الرِسالة التاسِعة

17 6 2
                                    

ৎ✦៹

في ليلةٌ جميلةٌ مِثل هذهِ
كِلانا كُنا نضحك

أتذكر حينَ قُلتَ لي ..

بهجة" بهجة الأرضِ بعدَ هُطول المطر للمرة الأولىٰ
كـ بهجتي حينَ عثرتُ عليك "

المطر يهطُل الآن ، و أنا أُدخُن سجارتي الخامسة بقربُ النافِذةِ ، و أتسائل ..

هل غيرتَ حياتُك لتِلك الدرجة لتُقارن وجودي بالبركةِ ؟ هل كانت تِلك السِنين الّتي عُشناها معًا، أسعد سِنين حياتُك كما هي بالنسبة لي بارك ؟

أتذكر يومها .. كُنتَ سعيد
لمُرور عامين لنا سويًا

رؤية ثُغرُك يضحك كان جل ما أطلبهُ مَن الرب

فـ كُلما أطلقتَ ضِحكةً مِن ثُغرُك ، ينبتُ بداخلي بُستان وردٌ و يتأرجحُ في بهجةُ قلبي

لكِن علي ترك الذِكرىٰ السعيدة هذهِ و الذهاب لرؤية أصدقائي بعدَ غيابٌ طويلٌ

أتذكر عتابُك و حُزنُك علىٰ خُروجي في هذا اليوم المُميز

لكِنّي أخبرتُك بأن لا تقلق ، فـ الليلِ بطولهُ لنا
و العُمرُ بأكملهُ لنا

أتذكر حينَ كُنت أغلُق أزرار قميصي التفتتُ نحوك و سألتُك بعجلٍ

" كيف ابدو "

و رفعتُ رأسُك لثانيةٍ و أنزلتهُ مُجددًا و جاوبتَ بـلا تفكير و العبوس ما زال علىٰ شفتيك

" كـ بوبو "

مهلًا
هل كُنتَ تقصُد كلب جارُنا الغاضب الّذي كُلما يرانا ينبح ؟ الكلب الّذي لا نعرُف أسمهُ و سميناهُ بإسم مُضحك لوجههُ العابس الّذي نراهُ ، مُضحك بـلا سبب

قهقهتُ و أنا أنظُر نحوك أنتظُر كي تقول أنها دُعابةً
لكِن ملامحُك كانت تبدو و كأنُك تقول الحقيقة

التفتُ نحو المرآة و قُلتُ غير مُصدقًا
" هل حقًا أبدو كـ بوبو !! "

مرت دقائق و الهُدوء سيطر علىٰ المُكان
و كُنتُ أرىٰ جسدُك يتحرك مُخفيًا وجهُك كي لا أرىٰ ضحكاتُك الّتي تُحاول السيطرة عليها

لكِنّي أبعدتُ الصمت حینَ صرختُ بشدةٍ
هل" هل حقًا تراني كـالكلب بوبو بارك ؟؟؟ "

إنفجرتَ ضاحِكًا و أقتربتَ نحوي و أنتَ تُبرر
" لقد خرجت مِن ثُغري بالخطأ إعذُرني "

رفعتُ سبابتي نحو صدري و يدي الأُخرىٰ مسكت بها الوسادة لابدأ الحرب بها
" أخبُرني هل أنا بوبو ؟؟؟ "

" بل أنا بوبو صدقني "
قُلتُ بـلا تفكير و الذُعر بادي علىٰ ملامحُك الضاحِكة

لم أستطُع كبت ضِحكتي فور ما رأيتُ ملامحُك المذعوره

" هل تخاف مِن الوسائد بارك ؟ "

قُلت ضاحِكًا علىٰ حالُك

لكِنك لم تُجيب و بقيتَ صامتًا و البسمةُ اللاهفه لا تُفارق شفاهُك

كُنتَ تتأمل ضحكتي .. و كأنُك تراها للمرةِ الأولىٰ
رُغمَ مُرور عامين .. مازِلنا نحمُل المشاعِر الأولىٰ

ممَ أدت إبتسامتُك التنازلي و قضيتُ اليوم بأكملهُ معك
أخبُرني كيف أرفضُ إصرار قلبي رُغمَ إرادة عقلي بالذهاب لرؤية الأصدقاء

كيف أرفضُ طلباتُك حينَ تطلُب بإبتسامةِ و رجاء مِن ثُغرك

" اذا ، هل وقعت في بحر حبي بارك ؟ "
سألتُك بالليلِ و أنا مُستلقيًا علىٰ جنة الدُنيا

و هي أحضانُك

أنتظرتُ الإجابةِ منك
و فاجئتُني حينَ كانت

"لا"

نظرتُ نحوك بـإستغرابٍ

إذا لم يكُن الّذي نعيشهُ يُسمى الوقوع في الحُب
فـما يكون ؟


و جاوبتَ علىٰ أسئلتي الصامِته
إجابةً مُطمئنةٌ

" كلمة ' وقعتُ ' تُقال بضعفٍ حينَ يكون المرء بـلا حيلةً و لا يكون لديهِ مفر مِن الأمُر ...

أما أنا .. فـ أنا واقفٌ في بحرُ حُبك جونق
واقفٌ بكاملِ وعيي و إرادتي و رِضاي بـلا دفعاتِ الحياة لحتىٰ أقع

واقفٌ بثقةٍ في بحرُ الحُب ...
لأثبتُ لك أن حُبي العميق يصنع المُعجزاتِ "

في تِلك اللحظةِ .. كلماتُك كانت تعصُر قلبي و تُحولهُ كـالنبيذِ الّذي في كأسُك

كم مِن الآهاتِ سـتكفي للكلام

أنتَ الّذي أود كُل لحظةٌ أقضيها معك أن تصبُح أبديةٌ

لیلةٌ دافئةً رُغمَ برودتُها
تفاقم فيها الحُب حتىٰ كاد علىٰ هتك القلب

- هَتَكَ
جَذَب فَأزال مِن مَوْضِعهُ

كم وددتُ أن تبقى أبديةٌ حتىٰ لا أخرُج دقيقةً مِن صخِب مشاعِرها

لكِن لا شيء يبقى للأبد بارك
رُغمَ تكاثُف الحُب
لم يصنع المُعجزات كما قُلتَ
و لم نبقىٰ للأبد معًا كما وددنا

ৎ✦៹


عذرًا على أي أخطاء 🙏🏿

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رسائل إلىٰ بارك || SJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن