الرِسالة الرابعة

24 7 2
                                    

ৎ✦៹

سِتة أشهُر
مرتْ بـحُب و رخاء

لم يبحث والدي عني
و لم أشعُر بـالسوء علىٰ ذلِك

بل عُشتُ معك يا هنائي الهناء

لا يُهمني الماضي و لا مَن فيهِ قبل لُقياك
و خالص العزاء لـتِلك الأيام اليائسة التي عُشتُها بـلاك

لأنّي أملُك بداية العُمرِ بارك ..
أنا أملُك هذهِ الأيام

وقعتُ في حُبك مُبكِرًا و كأنّي كُنتُ علىٰ عجلةٌ مِن عُمري

أصبحنا نتحدث كثيرًا
و كأننا كُنا صامتين لعُمرٌ و حان وقت الكلام

ضحكتَ لي كثيرًا بارك 
ضحكتَ علىٰ أتفه الأُمور معي
و كأنُك مَن الضحكِ كُنتَ محروم

و بين كُل ضحكةٌ و ضحكةً
كانت تنبتْ أجنحةً بيضاء لـ قلبي
و يُحلُق داخلي كـ طير مسرور

أصبحتَ مسؤولًا عني
تجلُب لي أفخم الثياب
و تطبُخ لي أجمل الطعام
و تغضب حتىٰ مِن الذُباب إذا ضايقني

أصبحتَ أبًا لـشخصٍ لم يتذوق حنان الأُبوة قط
أصبحتَ أُمًا لـيتيمٍ فقد الأمان مُنذُ طُفولتهِ

فـ ما أنا بـحياتُك ؟

سألتُك يومًا
و جاوبتَ

" أنتَ مواساتي الإلاهية على سوء العُمر "

آه يا بارك
آه يا نشوة الحُب
يا عذبُ الكلام و المشاعِر

كم وددتُ الإحتفاظ بك داخل قلبي
لأحميك مِن كُل سوءًا

كُنتَ تُحدُثني عَن تفاصيل يومُك كُل يوم
لكِن هُناك جُزءًا ناقُصٌ و مجهول لم تُخُبرني عَنهُ قط

لا عليك .. سـأُعطيك مساحتُك إلىٰ أن تشعُر بـرغبة الحديث

أمـا أنا ..

فـ عُشتُ كُل أيامي في تِلك الغُرِفة الصغيرة
العب الألعاب الإلكترونية التي جلبتُها لي

أتعلم ..
كُنتُ وقتُها أعيشُ و أظنُ الأيام تمشي بـوتيرةٍ روتينيةً عاديةً لكِنّي الآن، بعد عدة سنوات أكتشفتُ أن تِلك الأوقاتُ كانت الأثمن

تِلك الأوقاتُ الّتي كُنتُ أقضيها بـأنتظارُك كانت الأجمل
لأنّي كُنتُ مُتيقن بـقدومُك

أمـا الآن .. أنتظرُك
رُغمَ عُلِمي بـعدم رجوعُك

و آه کم هو قاسي الإنتظار
الإنتظار اليائس الّذي جعلُني أكتُب لك الرسائُل لحين عودتُك لأُريها أياك و تعرُف مِن خِلالها مدىٰ حُزني

آه يا بارك .. لو تعلم بـمدىٰ الغُربة الّتي أشعُر بُها بعدُك

فـ مِن الصعب عليّ الإعتياد علىٰ غياب شخصٌ عاش معي بـذاك القُرب لـسنينٍ

كُنتُ كـالروح .. و ها أنا اليوم أشعُر بـغُربةِ روحي و بـجسدي الفارُغ مِن الحياة بـلاك

هل تشعُر بـِما أشعُر ؟
هل تكتُب لي الرسائل كما أفعِل ؟

هل تُفكِر بـالعودة لتتقلص المسافة بينُنا ؟

فـ هُناك أسطورةً تقول ؛

"الغائب الأحب لقلبُك ، سـيعود إليك في أحد أيام أكتوبر "

لـذا كدستُ لك الكثير مِن الأحاديث في قلبي
و أعلم أنك سـتستمع لي بـإهتمام و بـلا كلل كما أعتدت أن تفعل

يُمكِنك الرجوع في الثالثة أو الرابعة صباحًا
و لا عليك ..
سـأهجُر النوم في سبيل أنتظارُك
لا تُفكِر بـالوقت .. و يُمكِنك القدوم حين تشعُر بـأنك مُتاح

أتذكر أيضًا حين قُلتَ
" مهما بعدتُ عنك جونق ، لا بُد لي مِن العودة
س

ـأجدُك أين ما كُنتَ .. فـ لا مفر لي منك

و لا مفر لك مني "

فـ ها أنا واقفًا علىٰ حافة الأمل بـإنتظارُك

و القلق مِن عيش أيامًا أُخرى بائسة بـلاك ، يطغىٰ علىٰ قلبي

لأنّي ضائع في الظلام و لأن الأيام دونك كانت قارسة البرودة علىٰ جسدي
و جسدي الضعيف في العالم الكبير كان تائهًا و لـشيءٌ لا يُجدي

و لإنُك مُشعٌ دائمًا
و الحياة الهنيئة في صدرُك مكانًا آمن و مُناسب للإستقرار

أتمنىٰ أن لا تُخيب ظني

ৎ✦៹

رسائل إلىٰ بارك || SJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن