تؤام الروح

83 12 19
                                    

اغمض عينه محاول تمالك نفسه من تلك المجنونة، يقترب منها بدرجة كافية لوضع مسافة بينهم يجز على أسنانه منبس:

_ها أنا أمامك الأن وأقولها لك، إنسى أمر تركى لك، لقد تعبت حتى أصل لتلك النقطة
وتقولين بكل بساطة، لا أريد أن اتزوج؟؟!

شبكت ذراعيها ببعض في ضيق:

_القبول والرفض يعود لى أنا وحدى فقط، لا
  أنت.

كان هناك طاولة خشبية دائرية تتوسطهم طرق عليها بغيظ، يهمس لها:

_لا تدعنى أخرج لهم، طالب منهم أن يتم عقد
  قرأننا بدل ما الخطبة ونتزوج رغم عنك.

وقفت تشيح بيدها يمين ويسار، ترد عليه
بنفس الهمس ذاته:

_إفعلها وسوف ترى رفضى لك يلوح في الافاق.

لم تكن تعلم أنه سيفعلها حقا، مجرد تهديد يصدر منه، خرج وتركها دون أن يتفوه بكلمة
لتنطلق الزغاريد، منقبض قلبها تدلف مسرعة
تقف مذهولة مكانها، كان الأقارب والعائلة يهنئونه على زواجهم، زواج!

عانقتها والدتها تهمس في اذنها:
_لا تفسدى يومنا، سأموت إن رفضته أتودين
  موتى؟

قبلتها تهئنها هي وكل النسوة والفتيات المتوجدات، يعاقنها وهي لا تتخيل ما هي فيه
لقد أوقعت نفسها في فخ لا مفر منه، يقف بين الرجال يرمقها بنظرة إنتصار مبتسم يقترب منها بخطى كلها ثقة، واقف أمامها.

_مبارك عليك زواجنا يا عروستى.

نعم يغيظها، يعلم أنها لن تتفوه بكلمة أمامهم
مستغل ذلك، إنصرف هو ومن معه وتبقى عائلتها فقط، ينتاوشون حول ذاك اليوم، تقبع
في غرفتها مغلقة الباب عليها، كل من يطرق باباها تصرخ به فيرحل، تجاهلوا وتجاهلوا
رفضها، يحضرون للزفاف غير متهمين بمخاوفها ولا بموافقتها.

            ....................................

تحيطها الفساتين الملونة والبيضاء و والدتها
ونشوى ورنا يقفن بجانبها، يختارون معها أي
فستان سوف ترتديه في زفافها، اختارت احداهن بعد وقت طويل، وتجربة كل ما هو
معروض بالمكان، فستان لا يصف الجسد اكمامه من القماش المطرز الرقيق المبطن.

أميرة هاربة من عالم ديزنى، جميلة وقصر قامتها يزين جمالها ويزيده بهاء أكثر، ظلت
واقفة أمام المرأة لدقائق تقوم بالتقاط الصور
ترسلها له وتشاهد رقتها الفائقة، تأتيها رسالة منها.

" كم أنا محظوظ بك يا جميلتى، أيام قليلة
  ونكون معا تحت سقف بيت واحد  "

ابتسمت راضية، شعرت بالسعادة التى لم تطأ
قلبها منذ أتت للدنيا طفلة رضيعة، ارسلت له
مسجل صوتى ثم خرجت لهن، دمعت عين والدتها، لا تصدق لقد رأت إبنتها عروس قبل موتها، تلك العنيدة ستصبح أم ذات يوم.

بين ايدي القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن