الفصل التاسع

4.4K 222 28
                                    

لا تعترف بالحريق الذي في داخلك..
ابتسم وقل أنها حفلة شواء.
فيودور دوستويفسكي

دار حول نفسه يتفقد الحوائط والمنافذ وخرج للبهو الواسع ينظر هنا وهناك وقد تحرى الدقة باختياره لمقر عمله الجديد بأن يقع على مقربة من الميناء، ذهب ناظرا من النافذة الواسعة للشارع المطل عليه الموقع والتفت لخاله هاتفا بقبول:
-موافق يا خالي، المكان تحفه.

نظر ﻷسفل فوجد المحلات المختلفة ومن ضمنها ذلك المحل الشهير والمكتوب عليه بالخط العريض (الدخاخني للإستيراد) والتفت يسأل أنور:
-هو المحل ده بتاع الراجل إياه؟

أومأ بعد أن اقترب منه ونظر لمكان إشارته:
-ده المحل الرئيسي بتاعه بس هتلاقي محلات كتير عليها نفس الأسم ﻷن عنده كذا دكان ده غير المخازن.

زم شفتيه للأمام وتعجب قليلا فظهرت نبرته مندهشة:
-وحسن واقف يناطح راجل بالغنا ده؟ مش غريبه شويه يا خالي! ايه اللي يخليه يقف له وهي لا اخته ولا قريبته ولا خطيبته؟

حرك أنور أسه محتارا فحقا ما شأن زوج ابنته بهذا الخلاف الناشئ بين رشوان الدخاخني ويوسف واخته الصغرى:
-هو فاكر نفسه كبير كفايه إنه يقف للمعلم رشوان، بس أنا أصلا طول عمري مش برتاح للطريقه اللي بيتعامل بيها مع البت ملك، بحسه كده مش مظبوط معاها مع إن طول الوقت بيقول زي اختي زي أختي، بس اللي بشوفه غير كده وياما قولت لسهر بس هي مش شايفه ولا حاسه، واكل عقلها وقلبها.

تحرك خارجا ووقفا أمام السمسار وقد انتبه أنور لوجوده بعد أن غمز له حمزة لينتبه بحديثه أمام الغرباء:
-المكان ممتاز، هو محتاج شويه توضيبات بس قول لصاحبه اني هشتريه.

ابتسم السمسار بفرحة لما قد يفوز به من عمولة لعملية البيع التي تُكلف ملايين الجنيهات.

نزلوا ﻷسفل واستعد حمزة لمقابلة صاحب العقار ولكنه وجد أنور يبتسم ويتحرك صوب المحل التجاري يصافحه ويحرك رأسه:
-أهلا يا معلم.

ابتسم الآخر بدوره:
-ازيك يا أنور وازي بناتك؟

رد مبتسما:
-الحمد لله.

التفت لابن اخته وأشار له بالاقتراب وقام بتعريفه:
-حمزة ابن اختي، هيشتري المسطح اللي فوق ده عشان هيعمل شركة استيراد وتصدير.

أومأ مبتسما فوجدوا السمسار يقترب منهم ويتحدث مع رشوان باحترام:
-تمام يا معلم المكان عجبهم.

رفع حمزة حاجبه الأيسر متسائلا:
-الله! هو المسطح التجاري ده بتاعك يا معلم؟

أومأ وقد تحرك للداخل وأشار لهما باتباعه:
-ايوه، محتاج سيوله فهأجره مع إن كنت شايله لعوزه بس.

صمت ونظر للسمسار يأمره:
-روح جهز العقود وتعالى.

جلس كل من أنور وحمزة الذي تكلم متفاجئا:
-إيجار! أنا جاي على شرا تمليك يا معلم مش إيجار.

حارة الدخاخني (قيد النشر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن