اقتحمت الغرفة بهجوم لا يمكن وصفه، بينما كانت تشعر بأن جسدها يشتعل بالكامل من هول ما سمعته. حاولت أن تنكر ما أخبرها به والدها، لكن الحقيقة كانت واضحة للغاية. مشاعر الصدمة والإحباط كانت تتصارع داخلها، حيث لم تستطع تصديق ما قيل.
شعرت بمعدتها تنقبض كقبضة حديدية، وقلبها يعتصر بشدة كأنه يحاول الهروب من صدرها. التنفس أصبح أكثر صعوبة وكل نفس تأخذه كان يتطلب جهدًا خارقًا. كانت ترتجف بشكل هستيري تشعر بفقرات ظهرها تتحرك، بينما عند مفاصلها وعظامها برودٌ وكأنه بالثلج تجمد. في حين وجهها يحمر كأنما يعكس النار التي تشتعل بداخلها. حرارة دمها تتدفق بقوة، وكأن كل قطرة منه تعبر عن غضبها واستيائها.
عندما فتحت الباب ودخلت إلى الغرفة، فوجئت بالشخص الذي كان فيها. نظراته كانت مستغربة تصحبها بعض الصدمة ، وحاول أن يستوعب الحالة التي دخلت بها. التوتر واضحًا في تعبيرات وجهه، و كل ثانية تمر تكشف المزيد من حجم الصدمة التي تواجهها الفتاة.
"ويلك أن تظني أنك ملكة هنا.. لست سوى ساحقة تحب المظاهر!" بصقت كلماتها بلهجة ساخرة يملؤها السخط، وكل كلمة تحمل شحنة من الاستهزاء والاحتقار.
توجهت نحو سريرها وهي تتشبث بمشددها الحديدي وكأنها تحاول فك القيود التي تكبلها. كل حركة كانت مليئة بالعجز، وكأن جسمها يرفض أن ينفصل عن ثقل المشد. حاولت بإصرار أن تفك الأشرطة، بينما أنفاسها تتسارع وتصبح أكثر صعوبة، والهواء لا يستطيع أن يتسلل إلى رئتيها بشكل طبيعي. كانت أصابعها ترتعش وهي تحاول إدخالها بين الزي والخيوط، والعرق يتجمع على جبينها كعقبات صغيرة على الطريق.
بينما كانت تناضل من أجل التنفس، كانت الدموع تتجمع في عينيها، تعكس حالة الفوضى التي تعتريها. بينما كانت أذناها على وشك الصمم من شدة الصرخات المدوية في رأسها.
اقترب ذاك الشخص منها ليعيد ربط مشدها بقوة، فاندفع صراخ الأخرى، تتشبث بأعمدة سريرها، تاركة دموعها تتساقط على خديها ببطء. ، " أحكمي رباط جأشك، فإني أنا من يحكم هذا القصر، وما أحب لا شأن لك به."
أستدارت تشبثت بالعمود خلفها، وكأنها تلتمس الثبات في حضن صلب، بينما كانت عيناها الخضراوان تواجهان نظرات شقيقتها العسلية المظلمة . كانت تحاول جاهدة أن تسحب ماء أنفها وتسيطر على ارتجاف أطرافها. لم تبدُ شقيقتها يومًا مرعبة كما بدت الآن، ولم تشعر من قبل بذلك القدر من الجبروت الذي يلوح في عينيها. كانت تسعى جاهدة لإقناع نفسها بأن هذا الجبروت لم يكن موجودًا من قبل، لكنها كانت تبدو عظيمة ومهيبة أكثر من أي وقت مضى... عكسها تماماً.
"لايدا، أرجوكِ،" نطقت بصوتٍ يرتجف تنظر إلى شقيقتها بعينين متوسلتين، بينما كان حاجباها يلتقيان في منتصف جبينها، وتميل برأسها قليلاً وكأنها تحاول أن تجد في قلب الأخرى ما يجعله يميل إليها. لكنها لم تنجح في التأثير على الكبرى.
أنت تقرأ
The Phantom Mask
Historical Fictionفي ثنايا هذه الحرب المهيبة، وبين رائحة الجثث النتنة، حيث كان الموت الحياة المنتظرة كان واقفًا يحاول دفن كل مشاعره مع الأكفان. لكن هيئتها الناعمة كانت كالكفن لروحه المنهكة. بطولة جيون جونغكوك ٢٣.٠٨.٢٠٢٤