part 19

119 2 0
                                    

الفصل التاسع عشر
غزوة حب
حصري للجروب قصص و روايات اسماء ايهاب

تجلس فيروز علي الفراش تستند بـظهرها عليه و هي تتأمل نقطة معينة من الفراغ شاردة بـتفكيرها نحو عدة اشياء جعلتها مشتتة من جهة هي غير قادرة علي التعامل بـسلاسة مع والديها الجدد و لا التأقلم علي حياتهم الغريبة عنها و من جهة اخري شهاب الألم الذي لا يزول و الحب العالق بين ان يحيي او يموت الي الابد ، تنهدت بـثقل و هي تمرر يدها بـخصلات شعرها التي انسدلت علي صفحات وجهها ثم مدت يدها الي وحدة الادراج و بـداخلها مشاعر متداخلة و اضطراب شديد دق قلبها بـقوة و هي تأتي بـرقم شهاب تضغط علي اتصال واضعة الهاتف علي اذنها منتظرة الرد و في اقل من ثواني كان يصل الي مسامعها نبرة صوته المغلفة بـابتسامة قائلاً :
_ حاسة انك وحشتيني و لا اية ؟

و رغماً عنها داهمها البكاء وضعت يدها علي فمها كابحة صوت بكاءها من الخروج و محاولة للسيطرة علي شتات نفسها في حين شعر هو بـصمتها الذي يعلم تمام العلم ان خلفه بكاء يحرق روحها فـهو لم يتعرف عليها الآن انما هم سبع سنوات لـ يسألها بـتوجس قائلاً :
_ انتي بتعيطي يا عيون الفيروز ؟

هزت رأسها بـايجاب و كأنه يراها لـ تفلت منها شهقة حادة لم تستطع السيطرة عليها لـ تضغط اكثر علي فمها في حين تنهد هو قائلاً :
_ فيكي اية يا حبيبتي .. قوليلي

تحدثت بـصوت متحشرج من البكاء قائلة بـضعف :
_ وحشتني اوي

ابتسم هو بـاتساع و قد اسعدته كلمتها بـشدة لـ يهب واقفاً عن الفراش قائلاً :
_ انا هاجي اشوفك حالاً

صمتت تتنفس بـهدوء و هي تضيف بـألم يمزق احشاءها :
_ بس انا وحشني شهاب القديم وحشني اوي انا معرفش شهاب الجديد دا و لا عايزة اعرفه عايزة شهاب قبل كام شهر فاتوا كان حنين اوي موجعنيش ابداً و لا جيه عليا في يوم حبني دايما و كان جنبي اكتر و عمرنا ما افترقنا و لا يوم و لا كان في حضن واحدة تانية

جلس علي الفراش من جديد بـخيبة امل و هو يستمع الي صوتها الباكية و كلماتها المتألمة التي اصابت سهمها و نفذ بـمنتصف قلبه و انشق الي نصفين شعر بـاختناق شديد يصيبه و هو يهمس اليها :
_ يعني معدتيش بتحبيني زي الاول

صمتت فيروز قليلاً جعلت من ألمه يزداد و من ثم همست قائلة :
_ قلبي بقي بارد من ناحيتك يا شهاب روحي راحت معاك و سابتني من يومها و مش عارفة ارجعها تاني

زفر الهواء بـحدة و هو يقول بـضيق :
_ بس انتي قولتي انك عايزاني جنبك عشان تحسي بالأمان

_ و حسيته

تحدثت و قد عادت الدموع تتساقط من جديد علي وجنتيها ثم اضافت بـقهر :
_ ما هي المشكلة اني حسيته وجودك معايا كان امان المشكلة لية انا عايزاك و مش عايزاك لية حاسة بيك و مش عايزة احس بيك لية قلبي بيدق ليك و في نفس الوقت بارد ناحيتك

غزوة حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن