أنا رشا طالبة سنة أخيرة من المتوسطة , أحب الذهاب للمدرسة وأحب كتبي ومقعدي , لكن لحياتي الطيبة المُرضية هذه سلبياتها , إذ لم يكن هناك من يقدرني أو يأخذ برأيي , ولم يكن هناك من يتواصل معي في المدرسة , أغلب الطالبات في فصلي يعاملنني بالبرود والقسوة كلما حاولت الإختلاط معهن , وكأن وجودي معهن هو إضافة غير مرغوب فيها .
كمثل كل يومٍ مدرسيٍ عادي ، رنَّ الجرس معلناً عن بداية الحصة ، دخلت المعلمة وهمَّت بتوزيع نتائج الإختبار ، سمعت صوت إبنة المديرة يتردد مصدحاً بنبرة غضب وهي تستمع لأحدى الفتيات ..
" كيف يمكن أن تكون أعلى مني بدرجة !؟ "بدت ككل مرة تحصل فيها على نتيجة أقل مما أحصل ، عندما إنتهى الدرس أقتربت مني بحذق لترمي كلماتها المسمومة كالأفعى :
" أعلم بأنكِ تتقربين من والدتي لتنالي إستحسانها وإستحسان المعلمات من حولك لتحصلي على نتيجةٍ أعلى !!إياكِ والتقرب من والدتي بعد الآن وإلا فسيحصلُ مالا يُحمد عقباه ! "تجمدت في مكاني أستمع لتذمرها وإتهاماتها ، حتى صبَّت حمم بركانها علي وغادرت بهدوء ، لا أعلمُ لما تعدني كعدوتها اللدودة رغم إني لا أضمر شيئاً لها ولا لأي أحد .. ورغم وجود عدة فتيات متفوقات في فصلي كذلك إلا إنها فرضت على نفسها ذلك التحدي الذي بيننا .. لم أُطل التفكير في الأمر مطولاً فسرعان ما حمدت ربي على هذه النتيجة التي حصلت عليها " عليها أن تتعلم الرضى عما تحصل عليه "
حدثتُ نفسي وأنا أتمشى بين مقاعد الطالبات أقصد باب الصف للخروج ، بينما نظرات من بقي من الطالبات موجهة نحوي وقد أخذت بعضهن بالتشاور ، أعلم في قرارة نفسي إنهن يتخبطن في تداول الإشاعات التي أطلقتها إبنة المديرة حول توددي للمديرة وعلاقتها بنتائجي التي في الغالب أعلى من نتيجتها ، رغم إني لا أعلم نتيجتها الفعلية لكن ردات فعلها توحي إنها أقل .
لم يعد يهمني الأمر حول سمعتي فلم أعد أرجو إلا أن أستمر بإستكمال مسيرتي الدراسية ..
وكم أردتُ التصرف بعفوية مع الجميع ولكن لأنهن يفهمنني بطريقة خاطئة ويرونني كمتملقة منبوذة لذا ماكان لي إلا إخفاء مشاعري وروحي اليافعة المحبة .
أنت تقرأ
رِحلةٌ إلى سَقَر
Mystery / Thrillerعليك فقط الإستسلام وفرد يديك مرحباً بالقَدَر الذي ينتظرك.. إذا كان الموت هو المصير المحتوم.. وكان لابدَّ من الخطو باتجاهه، فهل سَتُناضل لخوض الرحلة؟ رحلةٌ إلى سَقَر..