إنجاد صديقة من سباتها

56 27 29
                                    

حل الليل و كسيت السماء بستار أسود مرصع باللآلئ الناصعة، ظلمة الليل تبث الراحة في النفوس و رؤية نجومها اللامعة تبعث شعور من الإطمئنان تشعرك أنك لست وحيدا و أنّ لك مؤنسا في السماء، القمر ينير دروب الظلام في وسط الفضاء الأسود محاط بنجوم ساطعة متألقة، يقولون ان الظلام رمز للخطر و الوحدة لكنهم تغاضوا ان الظلام يجعلك في هدوء و سكينة
بزغ الفجر و قُتل هدوء الليل راحت ظلمته شيئا فشيئا فأخذت الشمس تنير الكون
انطلقت اشعة الشمس عبر نوافذ البيت و تغلغلت  في وجوه كل منهم فبدأوا في القيام من نوم عميق
-----
_ مغامرة جديدة _
-----

قام الكل من سريره اغتسلوا و ارتدوا الثياب و خرجوا لتناول الفطور آرون يرتدي بنطالا أزرقا و قميصا ازرقا سماويا أما قمر فكانت ترتدي ملابسا مريحة بنطال عريض ازرق و قميصا باللون الوردي يتناسب مع شعرها الذي ربطته في ذيل حصان، ارتدت كل من رهف و مرام  فستانا اخضرا جميلا مطرزا بالزخارف البنية ذو اكمام قصيرة و نور فستانا بنفسجيا مع أشرطة باللون الفستقي
مرام: صباح الخير
قمر: صباح النور
رهف: الآن معا سنبدأ صباحا جميل
مرام: هل أنتم جاهزون يارفاق؟
نور بعفوية: جاهزون...
مرام: لم أسألك أنت بل قمر و آرون
آرون: بالنسبة لي أنا جاهز
قمر: أنا أيضا.. على ما أظن
آرون يطمئنها: لا داعي للخوف..
ابتسمت له قمر ابتسامة رقيقة و جميلة جعلت من وجهها مشرقا فرد لها ابتسامتها بإبتسامة أجمل، جلسوا على الطاولة فلحقت بهم السيدتان هيلانة و مياسين اللتان كانتا عند ملايا يفحصانها و يضعان  بعض الجليد على وجهها الشاحب الخالي من الدماء لكي تنقص حرارتها و اللهيب الذي يشتعل في جسمها، جلستا معهم و كعائلة واحدة شرعوا في الأكل
هيلانة: إذن، كيف الحال؟
مرام: بخير
مياسين: هل مزاجكم جيد اليوم؟
قمر: كثيرا
همست رهف: أظن أنني الوحيدة المستاءة هنا
لم يسمعها أحد سوى آرون الجالس بجانبها يلوك الطعام في فمه بهدوء.. أكملوا الأكل و نهضوا، كان الخيول في الخارج أيضا يأكلون ماجلبوا لهم من جزر و قش
عندما نهضوا دعت السيدة مياسين آرون
مياسين: آرون.. هل يمكنك أن تأتي إلي لبعض الوقت؟
آرون بحيرة: آه.. أجل
همست قمر لمرام: لماذا تناديه ياترى؟
مرام: لا أعلم..
-----
_في الغرفة _

تبع آرون السيدة مياسين و دلف إلى إحدى الغرف المشمسة
استدارت إلى الجهة الأخرى المليئة بالمناظر الخلابة الطبيعية الظاهرة من النافذة المفتوحة، تأملت قليلا ثم عاودت النظر تجاهه بوجه قلق، شاركها نفس التعابير سائلا عن ما يزعجها
آرون: سيدتي.. مابك؟ هل هناك ما يزعجك؟
مياسين: أجل..
آرون: هل يمكنني المساعدة؟
مياسين: ابنتي..قمر.. إنها تقلقني
آرون: الآنسة قمر.. لما؟
مياسين: أخشى عليها.. أخشى أن يصيبها شيء ما
آرون وهو يميل رأسه بإستغراب: تخشين عليها..؟؟
مياسين: أجل..لأنها بسيطة و رقيقة أخشى مما ستواجهه في هذه الحياة
آرون: لكنني متأكد من أنك ستكونين معها كسند دائما
مياسين: لن أظل معها طول العمر سيأتي يوم و ستكون وحدها
آرون:...هل تخافين أنها ستكون مرافقة إبنة العنقاء.. يمكنك الرفض
مياسين: ليس هذا.. بالتأكيد كنت أعرف أن هذا سيحدث.. أخاف مما ستواجه من مصاعب حيث يمكن لأي شخص أن يخدعها لطيبتها و أن يوقعها في الفخاخ خاصة حين تتدرب
سكتت قليلا ثم أمسكت بيديه الإثنين وهو مندهش
أردفت مياسين: لذا أرجوا أن تكون حريصا على سلامتها في هذا التدريب أو في أي عقبة تواجهها
آرون بإستغراب: لما أنا؟
مياسين: لأنني أعلم أنك ستكون مسؤولا و تحمي أي شخص من رفاقك ليس إبنتي فقط بل الفتياة الأخريات أيضا.. ستكون إبنتي مسؤوليتك حتى تعودان بأمان و سلامة
أومأ برأسه وقال: أجل سيدة مياسين سأكون مسؤولا
مياسين: عدني
سكت قليلا ثم شد يديها الرقيقتان
آرون: أعدك.. أعدك أنها ستكون مسؤوليتي و تحت حمايتي، سأساعدها في أي محنة تواجهها
مياسين: شكرا..
آرون بإفتخار : لا داعي للشكر بما أنني الرجل الوحيد بينكن فعلي حمايتكن جميعا
خرجا من الغرفة بعد أن مسحوا عن وجوههم تلك التعابير القلقة
آرون: هيا فمازال أمامنا طريق شاق
مرام: لماذا نادت عليك؟
آرون: لا شيء مهم..
مرام: هممم.. حسنا هيا إذن
آرون: إلى أين؟
مرام: سنأتي معكما
ارتدا معطفا و استدار دون رد، خرج إلى الحديقة، ربت على ظهر الأشقر ثم إمتطاه يناظر من بعيد قمر وهي تعانق و تطمأن أمها
كما لحقت به رهف ممتطية يعبوب  و مرام على أرثم بعد كثير من العناق من مياسين لإبنتها قمر إمتطت هي الأخرى درية ذات الوجه المميز
قمر وهي تلوح بيدها: وداعا أمي.. سأشتاق إليك
مياسين: أنا ايضا إبنتي.. إحرصي على سلامتك
قمر: نعم بالتأكيد أمي
حلقوا في السماء الزرقاء الصافية متجهين نحو جبل عشيرتي الخيل
-----
_في الطريق إلى الجبل _

هيلانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن