³|ضياع.

36 8 24
                                    


قدموا له الحب ~

_____

لطالما كنت أتجنب المواجهة و أركض هرباً للإختباء، ربما جبنٌ مني او شجاعة لا اعلم حقاً لكن في كل مرة تتراءى لذهني فكرة واحدة... حماية ذاتي الضعيفة من بطش البشر.

أخبئ ذاتي خوفاً من إخراجها فلا تجد من يستقبلها في أحضانه برحابة صدر، فلا تجد من يربت على ظهرها ويخبرها أن كل شيء على ما يرام، كل شيء سيكون بخير، أن تجد فقط من يحطمها و يدعس عليها، من يسخر و يستهزء بها وبأحلامها، من يقف ضدها مع الحياة ليكسرونها إلى أشلاء يصعب تصليحها، أخاف أن يتم إستغلالها، أريدها أن تبقى بريئة وطيبة القلب، نقية لا تكره أحد، أن يبقى قلبها أبيض لا تشوبه شائبة، أن تكره جميع أمراض القلب، أن تبقى محبة لمساعدة الآخرين، أن تبقى لطيفة مع الجميع، لكن إن أخرجتها، فسوف يدنسها المجتمع بقذراتها، ستفقد براءتها، ستصبح كائن لا يمكن معاشرته، لهذا أنا أخبئها، أخبئ ذاتي الحقيقية، متبلدة المشاعر، لا تتأثر بشيء لكنها طيبة تكره الحقد، تسعى لنشر السعادة في قلوب الأخرين، سأبقى أخبئها حتى أجد من يحميها.

لكن ...

لا شيء يسير كما أريد، كل شيء بالمعنى الحرفيا ضدي، أدرك بأن هناك أشياء لا ينبغي لها أن تغيير من طبيعتها لأجل أن تطابق ما أريد، لكنني سئمت من كل شيء، لا أملك رغبة في القيام بأي شيء، أرغب بالتخلي عن كل أمر يجتاح تفكيري، أجل لقد قررت، التجاهل و التخلي سينقذني، لا أمانع بالهرب للحفاظ على ما تبقى مني حتى لو أرفق لأسمي صفة الجبن مدى الحياة، و إني ها هنا أعترف بأنني أجبن خلق الله فهل من معترض؟

" ايها الجبان!! توقف عن الاختباء و تعال واجهني!"

و ها نحن نبدأ مجدداً...

" ادرك أنك بالداخل فأين سيذهب كسول مثلك يا ترى؟"

" هيا هيا قم و افتح الباب لي! "

" كيف طاوعك قلبك أن تتجاهل عجوز لطيف مثلي؟! "

تعليقات ذلك الشيخ الخرف لا مثيل لها!
سيشعرك بالذنب بدون سبب وجيه ... فقط هكذا.

لكنني لن استسلم له و اقع بالفخ سأدعه يطرق الباب حتى يسئم و يعود لمنزله المهترئ.

" لوكاس تايهيونغ أيها الطفل العاق قم بفتح الباب حالاً"

و حدث أن وجدت نفسي اقف امامه مطأطأ الرأس بتململ انتظر مسرحيته السخيفة ان تنتهي..

فها هو يجلس على كرسيه الخشبي القديم  يدير رأسه جانباً متجاهلا ايايّ و فمه لا يتوقف عن التذمر عن كم انني اتعبه و لا اسمع كلامه كالطفل السئ..

اللاشيء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن