نحو المجهول

11 3 0
                                    

التفت دورا قبل أن تغادر  نحو أرابيلا بوجه جاد فاجئها،و قالت  بنبرة متأسفة

-أنا آسفة، . لا أحد يجب أن يشهد على جريمة قتل هنا، خاصة إذا كانت ليتيسا أو أمي هما من سيقرران مصيرك. ربما كان من الأفضل لكِ ألا تكوني هناك.

ثم تراجعت بخطوات خفيفة و غادرت المكان، تاركة وراءها كلماتها الثقيلة، التي تسقط كالصاعقة على أرابيلا.
نظرت إلى فابيان، الذي لا يزال يحرك حساءه الغريب في القدر، و سألته بتوتر

- الطفلة تمزح، صحيح؟

رفع عينيه إليها للحظة، ثم عاد إلى حسائه بنبرة غير مبالية
-دورا لا تمزح كثيرًا بشأن هذه الأمور.

اتسعت عيناها في صدمة، بينما ظل فابيان مستمرًا في تحضير طعامه، كأن ما قاله لا يحمل أي أهمية تُذكر.
وضع الغطاء على القدر وترك حساءه الغريب على الموقد ليكمل طهوه. مسح يديه بمنديل وارتدى قناعًا من الهدوء، ثم التفت نحوها بابتسامة بسيطة.بصوت هادئ

-لندع الحساء يطبخ قليلاً. ماذا لو جلسنا في غرفة الجلوس؟ هناك بيدرو و فريا، ربما نجد حديثًا مسليًا ؟

رغم توترها المتزايد من كلمات دورا، وافقت بهزة رأس. ثم سارا معًا نحو غرفة الجلوس .

عندما دخلا ، وجدا طفلا مشغولاً بتركيز شديد على حاسوبه، بينما شاب في نفس عمر فابيان يراقبه بهدوء من المقعد المجاور .

أخذ فابيان نفسًا عميقًا، ثم قال مبتسمًا

-أرابيلا، أعرّفكِ على فريا ، حفيد عمي و اخ دورا، وذاك هو بيدرو ، ابن عمي الاخر !

ابتسم بيدرو بلطف و حياها  بإيماءة، بينما تلتفت هي إلى فريا ، الذي رفع أخيرًا عينيه عن الشاشة و القى عليها نظرة سريعة قبل أن يعود إلى عمله. في تلك اللحظة، شعرت أرابيلا بصدمة واضحة. لم تتوقع أن فريا، الذي يبدو طفلًا بريئًا وغير ضار، هو نفس الشخص الذي حكم على فابيان بمصارعة التماسيح.

نظرت إليه باندهاش، محاولة استيعاب الموقف، قبل أن تلتفت إلى فابيان وتقول بصوت مذهول

-فريا... هو الذي جعلك تصارع التماسيح؟

اجابها  بنبرة مرحة وكأن الأمر لا يستحق هذا الاهتمام

-نعم، هذا هو فريا . لا تدعي مظهره يخدعكِ. رغم أنه صغير، إلا أن له أسلوبه الخاص في الحكم.

فريا ، دون أن يرفع عينيه عن الحاسوب، ابتسم بشكل طفيف، وكأنه يؤكد ببرود ما قاله فابيان. أما أرابيلا، فظلت في حالة من الحيرة والتساؤل، غير قادرة على التصديق بأن هذا الطفل الصغير يمكن أن يكون بهذا القدر من السيطرة والقسوة.
فابيان، بنبرة مريحة، سأل فريا

- ماذا تفعل على حاسوبك يا صاح ؟

رد  عليه ببساطة ودون أن يرفع نظره

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 بين الدعاء و القدر  / Between Prayer And Destiny حيث تعيش القصص. اكتشف الآن