عشيرة الظلام و الأفعى

71 31 37
                                    

أكملت ملايا المشي و المشي حتى وصلت للقمة التي كان الوصول اليها صعبا وصلت الى قمة العنقاء، أخبرتها جدتها أن مرام ستكون بإنتظارها لكن لم يكن هناك أحد
_ربما ذهبت مرام لتتفقدني لأنني تأخرت
لم تكن تعلم بوجود ذلك الكيان خلفها يتربصها بأعين قاتلة ثم فجأة اتجه نحوها بسرعة
__________
______꧁ملايا꧂______

صعدت الجبل و وصلت للقمة رغم كل التحديات و قلة الراحة إلى أنني مازلت صامدة ظننت أنه كما أخبرتني جدتي ما إن أصل للقمة سأجد مرام و ظننت أنه سينتهي التدريب لكن هذا لم يحدث قط وصلت للقمة لكن مرام لم تظهر و لم ينتهي التدريب وأظن أنه لن ينتهي قَط أو ربما سأموت بوجود هذا الكيان المخيف خلفي أو هو من سيقتلني صرخت صرخة عالية وأنا أستدير لأواجهه
_آ..آ..هذا..هذا..لا..لا تقتلني..لاتقتلني..هذه..... كوبرا.. هذه أفع.. أفعى
وقفت أفعى الكوبرا أمامي كانت سوداء كبيرةو مخيفة ذات أعين زمردية لامعة أنا لا أصدق هذا الحجم اقتربت مني ببطأ تحاول محاوطتي في تلك اللحظة كنت أشعر بالرعب و الخوف و القلق و الإختناق فقلت شيئا واحدا
_علي النجاة وعدم الموت لكن
الموت هو أن تقوم تلك الأفعى بلدغي و إلتهامي
والنجاة أن لا أدعها تفتك بي
ولأفعل ذلك وأنجو يجب أن أتخلص من الشعور الذي يجتاحني الخوف أكثر شعور أشعر به هو الخوف
أستطيع استخدام قوتي لكن إذا استخدمتها ستفتك بي وبها لأنني لا أتحكم فيها، كانت تقترب أكثر و أكثر إلى أن لم يبقى بيننا سوى بضع خطوات و أثناء ماكانت تحاوطني قالت بصوت أجش:
_كم أحب أن أتذوق لحوم البشر
لم أستغرب أبدا أنها تتحدث فقبل أن أصعد الجبل كنت أتحدث إلى حصان أجبتها بثقة:
_يا للأسف لن تصح لكي فرصة تذوقها اليوم
_لماذا، ماذا يمكن لفتاة عادية أن تفعل؟
_اقتربي و سترين
_آ.. أنتي تتحدينني وأنا أحب هذا مللت من الأشخاص المملين الذين قمت بإلتهامهم
كنت أفكر هل ربما قامت هذه الكوبرا الشرسة و الجائعة بإلتهام مرام وأين هي الآن.....
اقتَرَبَت أكثر حاوطتني كليا ولا مجال للهروب الآن  ، عندما تأكدت من أنها قريبة جدا قلت جملة واحدة:
_إن لم يغدوا أمامي أي طريقة للنجاة سآخذك معي إلى الموت
أغمضت عيناي.. صفيت ذهني.. لكنني لم أفكر في من أحب بل فكرت في الموت  و تخلصت من ذلك الشعور السيء  تخلصت من الخوف  وهذه المرة أحاطتنا الهالة كلانا هالة من النار و وجهت كل قوتي نحوها ظنا مني أنها ستموت لكنها لم تتأثر الشخص الوحيد الذي تأثر هو أنا  و.....
لم أعد أرى  أي شيء لأنني سقطت أرضا من شدة القوة التي تحملتها إختفت الهالة التي تحيطني ثم أغمي علي أو مُت
.
.

عندما نهظت وجدت تلك الأفعى بجانبي هي لم تلتهمني أو ربما أنا الآن ميتة قالت لي بسخرية:
_ا.. مرحبا.. كيف حالك؟
_أظن أنكي كنت ستسألينني إذا أعجبني قبري.. لا إنه ليس مريح.
_ما.. ماذا تقولين ماهذا الهراء؟
_أنتِ ألم يجدوا مكان ليدفنوك فيه فدفنوك بجانبي؟
_لكننا لم نمت
_لا أصدق هذا.. إذا لم تموتي أنتِ فأنا مت حقا، أو أتعلمين أنا أتخيل أنتِ وهم
_حسنا سألدغك إذا كنتي ميتة لن تتأثري و إذا كُنت وهم لن تتأثري أيضا صحيح
_لا..لا..لا تفعلي نحن أحياء..أحياء حسنا-صرخت
_مرحبا.. أنا أفعى الكوبرا شيرين  
_أهلا أنا إبنة العنقاء ملايا، لما لم تلتهميني؟
_أتريدين أن ألتهمك؟، من دواعي سروري أنا جائعة
حينما كنا نتحدث مع بعضنا البعض ظهرت مرام وقالت:
_يا أهلا وسهلا..... كيف كان التدريب؟ هل استمتعتما
_كان رائعا..مرام.. و أيضا لقد استيقظ جزء من قوتها-شيرين
_ذاك كان فقط جزء من قوتي... ماذا حدث عندما كان مغشيا علي-أنا
_لم يحدث شيء فقط استهلكتي طاقتك أثناء هجومك علي لذا فقدتي الوعي وحينها انتظرتك لبضع دقائق فقط و عاودتي النهوض مجددا.. يالك من فتاة قوية و جميلة في نفس الوقت
_لماذا لم تتأثري بالقوة التي أرسلتها تجاهك؟
_لأنني كنت أعلم أن هذا سيحدث لذا أنشأت حاجز للدفاع و لكنه تحطم و فورها سقطتي.. لو لم تسقطي لكنت هالكة
_ااااا... إذن أنتِ كنتِ جزءا من التدريب؟
قبل أن ترد علي أفعى الكوبرا شيرين زُلزل الجبل و إنشق إلى نصفين فظهرت شابة تمتطي حصانا كانت ذات شعر أسود حريري وأعين سوداء واسعة مع بشرة بيضاء وفي جبينها هناك جوهرة لامعة شديدة السواد مثل عينيها، ترتدي فستانا أسودا مصنوعا من الشيفون وحلي مصنوع من الياقوت الاسود و معها شخصان آخران يرتديان رداءا  يغطي ملامحهما و عندما نزعا القلنسوة كانا ملثمَين كل واحد منهما يحمل في يديه علبة سوداء و إنحنيا أمامي، نزلت تلك الشابة من حصانها الأسود المجنح و المزين بأجمل الحلي و أجمل سرج باللون الفضي لقد كان ظهورهم مفاجئ للغاية،  من هم؟، من تكون تلك الشابة ذات جوهرة الجبين؟، ما إن وصلت إلينا أنا و مرام و الأفعى شيرين أظهرت الأفعى كل الإحترام و رأيت مرام تنحني بإجلال أما أنا فَلم أفعل نفس الشيء و عندما رأت مرام ذلك وجهت ضربة إلى ظهري جعلتني أنحني أمام الشابة، بعد سكوت دام لأكثر من دقيقتين كنت أستوعب فيه ما رأيته انشقاق الجبل و ظهور فتاة تمتطي حصانا اسود و شخصان ملثمان
قالت تلك الشابة الجميلة السوداء:
أنا سيدة الظلام.. وسيدة جبل الظلام وخيوله.. أنا سيدة عشيرة الديسم وقائدتها.. أنا دجنة إبنة سدف
أحيي إبنة العنقاء ملايا.. وأرحب بها بيننا
سنكون عونا لك في كل وقت كجدار نُسند عليه
سنكون مستعدين لتحريك كل عشيرتنا من أجلك
في السلم و الحرب
في الأمان و الخطر
في السكينة و الإظطراب
في الحرية و الأسر
في الحياة و الموت

هيلانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن