على الحواس بلا تفسير ولا مبرر، وكلما حاولت النفاذ إلى السبب، زادت المتاهة اتساعًا، وتركتك أسيرًا لارتباك لا يعترف بوجوده، ثم تتعقد الأفكار في رأسك بارتباك خفي.

وفي نهاية المطاف، يصبح هذا الشعور المجهول جزءًا من وجودك؛ ليبقى رفيقًا صامتًا في صراع الروح مع نفسها.

وهذا ما شعرت بِه ستيلا في خضم تلك اللحظة، إنها كانت غريبة عن نفسها، تعيش ضيقًا لم يسبق لها أن اختبرته من قبل.

ضيقًا يحارب حيرتين: عدم الرغبة وتضارب المشاعر.

بصرها الخاوي ما زال مثبتًا على روزيلا، تأبى أن تتحرك ولو قليلاً، بينما تتضرع إلى الرب أن يزول هذا الشعور فورًا.

"هل هناك خطب ما؟" نطق المدرس وهو يتنقل بنظره بينهم بتساؤل خافت، قبضت روزيلا على طرف ردائها، تشعر بالغصة تعتصر حلقها، في حين رقت نظرات عينيها، تخفي وراءها حزناً دفيناً مع شبه ابتسامة منكسرة قدَّ ارتسمت على شفتيها.

كانت تنقل بأعينها رسالة إلى ستيلا، مفادها أن عالمهما الدافئ أختفى بموت ماريا.

لم تكن تعرف لماذا، لكنها كلما حدقت في ستيلا، رأت في عينيها ماريا، حديثها، وجودها، ضحكتها، وكل ما يخصها؛ ربما لأن ستيلا كانت جزءًا من عالم خاص جمع روزيلا وماريا وحدهما، عالم لم يكن يتسع لغيرهما.

أطلقت نفسًا عميقًا، متجاهلة الوجوه من حولها قبل أن تتقدم بخطوات ثابتة نحو ستيلا، ثم أسرعت فجأة وكأن شيئًا بداخلها دفعها بلا تردد، وفي غمضة عين، وجدت ذراعيها تلتفان حولها، تعانقها بحرقة محاولةً لإخماد المرارة الذي كانت تلتهم صدرها.

تجمدت ستيلا في مكانها، عيناها اتسعتا قليلاً، وبقيت بلا حراك تماماً، ظلت يداها متدليتين للاسفل من دون ان تبادلها العناق.

عم الصمت أرجاء القاعة، وكانت الأنفاس وبعض الهمسات تُسمع بوضوح، بينما تركزت الأنظار حولهما.

تراجعت خطوتين إلى الوراء، تحدق بتمعن في ملامح ستيلا الجامدة، لم يكن هذا الأمر غريبًا عليها، فهي معتادة على تعابيرها وردود فعلها، لكنها لم تفلت من ملاحظتها انزعاجًا خفيفًا يلوح في عينيها الرمادية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وصولاً لعينيك | All the Ways to your eyes حيث تعيش القصص. اكتشف الآن