هيلانا

روح الشجرة البائسة

"متى سيأتي النور ليضيء ظلام حياتها"

سؤال طرحه الكل.. لا يعلمون أن من سيأتي ليس نورا بل ظلاما

ظلامٌ يزيدُ ظلامها ظلاما
لا تعرف.. هل سينريها هو
أم هي من ستنيره..
في عتمة حياتهما.. لا يملكان النور
هما فاقدَين لشعاع يضيئهما
لكنهما يملكان الحب..

-----

تجلس تحت الشجرة الملعونة.. الحزينة.. و البائسة.. و هي وحيدة وسط ظلام الليل الحالك.. لا يمكن لحزنها أن يندثر و يزول بل سيزيد شيئا فشيئا
كلما كرهتها عائلتها التي لطالما أحبتهم
من صميم قلبها تحاول الحصول
عن رضاهم.. الذي لا تحتاجه

لمست ذات عيون النجم الشجرة.. أوراقها.. أغصانها.. و جذعها..
و عانقتها بكل حب..

ملايا: يا شجرة الظلال.. شجرتي الحبيبة.. إشتقت لك..
أتعلمين.. حدثت معي الكثير من الأشياء..أثناء غيابي عنك يا شجرة أسراري..

أخذت تحكي و تحكي لشجرة أسرارها عما حدث لها أثناء مغامرتها المستمرة
كانت الشجرة أكثر من يعلم بأسرارها
أو ربما هي تعلم كل أسرارها
تأتي بعدها منقذة المساكين التي تعلم بمعضم أسرار حياتها
و جدتها بيتها الآمن و حاميتها..

حكت لشجرتها المفضلة كل ما حدث معها من البداية حتى النهاية و أفرغت كل ما بجعبتها من كلام و أسرار حتى وصلت لجملتها الحزينة

ملايا: يقولون إن العائلة هي الهواء الذي نستنشقه.. و أن في أمانها أمان لنا و في آلامها آلام لنا.. لكن.. لم يقولوا ماذا لو كانت هذه العائلة هواء سام.. لا أمان لنا معها و آلامنا معها لا تعد

"ستجدين الترياق لهذا السم ملايا"

سمعت صوتا أنثويا يقول هذا الكلام إلتفتت يمينا و يسارا فلم تجد أحدا

ملايا: مَن.. مَن؟
فجأة خرج خيال من جذع الشجرة.. بشعر بني داكن و عيون خضراء جميلة جدا كأوراق الشجر
و قالت: أنا روح الشجرة..
ملايا: ناهاي..
ناهاي: أنا هي.. روح ناهاي

-----

قبل آلاف السنين كان ناهاي إبن عنقاء نبيل قوي.. جميل.. و شجاع
أفضل مثال للرجولة كان ناهاي..

عندما كان صغيرا زرع شجرة صغيرة و رباها حتى كبرت و أصبحت أكبر الشجار في المملكة، كان لها روح أحبته
كبر و كبرت معه الشجرة، كل يوم كان ناهاي يذهب للشجرة و يجلس تحت ظلها يحكي لها عن يومه و أسراره غير عالم أنها تسمعه حتى جاء يوم و خرجت له روح الشجرة التي تحبه من شجرته