حلقت ملايا و مرام فوق خيليهما الحر ذيال و أرثم في السماء السوداء المرصعة بالنجوم، السماء التي يجعلك مجرد النظر إليها تحس بشعور من الاطمئان و السكينة فماذا لو حلقت فيها و مع كل هذا كان ضوء القمر يتألق و ينير دروب الظلام لهما، كانتا تدردشان حتى وصلتا إلى أسفل الجبل حيث بدأ كل هذا نزل الخيلان على الأرض ببطئ و هدوء حيث كانت السيدة هيلانة بإنتظارهما قالت تلك المشرقة بعيون لامعة وضحكتها البريئة:
_مرحبا يافتياة.... كيف كان التدريب؟
_كان رائعا..سهلا.. و ممتعا-قالت مرام بإبتهاج
_رائعا و سهلا و ممتعا بالنسبة لك يامرام و ليس انا-قالت ملايا بتذمر
_لماذا؟ ألم يعجبك التدريب؟ ألم تستمتعي؟ بالنسبة لي فقد كان رائعا بما فيه الكفاية
قالت ملايا بإحباط:
_لقد... لقد كان صعبا..و متعبا.. تعبت بشدة و كان صدمة بالنسبة لي...أحصنة تتحدث..و أخرى تطير..جماجم و هياكل.. خفافيش.. صخور تقتل الناس... و أفعى كوبرا ليست عادية كانت أفعى كوبرا تتحدث.. ثم انشقاق الجبل و ظهور أشخاص ملثمين غير معروفين يقولون انهم من عشيرة الظلام واسمها الديسم و... و... و...........
قالت الجدة بكل طيبة و حنان:
_يا عزيزتي لا تتذمري.. لا بأس.. سوف تتعودين.. أنا آسفة لقد تعبتي كثيرا، أليس كذلك؟
ملايا في نفسها: ماذا تقصد بسوف أتعود هل سيكون هناك الكثير من التدريبات كهذه، يا إلاهي لا أستطيع التحمل أكثر من هذا التدريب
_لا.. لا بأس جدتي أنا إبنة عنقاء كما تقولين وهذا كان سيحدث عاجلا أم آجلا
فتحت السيدة هيلانة ذراعيها و دعت ملايا لتعانقها حينها نزلت ملايا سريعا من الخيل و قبل أن تصل إليها.....
قبل أن تصل ملايا إلى حضن جدتها بدأت تتوهج باللون الأحمر الناري أحاطتها هالة حمراء من النار.. سقطت و قبل أن تسقط على الأرض أمسكتها جدتها و ضمتها إليها، أمسكت مرام بيدها كي تعلم ماحدث لها و تساعدها فصرخت:
_آآه..آه...ماهذا بحق الجحيم.. إن حرارتها مرتفعة.. إنها تشتعل لهيبا
قالت الجدة و عيناها ترتجفان قلقا:
_ماذا حدث؟ لماذا سقطتي و توهجتي؟ كيف تشعرين؟
فنطقت ملايا بصعوبة، ببطئ و تلعثم:
_أ.. أنــــــــا.. أنا أحت.... أحترق...
قالت أنها تحترق و حينها تشتت رؤيتها.. اجتاحها ألم كبير.. و أغمي عليها، بدت مرام و الخيول مصدومين.. أما الجدة فكانت تبكي بقهر و هي تقول:
_آسفة..آسفة كان هذا بسببي.. لم يكن علي أن أجعلك تتدربين و تفقدي طاقتك
ردت مرام مواسية الجدة:
_لا.. لا لا س.. سيدتي هذا ليس بسببك ربما تعبت بسبب التدريب
_بسبب التدريب.. يمكن ان تتعب بسبب التدريب.. و يمكن ان يغمى عليها.. لكنها لن تتوهج او بمعنى افضل تحترق.. اظن ان قوتها اثرت عليها سلبا..يا إلاهي...
أثناء ماكانتا تتحدثان بدأت ملايا تتوهج اكثر و بدأت يدا الجدة التي تمسكها بالإحتراق من شدة حرارتها، تذكرت مرام ما فعلته ملايا لقد وجهت قوتها تجاه الكوبرا شيرين لكنها لم تستطع التحكم بها و أثرت عليها و سقطت مغمى عليها لبعض الدقائق ثم عاودت النهوض، قالت بنية العينين:
_ أظن أنني أعرف ماحدث لها.. ربما
_ماذا حدث وكيف؟
تفوهت مرام بكل ماحدث مع ملايا اثناء ماكانت توقض قوتها مع شيرين و قالت انه لربما حدث خطأ و لم تستطع التحكم بها لكن هي لا تعرف الحقيقة الكاملة و لا تعرف ماهو السبب الحقيقي لهذا ببساطة لأن ابنة العنقاء لازالت تتوهج و عندما يختفي هذا سوف تظهر الحقيقة.. تذكرت الجدة شيئا بسرعة و قالت موجهة كلامها للخيلان و مرام:
_مياسين.. مياسين ستساعدنا
_من من هي؟-قال ذيال و مرام في نفس الوقت
قالت الجدة متجاهلة سؤالهما:
_أرجوك مرام ساعديني في أن أحمل ملايا فوق أحزم
كان أحزم لا يزال مصدوما و أظهر هدوءا تاما انحنى قليلا.. حملت الجدة و مرام ملايا رغم كل حرارتها و حقيقة أنها تلتهب تحملا كل شيء و أصعداها فوق أحزم لم تكن بهذا الوزن الذي لا يسمح لهما بحملها بل العكس وكان من السهل لهما حملها امتطت الجدة احزم مع ملايا لكي لا تسقط و مرام فوق ارثم و وضعوا فوق ذيال الحقائب تكلمت الجدة بقلق بقلق شديد
_أحزم أرجوك بسرعة.. خذنا إلى ذلك البيت بيت مياسين
_حسنا سيدتي.. لا داعي لترجيني.. لكن هذا ليس أمرا طبيعي إنها تلتهب
_أجل أعلم أعلم.. أسرع أكثر
حلق الخيول بسرعة و هبط أحزم في الحديقة الخلفية لبيت مياسين كي لا يلفت الإنتباه و تبعه الباقي.. كان بيتها بيتا عاديا فيه حديقة خلفية صغيرة و في الحديقة كان هناك باب يؤدي الى داخل البيت، أمرت السيدة السيدة هيلانة مرام بدق ذاك الباب فأخذت تطرق بكل قوتها فتحت سيدة تبدو في الخمسين من عمرها ذات شعر بني شائب، أعين عسلية و بعض التجاعيد وقالت بسرور قبل أن تتحول فرحتها:
_مرح..... هيلانة ماذا يحدث؟
لم تجبها السيدة هيلانة و قالت جملة أشبه بتعويذة:
أنت تقرأ
هيلانا
Fantasíaيقولون ان العائلة هي الهواء الذي نستنشقه، وان في امانها امان لنا وفي الامها آلام لنا، لكن لم يقولو ماذا لو كانت هذه العائلة هواء سام، لا امان لنا معها و آلامنا معها لا تعد قصة فتاة تعيش في جحيم.. جحيم العائلة _هل يمكن لمجرد أمنية تمنتها يوم ميلادها...