هدوء ما قبل العاصفة

203 7 0
                                    

"هل كان حقا حلما؟"....
نضرات حيرة وخوف إرتسمت على الوجوه وإختلطت الأصوات والكلمات فالكلّ يريد أن يفهم ماذا يحدث... فجأة قاطعت هذه الأجواء صرخة قادمه من المنزل المقابل فتناسينا هول الواقعة وتسارعنا كلّنا للمساعدة...
لقد كان رجلا طاعنا في السن واقفا بجانب السرير وأمامه كانت فتاة عشرينية تنظر له بذهول...
لقد تذكرت إنّهما كانا يجلسان بجواري في الحافلة لكن... "ألم يكن الرجل مقعدا؟"...
" لقد كان محقا..لقد صدق في قوله.." هذا فقط ما قاله الرجل...
"مالذي حصل؟" ..مجرّد سؤال كان كفيلا ببعثرة الأجواء مجددا
"لقد حلمت بأنني جالس على شاطئ البحر و رأيت إبنتي تسبح و تناديني لكني لا أستطيع الوقوف لأنني مقعد منذ سنين..لكنه ساعدني...لقد سمعته يخاطبني ويخبرني أنني أستطيع أن أمسك بيدها وان نتمشى مع بعضنا...لقد شفاني...
فوقفت و مشيت نحوها ثم سمعت ذلك الصوت مجددا يقول لي أن بإمكاني أن أفيق الآن فقد حصلت على ما أريد لكنني مجبر على أخذ ما لا أريده أيضا..." هذا ماقاله الرجل العجوز وقد طغت على وجهه علامات السرور و الفرحه...العم سالم هذا هو إسمه و إبنته إسمها سارة سارعت إلى والدها وقامت بحضنه و الدموع تسيل على وجنتيها ...لقد كانت دموع فرحة....
الجميع كان سعيدا بما حدث ضنّا منهم بأنها معجزة...لكن لماذا أنا الوحيد الذي يشعر بالقلق؟..ألا يتساءل البقية عن ما حدث في حلمه ...من هذا الشخص الذي خاطبه؟ ومالذي يعنيه بقوله ستأخذ مالا تريده أيضا؟ ....
شعرت بضيق كبير في صدري و أسرعت إلى خارج الغرفة ولحقني أخي ضياء...
"ماذا حدث هل أنت بخير؟"
"ألا يدرك أحد غيري هول ما يحدث هنا ؟ ألا تجدون أن ماحصل غريب؟ لقد كان مقعدا لسنين وحتى الأطباء عجزوا عن علاجه ولكن... بعد ماحصل في ذلك الحادث أصبح بإمكانه المشي !! ثم هناك أيضا ذلك الحلم و الصوت الذي سمعه...أيا كان ما يحدث فهذه ليست علامة جيدة بل إنها نذير شؤم وهدوء سابق للعاصفة...عاصفة ستزعزعنا جميعا...."
" أدرك تماما أنك حائر لكن فل تهدأ قليلا فالذعر لن يحلّ هذه الأزمه... ثمّ ما علاقة الحادث وحلم تافه بعلاج إعاقته...إنه رجل كبير في السن لا بد أنه يهلوس فقط...وبالنسبة لما حدث هنا سنجد إجابات لكل ما حدث..أعدك.." هذا ما قاله لي أخي وهو يضع يده فوق كتفي لتهدئتي....
وبمجرّد أن إلتقطت أخيرا أنفاسي سمعت نفس الصوت الذي سمعته قبل قليل...لقد كانت سارة مجددا لكن هذه المرة...كانت صرخة خوف...كيف لا أعرفها وقد أصبحت معتادا على سماعها ...أسرعت إلى الداخل وقد كان العم سالم طريح الأرض وقد كان يجد صعوبة في إلتقاط أنفاسه لكنّه كان ينظر إلى ركن في الغرفة ..ويخاطبه..
"لا..لا.. لا أريد الموت الآن...أرجوك أعطني بعض الوقت لأقضيه مع إبنتي ...أخاف أن أتركها وحيدة... أريد فقط حمايتها"
لقد لفظ بذلك كلماته الأخيرة بين ذراعي إبنته ودموعها تسيل على خديها...
"كيف تحولت دموع فرحتها إلى دموع عزائها في والدها"
أدركت بذلك أن كل شكوكي كانت في مكانها... وأن ذلك الحلم كان بداية الكارثة ...
لكن...هل ستحلّ كارثة علينا جميعا؟'

غابة الأحلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant