بالطبع لم يكن يعرف بالخطة، ولا بأي شيء حدث، فوافق على قبول استقالتها، منتظر أن
تذهب لشركة في يوم لاخذ بقية مستحقاتها
وملفها، ارتاحت ربما أو هربت من مواجهة
خافت أن تخوضها مشاعرها، فتنكشف أكثر مما هي.
.............................لم يتبقى له سوى أن يظل واقف بين الظلال
منتظر رد منهم، ليخرج من العدم معلن انتصاره على عنادها وخوفها الكبيرين، ولكن
لا تأتى الرياح كمت تشتهى السفن، تفاجأ بعدم
حضورها يسأل عنها، فكان جوابهم أنهم لا يعملون عنها شيء، يسأل صاحب العمل عنها
لأبد أنها اعلمته على الأقل بسبب غيابها.هناك اخذ الصدمة الكبرى، لقد استقالت، فتح
فاهه يحاوره:_كيف؟ ولم! هل قالت السبب؟
ارجح القلم بين اصابعه يصرح:
_لا، لم تقل سبب، لكنها ستأتي يوم الأحد
لتأخذ ما لها هنا.انصرف والقلق يداهمه، هل هذا ردهم على
طلب زواجه منها؟ أم هي من قررت أن تترك
كل شيء يقربها منه!؟ حائر لا يعرف ماذا يفعل، غير أن يترك الأمر في زمان أيدي القدر.قبع مكانه تائه في لا شيء، سألنه ما بك
فاجابهم:
_لقد تركت العمل، أنا غبى لقد جرحتها قاصد._نواياك كانت طيبة، على العموم الفتيات مشاعرهن هي من تتحكم بهن، ابتهج.
نطق بتلك الكلمات ينظر لنشوى، رمقته بنظرة
تعنى أن الحرب ستبدأ منسبة:
_حقا! لا لسنا كذلك، وهو من جعلها تغادر بتصرفه الغريب هذا.لتصوب حديثها لـ محمود:
_أنتَ المخطئ، لقد احست بأنك كاذب لا تحبها
كيف تقول أنك ستقوم بخطبة غيرها، وأنت
منذ أيام قليلة تقدمت لخطبتها؟ كلكم مصطفى أبو حجر.تدخل فريد يهدأ الأجواء، كانت على وشك الشجار مع تهامى، ومحمود موقفه لا يحسد
عليه ليتدخل، فقال هو يطرق على مكتبه
بطريقة جعلتهم ينظرون إليه:_هل سنحل المشكلة أم سنصنع واحدة أكبر
منها؟هدوء قد ساد المكان، ليتطرق تهامى مقترح:
_كلم والدتها، هي من ستفيدك في هذا الوضع
المزرى.ثم نظر للجميع يخرج من درج مكتبة علبة
فيها كعك برتقال، يهزها يمين ويسار فضحكت تترجل اخذتها منه، يخبرها أن والدته اعدتها
خصيصا لها؛ لعلمها أنها تحب تناولها.ذهب غضبها واستيائها، توزع عليهم منها متبسمة كأن شيء لم يكن، اشار تهامى عليها
يقول بصوت يملأه الثقة:_قلت لك، يتحكم بهن مشاعرهن.
نظرة أرسلتها إليه، جعلته يتراجع عما قاله
يمطرها بالثناء والغزل، انقلب الحال من حالة
توتر وقلق، لحب ومشاعر فياضة وضحكات
تعم المكان، يشاهدهم ويتمنى أن يصل لسلام
قلبه..............................
رن هاتفها وسط النهار، تدخل غرفتها منفردة
بنفسها تتكلم هامسة كلص يهرب من صاحب البيت، كلما طالت المكالمة اصبحت ملامخ وجهها أكثر حدة، تنتهى بمنادة ابنتها التي لم
تجيبها، كانت ستدلف لغرفتها توقظها من الغيبوبة التي اصابتها.لكنها علمت حينها أن سينكشف الأمر برمته
تنتظر أن تقوم هي من نومها، تستغل اي ظرف
كان وتسألها عن سبب عدم ذهابها للعمل.في السابعة مساء قامت تترنح يمين ويسار
لازالت نائمة وهي تسير، تستقر جالسة على
الأريكة مشغلة التلفاز، تمسك بهاتفها تتفحص
مواقعه المختلفة بلا هدف، لا تشاهد التلفاز
ولا تعى ما يمر امام عينيها.أتت إليها تجلس بجوارها تسألها إن كانت ستأكل تعد لها الطعام، فرفضت محركة رأسها
ب " لا " تكمل عبثها، سألتها عما تود معرفته
تجيبها بهدوء:_لقد استقلت من العمل، يكفى شقاء لست
هذه الشخصية على العموم.انفعلت عليها، غير متحكمة فيما تقوله:
_ستظلين هكذا تخسرين كل شيء بخوفك هذا، انضج يا سارة الحياة بما الجيد والسئ
وهذا.صمتت قبل أن تقولها، فتركت الأخرى هاتفها
متلفته لها:_منذ البارحة و أنتِ تقولين أشياء غريبة، ما
الأمر اخبرني، في النهاية سأعلم._لا شيء، ظننتك ستتغيرين للأفضل لنفسك
الكلام لن يجدى معك.تركتها وهذه المرة لم تخاف أن تعرف شيء
شعرت بالحسرة على حال ابنتها، اصبحت مريضة نفسية لأب لم يعرف للأبوة معنى
مجرد من المشاعر.انكمشت على نفسها مغمضة عينها، تفكر في
كلام والدتها، هل مجرمة في حق نفسها؟
أم هي ضحية لظروف وحياة لم تردها يوم
هل كل تصرف تتأخذه هو ضدها، عكس ما
تظن؟ النوم هو مهربها الوحيد الذي يحتويها
في اسوء حالتها، لجأت إليه كمئات المرات السابقة..........................
كان عليها إتخاذ القرار بدلا منها، لأخراجها من
تلك الحالة، مكبلة بالذكريات السيئة والمشاعر
السلبية، لا تدعها تعيش حياتها كمن في سنها.قد يكون قرار سيتعقبه شجار لا ينتهى، لكنه
الأصلح لها و الأجدر أن يتخذ، راقبت اسمه
المسجل على هاتفها كثيراً، متردده، هل تكلمه
اليوم أم تنتظر للغد؟شاورت شقيقتها تدخل جوزها في المكالمة
يحثها على فعلها، مستقرين على أن تتصل
به في وقتها وتخبره بما آلوا عليه.
اتصلت به عقب إغلاقها المكالمة مع زوج اختها، تهمد لم تود قوله، وهو يلح عليها لمعرفة ردهم، شعور بالرفض انتباهه خاصته
أن اجابتها لم تكن مباشرة، لتفاجئه وتطمئن قلبه._محمود، نحن موافقون عليك، اتصل بزوج
خالتها لتحديد موعد لقراءة الفاتحة.لم تكن تعلم أن هناك من يمر بجوار غرفتها
سمع مكالمتها، يستشيط غضبا.#يتبع.
المخرج محمد سامى😌🚶♀️
#تقى_حمدى.
أنت تقرأ
بين ايدي القدر
Romanceبعض الصدف تكون لنا حياة، فرصة تجعل قلوبنا تتوهج من جديد، تحيا بالأمل و الحب... تقى حمدى....