¹|السُم الحُلو.

44 8 10
                                    


لقد رأوا بك المستقبل، أما أنا فرأوني الماضي.

أنت المستقبل و أنا ماضيك.

لا أمانع أن أكون ماضيك يا رفيقي، لكنني أمل أن أكون الماضي الذي حين تتذكره تذرف دموع السعادة لا دموع الحزن والحسرة.

الماضي الذي تتمنى رجوعه.

أخشى أن أكون ماضٍ تتمنى نسيانه.

فأنا أطمع أن أكون ماضٍ تسعد بتذكره.

انا أتساءل دائماً.

هل ستدفنني في ثنايا النسيان يا صديقي؟

هل ستنسى تلك الأيام التي أمضيناها معاً؟

هل سأكون فقط شخص عابر في حياتك؟

أنا لا أمانع ذلك، لكن أريد أن أكون شخص ترك أثراً ولو صغيراً في حياتك.

كاذب!!
أنا كاذبُ لا تصدقني يا صديقي العتيق.
فإني أموت ألف مرة من فكرة أن اكون مهمشًا و بلا قيمةٍ في حياتك.

أتعلم ما يؤلمني؟

أنه في غفلة مني و  بالوقت الذي كنت أراك فيه على أنك معجزة ما.

الشمس و القمر.

الصاحب و الحبيب.

الأمان و الوطن.

السلام و الفرح.

الفجر و الغسق.

كنتُ بالنسبة لك الـلاشـيء.

هذا ما يهدم سكوني و إتزاني أقسم لك.

الجميع أَحبك من بينهم أنا.

أحببتكَ كثيراً فلم تحبني كثيراً ولا قليلاً.

منحتك إهتمامي و حبي الخالص الذي لم يراه أحد أخر سواكَ.

لم تنتهي مشاعري رغم إهمالك وعدم إكتراثك لما أواجه، تهميشك لأحاديثي وإلتزام الصمت طوال الوقت جعلني أفكر في إنهاء كل شيء وبلا رجعه.

لكنني حافظت على مكانتكَ بقلبي رغم جفائكَ الدائم.

لكنك ذهبت وتركتني، لم تلتفت حتى لرؤية دموعي التي تناديك لكي تمسحها.

ألم تعدني أن لا فراق بيننا و أنه سيداهمنا الشيخ و نحن معاً؟

أين أنت الان؟

لم أعتقد يوماً أنك سوف تخلف بوعدك.

و ستغادرني كما فعل الجميع.

و يا أسفاه على وقتٍ أضعته في محاولة إرضاء جوانبكَ.

يا ليتني إكتفيتُ بذاتي و وحدتي و لم أحادثك يومها و أشارككَ ذات المجلس.

و هل يفيد الندم و الحسرة بعد وقوعي بسحركَ القوي ذاك؟

أذكر ذلك جيداً.. كيف كانت حياتي سالمة يسودها الاستقرار و الطمأنينة قبل أن أعرف شخص يهوى منافسة الحياة مثلكَ.

لم نتشارك اي صفة حتى و لو بسيطة ... كنتَ نقيضي في هذه الحياة.
السم الحلو الذي تجرعته بطيبة خاطر رغم معرفتي بأنه سيكون سبب إنقطاع أنفاسي يوما ما.

كنتَ محبٌ للمنافسة و التحدي على عكسي أعشق الإنسحاب و الاستسلام.
كنتَ تفضل العيش و التخطيط لكني كنتُ شخص يعيش اللحظة و لا يهتم للباقي .

كنتُ هادئاً أغلب الوقت متخذاً الصمت رفيق مجلسي،تستهويني الاشياء الهادئة البسيطة التي تترك أثراً عميقًا بالنفس ،كزهرةٍ مغلقةٍ لبتلاتها حول نفسها خشية من النسيم أن يسرق عطرها الاخاذ ، هكذا كنتُ أنا.

كنتُ متحفظاً لدرجة كبيرة ، لا أشارك أحد أفكاري و إهتماماتي، مكتفياً ببعض الرفقة أحياناً،كنتُ معقداً كما نعتني دوماً.

لم تتقبل طبعي هذا قط... كنتَ كثير التذمر من ابسط شئ يخصني...

كانت محادثتك تولد مشاعر تؤلم خافقي لأنكَ مسببها..

رغم ذلك لم أهتم كثيراً... لأنه كان أنتَ.

كنتُ مثل - سأظل أقف معكَ و لو هجركَ العالم كلهُ - لكنكَ هجرتني و إخترتَ العالم كله.

تخليت عن تضحياتي لتنقذ نفسكَ من عاطفتي الزائدة إتجاهكَ...

لأنكَ ببساطة لم تستطع التحمل... تحمل تأنيب الضمير الذي يجتاحك كلما رأيت إبتسامتي الودودة لكَ و ردكَ لها بجفاء مميت.

كنتَ تدرك سوء فعلكَ بي ... لكنكَ خشيت الإعتراف.

اتمنى أن تشعر بما أشعرتني به عندما حطمت إبتسامتي البراقة...

لأنكَ كنتَ قاسي و أناني تفضل نفسكَ دائما و لأنني كنتُ أحمق و جعلتكَ ترى ذاتي الحقيقية.

و للأسف رغم سوئك لم أستطع نسيانك رغم مرور الوقت...

لأنكَ ماكث بقلبي و متبعثر بين أدمعي
و سرمدي بأحرفي الباهتة التي أكتبها لكَ دائماً  و لعلها تكفي تعبيراً عن ألمي الشديد بعد فراقكَ.

لأنكَ ماكث بقلبي و متبعثر بين أدمعيو سرمدي بأحرفي الباهتة التي أكتبها لكَ دائماً  و لعلها تكفي تعبيراً عن ألمي الشديد بعد فراقكَ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اللاشيء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن