Shadow Desire

الفصل11: لحظات الخطر

____________________________________________________________________________________________-

بينما كانت الشمس تغرب ببطء، وتخفت أضواء النهار تاركة وراءها سماء متلألئة بألوان البرتقالي والبنفسجي، لم يشعر جيهيو وسانا بمرور الوقت بسبب التوتر الذي كان يسيطر على الجو بعد الهجوم المفاجئ. كانت جيهيو تمسك بيد سانا بقوة وثبات، رافضة أن تتركها للحظة، وكأنها كانت تمسك بقطعة من نفسها. كانت سانا، من جهة أخرى، تشعر كأنها طفلة صغيرة ضائعة في عالم كبير ومخيف، ممسكة بيد أمها كي لا تفقدها بين حشود الناس.

جيهيو، بعد أن تأكدت من أن الوضع أصبح أكثر أمانًا، عرضت على سانا أن توصلها إلى منزلها. لم تستطع سانا الرفض؛ كانت في حالة من الارتباك والتوتر، وشعرت أن البقاء بجوار جيهيو هو الخيار الأكثر أمانًا.

خارج الشركة:

عندما خرجوا من مبنى الشركة، توقفت سيارة سوداء فخمة من طراز "مرسيدس-بنز" أمامهما. كانت السيارة تعكس شخصية جيهيو؛ قوية، فخمة، ومسيطرة. فتحت جيهيو باب السيارة لسانا بحركة رشيقة ودعتها للركوب، ثم توجهت إلى المقعد الأمامي وجلست خلف المقود.

انطلقوا في الطريق، وكانت المدينة تضج بالأنوار المسائية والحركة المعتادة في مثل هذا الوقت. كان الجو داخل السيارة صامتًا، والصمت بينهما كان ثقيلًا، مليئًا بالأفكار غير المعلنة. كانت سانا تجلس بجانب جيهيو، مشدودة بعض الشيء، ما زالت تستوعب ما حدث.

في تلك اللحظة، كسرت جيهيو الصمت، لكن نبرتها كانت أكثر هدوءًا من المعتاد، وكأنها تزن كلماتها بعناية: "أعتذر، سانا، عمّا حدث في شركتي."

التفتت سانا إليها، ونظرت إليها بعينين مليئتين بالرأفة، مشاعرها متشابكة وغير مفهومة، حاولت فهم ما الذي يحدث بداخلها. كانت جيهيو تبدو هادئة، مسيطرة على كل شيء من حولها، لكنها شعرت أن هناك اضطرابًا غير مرئي خلف تلك العيون الحادة.

ينما كانت سانا تتصارع مع تقلبات مشاعرها، كانت جيهيو تحاول السيطرة على مزاجها، ولكنها كانت تشعر بأن هناك شيئًا مختلفًا يحدث بداخلها. شيء يتعلق بسانا لم تختبره من قبل. استدارت جيهيو بفكها الحاد نحو سانا، نظرتها تحمل بعض الثقل من الكلمات القادمة: "أعرف أن هذه كانت المرة الأولى التي تشهدين فيها إطلاق نار، وكان هذا بسبب عملي. آسفة إذا كان ذلك قد أخافك."

نظرت سانا إلى عمق عيني جيهيو، وكأنها تحاول الوصول إلى روحها عبر تلك النظرات. شعرت أن جيهيو لم تكن فقط امرأة قوية ومسؤولة؛ كان هناك شيء أكثر عمقًا وأكثر هشاشة بداخلها. قالت سانا بنبرة هادئة ولكن مليئة بالتعاطف: "لا أعرف ما الذي مررتِ به، جيهيو، لكن أشعر أن هناك طفلاً صغيرًا مفقودًا بداخلك."

كانت كلمات سانا بمثابة صدمة صغيرة لجيهيو. لم تكن تتوقع مثل هذه الملاحظة الحادة من سانا، امرأة كانت تبدو لها بسيطة وسهلة الفهم في البداية. شعرت جيهيو بشيء يلامس عمقها، وكأن كلمات سانا أضاءت زاوية مظلمة كانت تختبئ فيها مشاعر لم تسمح لها بالخروج من قبل.