البارت السادس..

7 2 0
                                    

عادت من ذكرياتها ... ونظرت لوالدها مره اخري وقبلت جبينه بحب ، ثم خرجت من الغرفه لتذهب حيث تجلس والدتها ... ظلت بجوار والدتها تحاول طمانتها ولكن هيا تريد من يطمئنها .....
وبعد منتصف الليل كانت حياه ذاهبه لتطمئن علي والدها ولكن وجدت ما جعلها تقف بصدمه ولا تتحرك .... وجدت الأطباء ملتفون حول سرير والدها ،ولكن اين هو دققت النظر قليلا لتجده مسطح علي الفراش وعلي وجه غطاء باللون الابيض ... نعم لقد أراد الله أن يسترد أمانته .. وذهبت روحه الي خالقها ...!
لاحظ أحد الأطباء وجود حياه ذهب إليها باسف شديد وأخبارها بحزن: البقاء لله يا دكتوره
حياه نظرت إليه بأعين دامعه ووجهت نظرها الي والداها وأجابت بحزن : حياتك الباقيه يا دكتور وقالت بثبات , إكرام الميت دفنه ،جهز إجراءات الدفن يا دكتور بعد اذن حضرتك ...
صدم جميع من بالغرفه من صلابتها ف كانو يظنون أنها ستنهار وتخر قواها ولكن الله الهمها الصبر ... ذهبت حياه بعد أن طلبت من الطبيب أن يعد إجراءات الدفن كانت تمشي بالممر تري الكثير من الوجوه ولكنها تشعر أنها لا تعرف احد هيا فقط تائهه وصلت حتي غرفه التي تمكث بها والدتها وجلست بجوارها وقالت بحنان : امي احنا مؤمنين بالله ربنا أراد يسترد أمانته ... البقاء لله ..
شعرت الام بغصه فقلبها عندما سمعت ما قالته ابنتها وتعجبت ايضا من قوتها وصمودها وأخذت تردد : انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون ..
حياه بدموع : الحمد لله على كل شئ يا امي يلا نروح الدار خلينا نجهز علشان العزاء.
الام ببكاء : اول مره اخش الدار وابوكي مش فيه .. الحمد لله يارب الحمد لله ....

اخذت حياه والدتها وأخبرت اعمامها ليُكْمِلو مراسم الدفن .. وعند دخولهم الي المنزل شعرو كم هو موحش بدونه ... ؛كم. يبدو مظلم ومخيف ويخلو من الحياه ... والدفئ .. ؛ دخلت حياه الي غرفتها ووالدتها دخلت الي غرفه زوجها وظلت تبكي بشده وبحرقه وتحمد الله كثيرا علي ما أصابهم ...
أما عن حياه فقد خارت  قواها وتحطمت حصونها بمجرد دخولها غرفتها وشرعت ف البكاء .. بكاء طويل مرير حتي جف الدمع ف عيناها ولكن القلب يبكي وما ادراك ما بكاء القلب ...!
الم فراق أحد الوالدين يشعرك وكانك انت من فارقت الحياه تبقي جسد بلا روح ... بلا حياه ومن يخبرك أن الأيام تداوي ... فهي لا تداوي البته هي فقط  تشغلك  بأمور اخري ولكن عند كل مساء ستشعر بالحزن وآلام الفراق ...!"
جففت دموعها واستغفرب ربها :يارب أنا مش معترضه علي قضائك يارب بس .. أن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا علي الفراق لمحزونون ...
دخلت الي المرحاض لتتوضا وصلت فرضها وارتدت عباءه باللون الاسود .. وهبطت إلي الأسفل من أجل العزاء ...

«««»»»««»»»«»»«»»«»«»»«»»«»

في القاهره في منزل سجي تقف في غرفتها ممسكه بهاتفها وتجول الغرفه ذهابا وإيابا هنا وهناك وتحاول الاتصال بأحدهم لكن لا رد .. دخل عليها أخاها
كريم بقلق : مالك يبت خيلتيني
سجي بدموع: حياه مش بترد عليا ونا خايفه عليها
كريم : يبنتي هتلاقيها مش فاضيه
سجي : لالا حياه علي طول فونها ف أيدها وعلي طول بترد عليا ، ده من امبارح بليل حتي مرنتش عليا
كريم بقلق : ربنا يستر هيكون ف اي
سجي : معرفش يا كريم معرفش أنا عاوزه اروح لحياه يا كريم اتصرف
كريم : هقول لماما واخد اجازه لينا ونروح جهزي لبس وحاجه لينا يلا
سجي بسرعه : حاضر يلا بيناااا

حياة من جديد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن