²| أمام حافة الهاوية.

39 8 10
                                    


vote: 5
comments:10
__________________

تمر أيامي بشكل بطيء جدا حتى شككت أنها تبتغي تعذيبي ببطئها هذا، تقسو عليّ جالعة إياي حبيس أفكاري طوال الوقت.

أشعر بأني أقف أمام حافة الهاوية و هناك سلاسل وهمية تقيدني و أحدهم يسحبني نحو الأسفل بتأني و هدوء.

لعلها النهاية، نهاية وجعي ، يا عزيز روحي...
لم أذق طعم الراحة منذ أن أدرت ظهرك لي، الأرق يرافقني و ألم الذكريات يلتهمني بشراهة رهيبة.

أنا متعب، حدائق سوداء تستقر أسفل عيناي ،و شحوب مرعب يحتل ملمحي ،جسدي يحتل السرير لليالي طوال دون حركة بسيطة فقط الشرود بالسقف الباهت الذي فوقي.

أهملت غذائي فخسرت وزني بشكل مفجع، أحيانا أتلمس عظامي البارزة فأرتعب مما حل بي.

هل فراقك أجرم بي لهذه الدرجة؟
أرغب بالشفاء فهل لك أن تعود؟
العجوز تشارلز الخرف كثير التذمر على مظهري واصفاً أيها بأنه - يسبب الضرر للعين-  أ تراه يدري بأنك طلبتني ذات مرة أن اتركك تعقم عينك ببهائي؟

و بذكره هاهو ذا يصرخ أمام الباب مناديا إياي، و ها أنا أسقيم مغادراً فراشي بعد ليلتين من الخمول فوقه لأجل تلبية ندائه الذي أصبحت معتاداً عليه منذ إقامتي بهذا المنزل الرث.

" أخيرا!!
لا تزال حياً يا فتى؟! لقد قلقت عليك فلم أرى مظهرك السئ هذا منذ ثلاث أيام لعينة، أ يسمح لك ضميرك بإقلاق رجل مسنّ جميل مثلي؟؟"

" صباح الخير"

تجاهلت حديثه السخيف ذاك ،لأتجه له متخذاً مجلساً لي بقربه أمام عتبة الباب.

" صحيح  لم تخبرني، لماذا تتخذ عتبة باب منزلي مجلساً لكَ دوما أيها العجوز الخرف؟"
  خاطبته بنبرة متململة مع إلقاء نظرة خاطفة للحي الفارغ نسبياً فالجميع منشغل بأعماله في هذا الصباح.

" بحقكَ!! أين إحترام الكبير أيها الشاب الوقح؟! فتيان أخر زمن لا يعرفون اي شئ يخص الاخلاق"

" لم تجب على سؤالي بعد"

" اه!! فتى مزعج سأجيبك لا تقلق ، لكن ما هو المقابل؟"
  أجابني بنبرة خبيثة مصحوبة بنظرة جانبية اعتدت عليها هي الاخرى.
اهٍ من هذا المسنّ المزعج ماذا فعلت يا إلهي لتبتليني به جارٍ لي...

إستقمتُ بطولي الفارع لأخطو بعض الخطوات بفناء منزلي أمدد عضلات جسمي بعد وقت طويل من الخمول.

" ماذا تريد؟"

" إنه طلب صغير جداً و لن يأخذ من وقتك الكثير"

اللاشيء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن