* لا تنسوا مشاركة آرائكم والتصويت بنجمة إذا أعجبكم الفصل، قراءة ممتعة للجميع! ➿________________________________________________________
" هذا..ليس سوى ردّ صاع. "
نطق بصوت هادئ وهو يحدق أعلاهم جميعاً حيث اللافتة البيضاء وعناصر الأمن الذين يجولون فوق السقف العالي، وقف في وسط الساحة بوقار يلفت الأنظار، حضوره كان آمرًا، وجسده الضخم مع عضلاته المشدودة أسفل القميص الأسود زادتا من جبروته الطاغي، في حين عينيه الغامقة تقدحانّ فضولاً أسفل الإضاءة الخافتة.وضع أنامله بداخل جيوب بنطاله الرسمي يحرك بصره في الأنحاء بهدوء حيث تحولت الساحة الجانبية من القصر إلى مسرح من الفوضى المنضبطة، رغم محاولات رجال الأمن فرض النظام وسط الحضور المذعور.
امتزجت أضواء سيارات الشرطة مع أنوار الجدران العالية المتسللة بين الأعمدة الرخامية، وأسفل السماء المعتمة الملبدة بالغيوم، وقف خبراء الأدلة الجنائية يتبادلون نظراتهم الجادة فوق جثث مشوهة، داخل أكياس سوداء مصطفة على الأرض الرخامية.
" طوال عقود، ظلت أسوار هذا القصر بعيدة عن أيدي الأقدار العابثة، أما اليوم، كانت المرة الأولى التي يُدنس فيها جدرانه بجريمة كهذه، سيد ايمري."
تحدث نزار بنبرة مهلكة، محاولًا بصمود الوقوف بصرامة أمام رئيس قسم التحقيقات الجنائية والأمنية ' إيمري كابيلو آيزرا '
كانت أعين نيزار تتقدانَّ بعزم، رغم الإرهاق الذي يظهر على ملامح وجهه.
" "لا يُقدم أحد على إثم؛ إلا بدافع ارنستو نيزار. "
تناول بهدوء الملفين من الرجل الذي يقف جانبه، متجاهلاً نظرات الآخر التي تخترقه، ألقى نظرة فاحصة وسريعة على محتوى الملفات التي تضمنتَّ على سجلات دقيقة للحراس، حيث كانت الأسماء تتصدر قوائم المعلومات الشخصية، مرفقة بخلفيات أمنية مفصلة وتواريخ التعيين.أحدهم كان 'رودريغو مانشيني' خدم لمدة عشرِ سنوات، والآخر، 'باولو جيراردي' تواجدّ لمدة ثلاث عشر سنة.
كان كل اسم يتبعه أسطر عن تحركاتهم، لكن سجلاتهم نظيفة بأكملها! خالية من أي شائبة تثير الشكوك، حيث لم تُسجل ضدهم أي مخالفات أو جرائم بسيطة.
" هل أبلغت عائلاتهم عن الأمر؟ "
رفع نيزار رأسه عندما أدرك أنه يحادثه، إذ كانت كلماته تتدفق بلا رسمية أو اهتمام، وكأنه يتحدث إلى صديق قديم من أيام الخدمة العسكرية."نحن عائلتهم..أنا من انتشلهم من الشوارع حينما لم يكن لديهم مكان أو بيت يأويهم."
كان نيزار قَدَّ استقطبّ أغلب حراسه من بين الأطفال والشبانّ الذين فقدوا عائلاتهم، أو عانوا من ظروف قاسية وصعبة، من أصبحوا بلا أشخاص أو نقاط ضعف، بلا سببٍ للتشبث بالحياة، وبعد إنقاذهم من براثن الفقر المدقع والتشرد، نهج نهجًا تدريجيًا في تعليمهم الولاء والإخلاص لعائلتهم الجديدة، أي له وحده.
أنت تقرأ
وصولاً لعينيك | All the Ways to your eyes
Romanceسلالة آل ماكميلان... رمز السيادة الأرستقراطية و العدالة في البلاد، هم العائلة التي إن مددت يدك إليهم واهنة، أعادوها إليك صلبة لا تنكسر، من عرفوا بإسم التجارة الرابحة ومالكي الإقتصاد دوماً.. لكن خلف تلك الأقنعة، يتربص مستنقعٌ مظلم عميق، سكنته شياطين...