الرِسالة السادِسة

32 6 0
                                    

ৎ✦៹

أنهُ الرابع عشر مِن أكتوبر

هل تتذكر قبل عامين أحداث هذا اليوم الحزين ؟
هل تتذكر مشاعِرنا العارمة في تِلك الساعات الصاخبة بالصمت ؟

أتسائل أحيانًا .. هل مِن الجيّد لي أن أتذكر تفاصيل تِلك السنين الثلاث بـلا نسيان أي لحظة مِنها ؟

أنا الّذي كُنتُ أنسىٰ أسماء أصدقائي قبل مجيئك
كيف لي أن أتذكر الرمشة الّتي كادتْ السُقوط مِن عينيك مِثل هذا اليوم قبل عامين ؟

كيف لي أن أتذكر مذاق الطعام الّذي حضرتهُ لي أول مرة ؟
كيف لي أن أتذكر طريقة نُطقُك لكلِمة "الشمس" كُل مرة ؟

كيف لي أن أتذكر الشعرة البيضاء الّتي في مؤخرة رأسُك ؟
كيف لي أن أتذكر الندبة الصغيرة التي في عُنقك ؟

كيف لي ان أتذكر تِلك التفاصيل بـلا نسيان مُثقال ذرةً مِنها بارك ..

لا أعلم لمَ كُلما عاهدتُ نفسي أن لا أكتُب أسطُر حزينة أجُدني بـلا وعي أكتبُها و ينزُف مِن الحُزنِ قلبي

حسنًا .. دعنا نعود لـقبل عامين
حين كُنتَ تنام علىٰ فُخذي

و بعدَ تأمُلي لـساعات ملامِحك
تجرأتُ و سألتُك بعدَ عناء، السؤال الّذي كان يدور بـرأسي مُنذُ أول لحظة رأيتُك فيها
سألتُك بـخوف و أنا أُحرك يدي علىٰ الندبة الّتي أسفل عينك

" ما الّذي فعلتهُ الحياة بك بارك ؟ .. "

كُنتُ أُريدُك أن تُخبُرني ما الّذي جلبُك هُنا
و كيف رمتُك الحياة في دربُ الهلاكِ هذا ..
كُنتُ أُريد أن أعرُف عَن الندبات و الخُدوش و الجروح الّتي تُغطي جسدُك ..

مرتْ دقائُق طويلةٌ بـالصمتِ
و علمتُ أن صمتُك هو الإجابة

علمتُ أنك لن تُجيبُني
فـ حتىٰ أصدقاؤك لا يعلمون عَن ماضيك شيء
مَن أنا الّذي أسأل ؟ و كيف توقعتُ بـأنك سـتُجيبُني ؟

و بعدَ دقائُق .. رعِشتْ قلبي نبرتُك
حين بدأتَ بـالحديث

أُنها المرة الأولى الّتي تُحكي بها أحدًا عَن حياتُك
كيف حكيتني يا بارك ؟
م

َن أنا بـالنسبة لك لـتُحكينّي ؟

ما المكانة الّتي أتخذتُها في قلبُك كي تتجاوز الخُطوط الّتي رسمتُها مِنذ الأزل .. لأجلي
مَن أنا ؟ .. و أين تسكُنني في قلبُك الكبير بارك ؟

رسائل إلىٰ بارك || SJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن