[06]- مَـنزِلٌ فِـي الغَـابَـة.

128 11 24
                                    

"ودّ بعضٌ منّي لَو أختَبِئ عنّي، وَكُلي وَدّ لَو أُنهِي ذَلكَ البَعضَ لِلأَبد"

.
.
.
.
.
.


2024

وكأن العالم توقف لبضع ثوان مع ارتعاد يأخذ الإدراك عما يحدث بواقع اللحظة.. كانت الموسيقى صاخبة وبالنسبة لليلي وفيكتور فقد مرّت تلك الثوان في صمت خلا من كل ما يثير ضجيجًا

خاف فيكتور من تكرار تلك الليلة مجددّا، أما ليلي فخافت من الموت نفسه

ووضعت كفها على بطنها تكتم جرحها وتحاول التقاط أنفاسها ونظرت بضعف لفيكتور الذي ناداها مرعوبا وحاول النهوض عن الأرض بإرهاق تجاهها

وما كاد يجلس حتى منعه الآخر غارزا سكينه بفخذه أكثر ليصرخ فيكتور متألما واضعا كفه على كفه يوقفه، وانسابت بضع لقطات بعقله هاجمته، كانت صادمة، سريعة ومشوشة وهناك شعور مقيت يتملكها.. لم يفهم ما أصابه وسط كل ما يحدث.. ونظر بضياع وتشتت للآخر محاولا تمالك نفسه والموقف، هناك ليلي المصابة، وجسده المتأثر بالمهدئ والطعنة، وأخيرا هذا الصداع القوي الذي أصابه بفعل تلك اللقطات الغريبة.. وحاول فيكتور لكمه من بين كل ذلك إلا أن الآخر أمسك بقبضته وبكفه الأخرى  أحكم إمساك السكين لافا إياها بقوة مراقبًا فيكتور وهو يتوجع بانتصار

وشعر فيكتور وكأن ألم الطعنة قد انتقل لرأسه حين زاد صداع رأسه.. وانفصل عن الواقع لحظتها وبعقله تنبض ذات المشاهد بقوة بالتتابع وتختفي وقد باتت أقل تشويشا.. ويعود فيكتور ليستفيق ليشعر بوجع السكين قبل أن يزداد صداع رأسه وينفصل عن الواقع مجددا.. وبأذنيه يستمع لأنفاس مرعوبة قادمة من داخله ويرى بعينيه أماكن عديدة مظلمة يجهلها ولم يتعرفها بسبب التشويش.. ومن كل لقطة يتخلل شعور أليم لدرجة شعوره بأن صدره ضيق للغاية على أن يحتوي تلك المشاعر ويرفض استقبالها بكل قوة.. وشعر كما لو أن أنفاسه تسلب منه بسبب ضيق صدره ودوار ينوي أخذه بعيدا

لكنه عاد للواقع حين أفلت الآخر السكين ليتنفس فيكتور بقوة شاهقا.. وقام الآخر بلكمه بكل قوته ليسقطه أرضا مجددا واعتلاه، تلك اللقطات اختفت نهائيا، وحاول فيكتور التماسك لألا يفقد وعيه ممسكا بتلابيب قميص الآخر ليبعده عنه ليلكمه الآخر لعدّة مرّات أُخر حتّى زاد ارتخاء فيكتور وباتت جميع الأصوات بأذنه خافتة، وأفلت قميص الآخر بدون رغبة وسقطتا كفيه واحدة على صدره والأخرى بجانبه شاعرا بدوار قويّ يأكل إدراكه بينما نظر بعينيه التّين جاهد ليفتحهما للآخر الذي عاد يمسك مسدسه مصوبا على رأسه

وفجأة سقط للجانب، أدرك فيكتور بأن رصاصة أصابته ولم تكن عدى ليلي التّي استجمعت قواها وصوبت عليه بهوان مطلقة، وانقلب فيكتور على جانبه بصعوبة ملتقطا أنفاسه بسرعة واضعا كفه على رأسه بهوان ولحظتها أدرك بأن هناك دموعا عالقة بعينيه..

فيكتور يولورينزو | Victor Yolorinzoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن