متاهة الحياة

57 15 9
                                    

لمعت عينها بالدموع، دموع السعادة التي يقال عنها، شعرت بها لأول مرة في حياتها  زملائهم يقفن منتظرين لحظة موافقتها عليه لتفاجئ الجميع بفرارها من نطقها، تاركة الشركة بأكملها، توترت بل خافت.

حالة من الذهول نالت منهم، اغلق العلبة و الخيبة تصاحبه يعيدها في جيبه، وقف فريد يواسيه على ما يشعر به و الآخرين يهمسون ناظرين إليه بشفقة، ثواني و تبدلت ملامحه يغادر هو الآخر يلاحقها، حاولوا ايقافه و لا حياة لمن تنادي.

نزل يبحث عنها بام عينه في محيط الشركة لم يجدها، فعاد فارغ الوفاض يأس يشعر
بأنه تسرع باعترافه لها.

عادت و تحمل الندم معها على تسرعها و سوء
تصرفها، لا تتكلم يسيطر عليها الصمت، سألتها
والدتها ملحة أن تعرف سبب عودتها المبكر هذا، اخبرتها بسبب لا يصدقه عقل، لكنها لم تهتم لمعرفة ما بها، تكمل مشاهدة فيلمها.

هل تعود ام خسرته هكذا و لا داعي للعودة؟
ودت لو تفعلها و تعود توضح سبب رحيلها
منعها خوفها من المجازفة أن تتخذ قرار عكسي، تاركة القدر يقرر ما سيحدث معها.

                 ..........................

من قال أن الشخص الصامت هو يعاني طوال الوقت، قد يكون عاشق أو يحب العزلة و الهدوء، هكذا كان هو، تهامي، اسم غريب لشاب، سماه والده كنية على اسم جده الذي رباه، وقد ورث عنه شخصيته أيضاً.

صدع صوت شقيقته الصغيرة تنادي عليه ليذاكر لها، يغلق يومياته في ضيق على أخر
ما كتبه، كان نثر وغزل بمن يحب، وقع صديقنا ولم يسلم نار الاشتياق.

امسك بالقلم والمسطرة، يكتب لها المسائل الرياضية و يرسم لها المثلث لتحلهم، انكبت تذاكر وتحل كل مسألة، و كل مرة تنقطها بصوت مسموع، وهو ينتظر بفارغ الصبر أن تنتهي؛ كي يعود لكتابته من جديد، ساعة ونصف ذاكر لها فيها، ما بين مادة العربي والرياضيات، وهي تبلي بلاء حسن خاصة في مادة العربي.

يلقبنها افراد العائلة بـ نجيبة متولى الخولى
الاولي على الثانوية العامة 100،1٪؛ لبراعتها في الحفظ رغم سنها الصغير، مازالت نيره في الإعدادية بعامها الأول، أسرة ذات افراد عائلة
كبيرة العدد، والديه لازالوا يافعين بالصحة والعافية؛ لزواجهم بسن صغير.
      

بيت أقل ما يقال عنه سيرك، سيرك دولى، فيه
الصغير والكبير جميع انماط الشخصيات، وكان
هو اهدأ من بهم، انطوائي هادئ الطباع، لا يتحدث كثيراً حتى مع عائلته، عطوف يحب مساعدة غيره، سمات اكتسبها من والديه.

انتهي من المذاكرة لها يعود حيث كان، يفتح يومياته ممسك بالقلم يكتب النثر هائم.

" ألقيت رواسي حبك في قلبي و تعلق بك
    دون أذن مني، لا وصال بيننا و لا فراق
    سيكون  "

كتب بنهاية الصفحة جملة تحمل اسمها، من يقرأها لن يعرف أنها من سرقت قلبه.

   " و تلك النشوة التي انتشيها حين اراك
         لا تحدث مع غيرك  "

             ................................

هل توزع الحياة السعادة بمقدار واحد على كل الناس؟ سؤال أسأله لنفسي كل يوم و لا اجد له جواب، هل لزمرة من الناس يتخذ احدهم قدر من السعادة و الأخر لا؟ قد يحدث ذلك...

ضجة محدثة من قبل ذاك الصغيرين، مها و نهي، تؤام ذات العشر سنين، رزق بهم من زوجته وابنة عمه نسرين، بنية العينين
خمرية البشرة مموجة الشعر، تزوجوا عن
حب، كل منهم لا يفصح عما بداخله للأخر
ليحدث ما يتمنه و يقترح احد الاباء أن يزوجهم لبعض، بعد تسعة أشهر رزقوا بتلك
الطفلتين مكللين حبهم.

هرعوا إليه راكضين ينحني نحوهم؛ يقبض عليهم بين احضانه، و زوجته مداعبتهم بحب
وهي في المطبخ تضع الطعام في الاطباق
مخرجها لهم، خلع نعليه يساعدها ومعه صغيرتيه يفعلن مثله، متخذينه قدوة حسنة
لهم، من المسؤل عن السعادة نحن أم القدر؟

جلسن معا بسهرة أسرية حنونة، بين مزاح ولعب وسرد قصص ذات معني تفيدهم، انصتن له يسمعون.

  " صنع السفينة على اليابسة، كان قومه
    يسخرون منه، ملقبينه بالمجنون حاش لله
   ولم يعلموا أن الله من أمره بصنع الفلك و
   سيأتي يوم يستغيظون فيه به؛ لينقذهم و
  لن يفعل؛ لكفرهم بالله وعنادهم مع رسوله "

قطعت كلامه مها تسأله:
_ولم لم ينقذ ابنه؟ هل كان لا يحبه؟

اجابها مبتسم بود في وجهها:
_يحبه، بل ومد له يده ليركب معه السفينة
  لينجوا من الهلاك المحتم عليهم، رفض
  يعتلي جبل محتمي فيه؛ ظن منه أنه سينجو
  هكذا، ومن يود البقاء لا يسأل الله عن ما سيحدث له؛ هو من اختار العذاب.

_وماذا حدث بعدها يا أبي؟

سألته نهي تود معرفة ما حدث بعد الطوفان
اخبرها أنه رست السفينة على جبل الچودي
يعمر الأرض هو ابنائه، ينشر ما حمل معه من
الحيوانات في الأرض، وبعد مدة لا يعلمها جفت الأرض تبتلع مائها.

كانت الساعة قد دقت الحادية عشر، يغفون على أنفسهم، يحمل كل من نسرين وفريد فتاة
يضعنها في السرير، مشغلين المذياع على سورة البقرة خارجين من غرفتهم.

#يتبع.

أتاخرت عليكم عارفه بس ملحقتش اكتب
بدري، مستنيه رأيكم...

بين ايدي القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن