أصبحت أحب الصمت لا أعلم هل ماتت كلماتي أم مِتُ أنا!
استيقظت على تلك الأصوات بالخارج فجلست تفرك عينيها تحاول أن تستعيد يقظتها بعد أن غفت ساعات قليلة جداً بالساعات الأولى من النهار، وها هي تستمع لصوت والدتها تتحدث قهرا:
-آه يا ميلة بختك يا بنتي، يا رب نجيها هي ويوسف يارب.اعتدلت على فراشها وخرجت لتجد والدتها تنظف المنزل تنظيفا عميقا وترفع الأثاث لتعدل من وضعيته فجعدت جبينها وتسائلت:
-انتي بتعملي ايه يا ماما؟ردت الأخرى وهي منشغلة بما تفعله:
-بنضف البيت عشان الناس اللي جايه بعد الصلا.ضحكت ضحكة مكتومة تسخر منها:
-هم الناس اللي جايين ضيوف مرحب بيهم اوي كده؟ ده انتي عماله تشتمي وتدعي على المعلم من امبارح.تركت ما بيدها ورمقتها بنظرة مغتاظة:
-بدل ما أنتي قاعدة تقطمي فيا تعالي ساعديني عشان خالك ومراته جايين هم كمان.هزت رأسها موافقة وتحركت تساعدها بفرش الأرضيات ووضع المفارش النظيفة على الأثاث حتى انتهت وجلست على الأريكة بجوارها تربت عليها:
-متزعليش يا امي، أنا راضيه بقسمتي ونصيبي.بكت والدتها رغما عنها:
-مين أم ترضى لبنتها واحد زي المعلم رشوان؟ متجوز 3 ومخلف عيال اكبر منك وتاجر ممنوعات وأد ابوكي، دي وكسه ما بعدها وكسه بس هقول ايه ملناش ظهر ولا سند يقف لنا، حتى خالك لما رسيته ع الحوار قالي مقدمناش حل غير نوافق عشان ده راجل شراني.ربتت عليها وهي تسخر بقرارة نفسها من وضعها المزري، أليس من المفترض أن يواسوها هي لا العكس:
-خلاص يا ماما بقى انا صليت أمبارح استخارة لربنا ودعيت إن لو في شر ربنا يبعده عني من غير ما حد منكم يتأذى.تنهدت والدتها بحزن ولكنها التفتت فجأة ترمقها بنظرة جادة وكأنها تذكرت للتو:
-ألا قوليلي صحيح، حصل ايه امبارح مع حسن لما طلعنا بره كلنا وقعد اتكلم معاكي؟شردت بلحظتها بما حدث بينهما أمس عندما أعلن لها حبه فظلت هي صامتة ترمقه بنظرات حزينة فأضاف:
-عارف اني اتأخرت اوي عشان اقولها ويمكن تكوني شيفاها ملهاش معنى في الوقت ده، بس انا حبيت تعرفي اللي جوايا من ناحيتك بعد اللي حصل.أطرقت رأسها وبكت فتابع:
-يمكن تكون الرصاصة هي اللي فوقتني وعرفتني إن الدنيا صغيره اوي وفي لحظه ممكن منكونش مع بعض، عشان كده مش هقدر أخبي عنك ولا اضحك عليكي بالكلام اللي قولتهولك قبل كده.رفعت وجهها وهمت بالحديث ولكنه لم يمهلها وقتا فأكمل حديثه:
-ارتباطي بسهر كل السنين دي خلاني مسحور جوه علاقه شايف انها مناسبه ليا وعاوزها، وانتي في الوقت ده كنتي عيله في اعدادي يا ملك مكنتش شايفك غير اختي.عض شفته ليكتم غصته وأضاف:
-كل الوقت ده بقول لنفسي كده بس من جوايا عارف إن مشاعري اكبر من مشاعر اخ لاخته بس مش قادر لا أكبرها ولا ابينها ليكي وللعالم، ولا قادر اخفيها جوايا واتعامل انها مش موجوده.
أنت تقرأ
حارة الدخاخني (قيد النشر)
Romanceرواية رومانسية اجتماعية بطابع شعبي 🔞 ممنوع لما هم دون الثامنة عشر