____________________________________________________________________________________-
لم يكن القصر فقط مكانًا للراحة؛ بل كان متراسًا منيعًا، حصنًا يحمل في طياته قصصًا من الصراعات والدماء. عندما انطلقت الرصاصة الأولى، تغير الجو في الحديقة كليًا. صوت الرصاصة اخترق سكون الليل، كان وكأنه صافرة البداية لمواجهة لا يمكن التراجع عنها.
الحرس المخلصون لجيهيو، المدربين على مثل هذه المواقف، انتشروا بسرعة في أرجاء الحديقة، يختبئون خلف الأشجار العالية والتماثيل الحجرية التي كانت تزين المكان. تلك التماثيل، التي كانت تمثل رموز القوة والجمال، أصبحت الآن مواقع استراتيجية للاختباء والمراقبة. كانت التماثيل تعكس الأضواء الخافتة، مما أضاف جوًا من الغموض والترقب.
جيهيو، بخطوات واثقة ومدروسة، تقدمت نحو نقطة مراقبة متقدمة. كانت ترتدي بذلة سوداء مصممة بدقة، صنعت خصيصًا لتوفر لها المرونة والحماية في مثل هذه اللحظات. القماش الثقيل للبذلة كان يمتص الضوء، مما جعلها تبدو كظلال الليل نفسها. كانت تعرف أنها ليست بحاجة للاختباء؛ بل كانت بحاجة للسيطرة.
النوافذ الزجاجية الكبيرة للقصر كانت تطل على الحديقة، وعبرها يمكن رؤية انعكاسات الأضواء المتقطعة من الأسلحة. على الأرض، كانت الأوراق المتساقطة من الأشجار ترتجف تحت أقدام الرجال المتسللين، الذين كانوا يتحركون بحذر لكنهم لم يدركوا أنهم تحت المراقبة الدقيقة.
تحركت جيهيو بين الظلال، مثل ذئب يتربص بفريسته، مستغلة كل زاوية وكل قطعة ديكور في الحديقة. كانت تعرف كل شبر من هذه الأرض، كل ممر مخفي وكل زاوية مظلمة. هذه الحديقة، التي كانت شاهدًا على العديد من الاجتماعات السرية والصفقات المشبوهة، كانت الآن مسرحًا لصراع دموي لا مفر منه.
في تلك اللحظة، أرسلت جيهيو إشارة بيدها، فتحرك رجالها بسرعة البرق. كانت هناك خطط محكمة وتنظيم دقيق. الرصاصات انطلقت من كل اتجاه، تتداخل مع أصوات الرياح وزمجرة الصراع. أصوات الانفجارات الصغيرة ارتفعت من الخلفية، حيث استخدم الحراس قنابل الدخان لتشتيت المتسللين وإرباكهم.
الرائحة المعدنية للدم بدأت تنتشر في الهواء، مختلطة برائحة البارود المحترق. الأرض الرطبة من الأمطار السابقة كانت تمتص الدماء التي تساقطت، مما أضاف إحساسًا ثقيلًا بالمأساة إلى المكان.
في هذه الأثناء، كانت جيهيو تراقب سير المعركة، تقيم الوضع وتتخذ القرارات بسرعة. كانت تعرف أن أي خطأ قد يكلفها حياتها، لكن عقلها الحاد كان يحلل كل تفصيل، كل حركة للعدو. فجأة، لاحظت أن هناك مجموعة من المتسللين يحاولون الالتفاف حولها من الخلف، مستغلين تغطية الدخان والأشجار.
بتحرك سريع، انتقلت جيهيو إلى موقع آخر، حيث تمكنت من التمركز خلف جدار حجري طويل. رفعت سلاحها، كانت نظراتها حادة كالسيف، وهي تراقب المجموعة تقترب. بمجرد أن كانوا في مرمى نظرها، أطلقت النار بدقة لا مثيل لها. في لحظات، سقطوا واحدًا تلو الآخر، بينما كانت جيهيو تتحرك بسرعة لتفادي أي هجوم مضاد.
كان صوت المعركة يزداد ضراوة، وصوت الصرخات يمتزج مع أصوات الانفجارات والرصاص. كانت هذه المعركة هي الأكثر دموية التي خاضتها جيهيو حتى الآن، لكنها لم تسمح للخوف أو الشك أن يتسلل إلى قلبها. كانت تعرف أن هذه اللحظة ستكون حاسمة في تأمين مكانتها وقوتها.
مع مرور الوقت، بدأ عدد المتسللين يتناقص. البعض منهم حاول الهروب، لكن الحراس كانوا لهم بالمرصاد. جيهيو، رغم الإرهاق الذي كان يتسلل إلى جسدها، استمرت في القيادة، تعطي الأوامر وتوجه رجالها. كان عقلها في قمة تركيزه، وكانت تعرف أن النصر بات قريبًا.
وأخيرًا، مع بزوغ أولى خيوط الفجر، بدأت المعركة تهدأ. كانت الأرض مغطاة بأشلاء المعركة، الدماء والرصاصات الفارغة، وأصوات الطيور التي عادت لتغني مع شروق الشمس. جيهيو، واقفة في وسط الحديقة، نظرت حولها. كانت هذه الأرض الآن مشبعة بذكريات النصر.
تقدمت ببطء نحو جثث المتسللين، تتفحص وجوههم. كانوا مجهزين ومدربين، لكنهم لم يكونوا مستعدين لمواجهة شخص مثيل جيهيو. خلفها، تقدم أحد رجالها المخلصين، حاملاً هاتفًا لاسلكيًا.
"المنطقة آمنة الآن، سيدتي. لقد تم القضاء على جميع التهديدات."
أومأت جيهيو برأسها ببطء، كانت تعلم أن هذه المعركة لم تكن سوى بداية لتحديات أكبر قادمة. لكن في تلك اللحظة، كانت قادرة على التنفس بعمق، تعرف أنها انتصرت مرة أخرى، وأن مكانتها لم تزل قوية كما كانت دائمًا.
بينما كانت تستعد للعودة إلى الداخل، لم تكن فقط قد دافعت عن قصرها وحياتها؛ بل كانت قد أرسلت رسالة واضحة لكل من يحاول أن يهددها: جيهيو ليست مجرد امرأة قوية، إنها قوة لا يمكن إيقافها.
___________________________________________________________________________________--
YOU ARE READING
Shadow Desire
Lãng mạnقصة حبٍّ مظلمة تجمع بين قوتين متناقضتين؛ *جيهيو* زعيمة مافيا تكتشف أن وراء قسوتها قلبًا يمكن أن ينبض بدفء *سانا*، تلك النور الساطع في عالمها المظلم. وبين الظلال والتوتر، تتراقص أرواحهما على حافة الخطر والشغف، لتتركنا نتساءل: هل سيهزمهما الظلام أم سي...