الفصل الثاني

5.5K 289 43
                                    

لا يجب عليك الحزن وأنت جميل في ضحكتك...
فابتسم لتشرق الدنيا نورًا من ثغرك...
ابتسم ليزهر الحب في قلبي وقلبك...
ابتسم لتضيء الدنيا في عيني...
ابتسم لأرى وجهك المشرق المحب بكل تفاصيله...
كيف لهذا الحزن أن يخترق قلبك اللطيف؟
خوفي عليك من الحزن يفوق كل خوف...
أخاف عليك من الانكسارات، من التعب...
أخاف عليك أن تحزن وأنا لا أعلم...
فبعض الوجوه أتمنى لها أن لا تحزن أبدًا...
فقلبك اللطيف هذا لا يستحق الحزن...
فابتسم وأدخل السعادة لقلبك الحنون مهما أحزنتك الحياة..
ابتسم فالابتسامة تليق بك...

❈-❈-❈

صف السيارة ينتظر اخته أسفل بناية صديقتها ولازالت تلك الجالسة بجواره تبكي منهارة ولم تتوقف عن سؤاله:
-هنعمل ايه يا يوسف؟ أنا خايفه أوي.

ظل مركزا بصره أمامه وكأنه يفكر ولكنه في حقيقة الأمر لم يكن يفكر في حل لمعضلته بل يفكر كيف ستكون نهايته على يد والد من أحبها.

لحظات ونزلت ملك تجلس بالمقعد الخلفي فتحرك هو سريعا حتى وصل لمنزل ورد فأوقف السيارة منتظرا منها أن تترجل ولكنها ظلت جالسة تنظر له نظرات فهمهما جيداً أنها تودعه لربما تكون المرة الأخيرة التي تراه بها فهو إما سيقتل كما حدث لحبيب أختها الكبرى أو سيهرب الآن وحالا بعائلته ولن تراه مجدداً.

سألته قبل أن تترجل بصوت مخنتق انتبهت له ملك أخيراً:
-بلاش تروحله المخزن يا يوسف عشان خاطري، هيقتلك.

اتسعت حدقتي ملك وركزت بحوارهما والأولى تضيف:
-خد طنط واخواتك واهرب.

تسائلت بفزع:
-فيه ايه؟ مين اللي هيقتل مين؟ فهموني!

لم تجد إجابة من أحد سوى صوت أخيها:
-أنزلي يا ورد.

انهارت باكية وكادت أن تصرخ رافضة:
-عشان خاطري يا يوسف بلاش تروح، أنت عارفه كويس مش هيسيبك.

ردد كلماته مرة أخرى وبحدة أكبر:
-أنزلي يا ورد.

رمقته بنظرة أخيرة مودعة وترجلت من السيارة فقادها مبتعدا عن أنظارها ومتوجها لمنزله وصف السيارة فترجلت ملك وفتحت الباب الذي بجواره وجلست مكان ورد وبدأت سيل أسئلتها المتخوفة:
-ايه اللي حصل؟ ومين اللي هيقتلك؟ ومخزن ايه اللي أنت رايحه؟

لم يجب فتابعت:
-رد عليا يا يوسف، هو المعلم رشوان عرف بعلاقتك بورد؟ رد عليا.

أومأ بوجه متجهم فوضعت راحتها على فمها لتكتم شهقتها وحذرته على الفور:
-يبقى معاها حق، هيقتلك لو روحتله.

ابتلع ريقه الجاف وعلق عليها:
-لو كان عايز يقتلني كان عملها قدامها زي ما حصل مع أختها، هو اداني الأمان لما قال أنه مش هيقتلني بس الأكيد انه هيطلب حاجه.

هزت رأسها تسأله:
-حاجه زي أيه؟

حرك رأسه يمينا ويسارا بحيرة:
-مش عارف، بس أكيد هيطلب حاجه أعملها عشان يحلني وإلا كان تاواني زي ما بيعمل مع أي حد بيعارضه أو بيتحداه.

حارة الدخاخني (قيد النشر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن