لم تكن مهتمة به و لو من بعيد عكسه هو، كان يهتم بكل صغيرة و كبيرة تخصها، يساعدها دون أن تطلب يتدخل حين يود المدير معاقبتها و الخصم لها في حالة تأخيرها المستمرة، يتودد له و يتعهد ألا تكررها دون أن يفحص بذلك لها، اراد أن يتأكد من شعورها اتجاهه قبل أن يتلفظها و يقول احبك.
.............................بحي الزمالك تقطن، حيث الهدوء يعم المكان
والرقي يسيطر على الاجواء، هي فتاة شديدة
الصرامة لمن لا يعرفها، حنونة للقريبين منها
نشوى، تلك المسكينة التي عانت في السنين
الماضية من حياتها متخلية عن ألمها راحلة
عن الاسكندرية.دلفت لمنزلها متأخرة عن موعد عودتها، تفتح
الباب تضع قدم داخل الشقة و الأخري لازالت خارجها، تسمع نشيد والدتها الوطني عن تأخيرها و توبيخها، و تذكرها أنها امرأة مطلقة
لن تسلم من كلام الناس خاصة أنها غريبة عنهم، لم تتجاوب معها تتركها مثرثرة بكلامها
الجارح دون أن تلتفت لها.لم تكن والدتها قاسية القلب، لكنها حزينة على ما آلت عليه، بعد ما كانت بافضل حال متذكرة ما حدث لها، زيجة جعلتها كالصنم، تلغي مشاعرها المجروحة جانبا، تتعامل بحدة مع كل من غريب عنها، مكرسة حياتها للعمل فقط.
جميع الاشارات وقتها كانت تقول أنه ليس الشخص المناسب لها، رفضته والداها مرارا و
هي مصرة عليه، منصاعين لم تريده.وكأنها جاءت بالهلاك لنفسها، شخص عصبي لا
يراعي الله فيها، كل يوم يضربها يمنعها من ابسط حقوقها، وهي أن يكون لها الاختيار في
حياتها ولو بالقليل، عاشت في الارياف، ابنتة
الاسكندرية تنظف البقر و الجاموس و تطعم الدجاج تخدم والديه، تحملت هذا الوضع المزري لعامين كاملين، عائدة بخاطر تم سحقه
لعدم انجابها منذ زواجهم.طلقها بل و طردها بمنتصف الليل أثر شجار دار بينها وبين زوجة اخيه الكبير، كرهت الأسكندرية بمن فيها منعزلة عن الناس، و بعد
سنين من تعافيها رحلت عن الأسكندرية بحجة أنها وجدت عمل في القاهرة مناسب
نشب شجار مع والدتها؛ رافضة انتقالها و للمرة
الثانية اصرت على فعلها، فرافقتها هي ووالدها، تاركة شقيقتها ميادة في عش الزوجية تزورها كل حين.انكبت تمسك بمصحفها تقرأ سورة البقرة و تبكي متألمة، اتمتها تغمض عينيها المتورمة
هاربة من واقعها الميؤس منه..............................
هل يعطي لنا القدر فرصة لنيل ما نريد؟ قد
يحدث ذلك لكن علينا وقتها أن نغتم تلك الفرصة؛ قد لا تعوض، و هو لم ييأس عن المحاولة لجعلها تلاحظ حبه، وبالفعل قد ناله
محاولات كثيرةللفت نظرها.و قد نجحت احدهم في جعلها تنظر إليه بنظرة غير التي كانت، الحظ ضحك بوجهه
يون عيد ميلادها السبعة و عشرون، و كما
يقال كلما اقتربت من الثلاثين صرت أكثر
نضجا؛ لا تبالب بصغائر الامور.و يبدوا أنها اصبحت كذلك، أتت عملها باكرا
على غير عادتها، تحيطها الرتابة و الشعور بالملل مكملة يومها متجاهلة صوت الاشعارات المستمر و الرسائل المتتالية، تجيب مرسلها ثم تعود لمزاجها العكر من جديد، جاء وقت
الاستراحة يطلبن ما سيأكلن، لكن هذه المرة تختلف.لم يذهب فريد لشراء الطعام هذه المرة بل هو من فعلها، يدخل المكتب حامل بيديه علبة ورقها بلاستيك زهري اللون، ملفوفة بورق هدايا ابيض، وضع العلبة على مكتبها يفتحها
ناظر لها منتظر ردها، الصمت هذا ما ناله منها
قرأت ما المكتوب عليها بكعك السكر." كل عام و أنت جميلة و في حياتي "
لقد قرر فعلها و الاعتراف بحبه بعد عام من المحاولات الكثيرة اليائسة، تفاجأت مما رأته تنظر لمن حولها في دهشة، اشعل الشمعة يقول بصوت خافت:
_تمني أمنية و سةف احققها لك مهما طلبت.
ابتسمت فقط لم تفعل سوى الابتسام، نفخ في نيران الشمعة يطفئها يكمل:
_الأمنية سوف تتحقق عما قريب.
هل تحلم، أم هذا حدث للتو؟ لم لم يقولها منذ شعوره بالحب اتجاها؟ اسئلة كثيرة تدور بعقلها و قلبها يرقص مهلل؛ لقد حدث لها ما في الروايات و الافلام؛ وجدت من يفاجأها بحبه، و عقلها يوبخ قلبها ليكف عن تهويل الامور و تصديق اي كلام معسول يقال له وقفت بجمود عكس ما كانت تشعر به، فقد سيطر العقل على حواسها، سألته بوضوح:
_لم أنا؟ اهذا تصرف يصح أن تفعله؟
اي شخص مكانه سيستاء من ردة فعلها، اما هو فقد اجاب سؤالها بنفس النبرة لم تتغير
بل زادت حنية أكثر يلين حصار عقلها يكسر كل جموده واصل لقلبها ذاك الحنون الذي يصدقه بكل كلمة يقولها._لن افعل شيء يضرك، مهما بلغ حبي لم،أنا اخاف عليك من نسيم الهواء العليل يا سارة
احبك اكثر من نفسي، ومن أول مرة رأيتك
فيها، يا ذات النظارة المهشمة.ضحكت تواري وجهها عنه تحاول إظهار جديتها، فمد يده في جيبه يخرج علبة نظارة
يفتحها مقدم لها واحدة بدلا من التي كسرت
يومها، وبجانبها خاتم زواج، يقول لها:_هل تقبلين الزواج بي؟
#يتبع.
ماذا سيكون رده فعلها من وجهة نظرك؟؟؟
أنت تقرأ
بين ايدي القدر
Romanceبعض الصدف تكون لنا حياة، فرصة تجعل قلوبنا تتوهج من جديد، تحيا بالأمل و الحب... تقى حمدى....