فرصة حياة

35 13 2
                                    

الفكرة ابعد ما يكون على أرض الواقع بالنسبة
إليه، كيف له أن يعرف شيء عنها غير الذي يعلمه الجميع، يؤكد عليه فريد  أن يجرب التجربة قد تفيد.

ذهب و بقرارة نفسه يعلم أن الأمر لن يجدى
لكن المحاولة لن تضر، طرق بابه وكله رجاء أن
يصل إليها ويطمئن عليها حتى وإن رفضته.

سأله عنها، هل استقالت من العمل أم لازالت
زميلة لهم، وبكل ثبات انفعالي يخبره:

_لا اعلم، لقد اختفت ولا احد يدري شيء عنها.

حالة من اليأس تملكت منه، هل انتهت قصة
حبهم التي لم تبدأ بعد؟ هل كان يتوهم؟ حيرة
اصابة قلبه، يخرج من عنده والحزن ابهت ملامحه، هي كذلك تعاني، كلا يعاني وحده
فهل من ملتقي لقلبين كتب عليهم الحب، لا
نعلم؟

رافقة سريرها طوال العشرة أيام، لاتخرج
إلا إذا جاء احدهم المنزل، صحتها اندثرت
تحت عينها سكنتها الهالات السوداء؛ من
كثرة بكائها ولومها لنفسها، وإن سؤلت عن
سبب بقائها في المنزل إجازة تلك المدة.

تجيبهم بكلمة واحدة لا غير.

"  لا يوجد شيء، فقد مجرد إجازة عادية  "

لا تكف عن تكرارها حتى سئموا سؤالها إياه
الأيام تمضي و الأسبوعان قاربوا على الإنتهاء أربعة أيام فقط وتعود لعملها، سوف تراه من
جديد وكل يوم، تفكر هل العودة بعد غياب
كافية أن تجعله ينسي الأمر؟

بعض الأسئلة ليس لها اجابة سوى على أرض
الواقع، وليست متوقعة بالمرة، هكذا هي الحياة مليئة بالمفاجأت.
                   
              .................................

_اشعر أنني سوف اراها ثانية.

قالها وهو على يقين كبير بتحقيقه، وقع اسمه على الورقة يختمها بختم النسر ثم قال له:

_كيف؟ لقد تهربت من طلب زواجك منها! هل
  كنت معنا وقتها؟

أخذ يضغط على القلم متوتر، يبدى رأيه فيما
حدث والاستياء ظاهر عليه، يدافع عنها امام
اتهام فريد لها:

_كانت متوترة وخائفة، لا اعلم مما، لكن شعرت بها، كل ما اوده أن تظهر من جديد
لاسمعها واحاول اقنعها بي.

كان سيتحدث لكنه صمت حين سمع صوت
زملائهم دالفين للمكتب، فكلاهما ألتزاما الصمت يكملان عملهم، ينقلان نظرات لبعض
يعلمها جيدا، كم من مرة حثه على نسيان امرها منذ اختفائها وهو معلق نفسه بها، هل
احبها؟ هو نفسه لا يعلم حقيقة سعيه وراءها
لكن بداخله شعور غريب يدفعه دفع للبحث
عنها.
                .........................

ببهو الشركة امام بابها مباشرة، تقف باحثة
عن شيء ما بحقيبة يدها، غير متهمة بكل ما
حوالها، ازادت حدتها وقسمات وجهها، تسند
حقيبتها على الطاولة الرخامية مفرغة كل ما
بها، اقترب منها يسرع من خطواته، يسألها.

_ما بك، هل هناك خطب ما؟

اجابته وهي تدخل الأشياء مكانها:

_هاتفي لا اجده، لقد بحثت عنه كثيراً.

اخرج هاتفه من جيبه يعطيه لها مبتسم:

_اتصل بنفسك، وأنا سابحث عنه في المكتب
  قد تكونين نسيته هناك.

ترددت في قبول عرضه تتصل بنفسها، ذاهب
هو للبحث عنه، وفي غصون دقائق عاد وهو
بين يديه، تبدالوا الهواتف فرحلت تشكره يدندن؛ من اسعد منه الأن؛ فنشوته قربت منه.
  
                  ..........................

يقال أن الحياة فرص، إن اغتنمتها فستكون
محظوظ للغاية، وإن تجاهلتها فلن تجدها مرة
أخرى.

عادت ومعها أمل جديد عائدة رغم عنها عازمة أن تغلق بابه للأبد، ولم تكن تعلم أن بابه سيظل مفتوح وإن لم ترد ذلك.

عينه لم تفارقها بين لوم وعتاب، وهي تحاول
جاهدا أن تتجاهله، لا تلتقي أعينهم و لا تجيب له سؤال، ظلت على هذا الحال تكرهه
بها قدر المستطاع؛ خائفة من ماضي أن يكون
مستقبل لها، قد جف نهر صبره يتفق مع زملائه أن ينصرفوا وقت الاستراحة ينفر بها.

غادر الجميع بما فيهم هو، يعود مغلق الباب
خلفه، يجلس امام الكرسي المقابل لمكتبها
مصوب تركيزه ونظره عليها، توترت وقلقت
ظنت به السوء، تخرج من خلف مكتبها، فـ
وجدته يقف مقابلها مباشرة نابس:

_لن أتركك ترحلين هذه المرة، اجبني لم؟

تحركت مبتعدة عنه، فامسك بيدها يجعلها
مقابله، مكرر سؤاله لا يتوقف عن السؤال
ذاته، فصرخت به وعينيها مليئة بالدموع
كأنها تذكرت ما يؤلمها.

_لأنني خائفة، خائفة منك ومن كل من يشبهك
  دعني وشأني.

اكملت برجاء تقولها:

_أرجوك، دعني وشأني إن كان يهمك أمري.

#يتبع.

في معادي اهو🐢🌼


بين ايدي القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن