تراقصت على أنغام الموسيقى بحضور الأصدقاء والجيران وعلى ملامحها السعادة التي تمنتها ﻷعوام وأعوام حتى تجتمع به، استقبلت عائلة والدها القادمة من صعيد مصر وربما لم ترهم سوى مرات معدودة تعد على أصابع اليد الواحدة فقط بالمناسبات السعيدة منها والحزينة.
هنئتها عمتها بلهجتها الصعيدية:
-الف مبروك يا بتي ربنا يجعله عريس زين ويصونك مع اننا كنا حابين انتي واختك تتجوزو من حدانا.ابتسمت لها بتكلف وهربت من حوارها الغير شيق بالنسبة لها وعادت للرقص والغناء حتى استدعاها والدها فتركت الجميع ببهو الصالة الضيق ودلفت لغرفته متسائلة:
-في حاجه يا بابا؟أومأ مشيرا لها بالجلوس بجواره ففعلت وبدأ حديثه معها بصرامتها التي اعتادت عليها:
-طبعا أول هام لازم تعرفي إن مش معنى كتب الكتاب إنه بقى جوزك عشان بس لو لمحت وضع مش عاجبني هتكوني أنتي المسؤولة قدامي، أنا ربيتك كويس وعارف انك تقدري تمنعي أي تجاوز ممكن يحصل منه ﻷني راجل وفاهم اللي قدامي ومتأكد إنه عايز يكتب عشان ياخد راحته معاكي.ابتلعت ريقها فسألته زوجته الجالسة بجواره صامتة منذ بداية الحديث:
-ولما أنت عارف كده وافقت ليه على كتب الكتاب يا حاج؟أجابها بضيق:
-عشان بقى هو اللي ماسكنا من ايدينا اللي بتوجعنا، بقاله 3 سنين خاطب وخلص كل اللي عليه وتأخير الجواز سببه عندنا إحنا وكده الناس وأهل الحارة هياكلو وشي لو حب يدخل حد فيهم، فأنا مكانش عندي حل غير أوافق.عقبت سهر فورا على والدها:
-متقلقش يا بابا، حسن متربي وعمره حتى ما فكر يعمل أي تصرف غلط وأنا متأكده انه مش هيعمل اللي في بال حضرتك.هز رأسه مستحسنا واستأنف حديثه:
-دلوقتي بقى في حاجه مهمه لازم نتكلمو فيها يا سهر، أديكي شايفه أهلي كلهم جم من الصعيد وأهل الحارة كلهم ناويين يحضروا فكده حكاية حجز دار المناسبات دي مش هتنفع طبعا فشوفي بقى تكلميه ولا أكلمه أنا!ابتلعت ريقها وهي تعلم أن والدة حسن لن تصمت على ذلك ووالدها يكمل:
-نعملو شادر هنا في الشارع اهو منه نرحب بالناس وبرده تفرحي بدل الخطوبة اللي اتعملت ع الضيق دي.وافقته ترد بتردد:
-سيبني أنا هكلمه يا بابا.بحثت عن ركن هادئ بعيدا عن الضوضاء والإزدحام وهاتفته فرد فورا حتى لا يوقظ أخيه النائم بنفس الغرفة:
-ايوه يا سهر.همست برقة:
-حبيبي.ابتسم على الفور واعتدل على فراشه وتغزل بها:
-ده انتي اللي حبيبتي وعمري كله، لسه الهيصه اللي عندك متفضتش؟ ده العشا اذن.ضحكت تخبره:
-ده أهل بابا كمان جم وهيباتو عندنا.ركز بحديثها وسألها:
-عددهم كبير؟ أنا دابح خروف واحد بس وأمي وام يوسف محتاسين بره من الصبح في التجهيز.
أنت تقرأ
حارة الدخاخني (قيد النشر)
Romanceرواية رومانسية اجتماعية بطابع شعبي 🔞 ممنوع لما هم دون الثامنة عشر