[07]- الّلـيـلُ يُـشَــاهِـدُك

104 11 52
                                    

"بداخِلي عاصفة هوجاء، تقتلع روحي كأعزوفة قاسية تهاجم قلبًا موجوعًا، أو كدوامة غاضبة تبتلع كل ما يقابلها أو حتى كماء مَر على أرض جدباء لن تثمر مطلقا مهما مر عليها من ماء، أنا الروح العالقة في العدم، أنا السؤال الذي لم يمتلك إجابة وأنا الحديث الصامت الذي لن يصل لوجهته مطلقًا".





Victor Yolorinzo


أصوات الطيور العائدة لأعشاشها كان كل ما يغلف الغابة التي تودع شمس يومها قبل الرحيل، وكم كانت لوحة إلهية بديعة الخلق تمتلك صوتا خلابا.. لكن جيمين لم يكن بموقف يسمح له بملاحظة هذا المنظر بينما كل تركيزه على الابتعاد بأقصى ما يستطيع عن ذلك المنزل، وهاهو يخفف من ركضه ليلتقط أنفاسه حين بات المنزل بعيدًا عن مرآه..

وكانت الشمس على وشك المغيب.. لم يعلم أين هو بالضبط أو إلى أين يجدر عليه أن يسير.. كانت الأشجار تحيطه من كل الجهات ولم يتمكن من تبيان أي الجهات هو الصواب

حاول أن يعرف الاتجاهات عن طريق الرياح وفشل بسبب حركة الرياح المعدومة حتى أن الشمس ليست ظاهرة بشكل واضح ليرى اتجاهها بسبب السماء التي غلفتها الغيوم .. تنهد جيمين وحاول المشي بعدة اتجاهات لعله يجد الطريق السريع ورغم ذلك فشل وغابت الشمس فأشعل الكشاف المتواجد بهاتف فيكتور الذي بقي بحوزته

وصلته حينها بضع رسائل من رقم غير مسجل يقول
"بارك جيمين، أعلم بأن الهاتف بحوزتك الآن وسأساعدك لهذه المرة وحسب.. عد لحيث المنزل مجددا وعدا ذلك صدقني لن أتمكن من منع محاولات اغتيالك التي ستنجح.. وهذا إن تمكنت من النجاة من الغابة"
"الوحيد الذي سيساعدك لتبقى سالما وآمنا هو فيكتور"
"عد لحيث يتواجد هو"

ظل جيمين يحدق بالرسائل مدهوشا.. كيف علم هذا المجهول أن الهاتف بحوزته؟! ورفع جيمين وجهه عن الهاتف ينظر حوله حين شعر حقا أنه مراقب..

ليته ضغط على ذلك المدعو فيكتور ليخبره بكلمة السر، لكان تمكن من  معرفة موقعه عبر الخرائط على الأقل..

أغمض عينيه بقوة يحاول التفكير بأي حل ليهرب لكن عقله بات مشتتا بما فيه الكفاية.. وتنهد قبل أن ينير بالكشاف على الأرض باحثا عن الحقيبة التي أرسلها ذلك الرئيس لفيكتور ووجدها قريبا من المنزل بالفعل، حملها وعاد للمنزل داخلا ليجد فيكتور على حاله والفرق هو أن عينيه باتتا مغلقتين

فيكتور يولورينزو | Victor Yolorinzoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن