.
صوت خطواتي كان مسموع بسبب الهدوء في الصباح الباكر ،توقفت خطواتي أمام باب الكنيسة لأنظر له لثوان قليلة وللمرة الأخيرة
وبعدها قمت بفتحه ودخلت وأنا أنظر للكنيسة من الداخل وكأنها أول مرة أرى بها الكنيسة من الداخل،ولكن الحقيقة هي أنها هذه آخر مرة سوف أراها ،لأنني لا أعلم متى سوف أعود
تقدمت ببطئ إلى الداخل ووقفت أمام الهيكل لأقم بيدي بإشارة رمز الصليب ،وركعت بخشوع أمام الهيكل ووضعت الشال على رأسي وضممت يداي معا وبدأت أتلُو صلاتي بخشوع بصوت منخفض قريب للهمس ،أنا لم أشعر بمرور الوقت أبدًا واقتراب بدء القداس الإلهي إلا عندما وقف أحد ما بجانبي وشعرت به ينظر إلي فرفعت رأسي ونظرت وإذ به الكاهن كان يقف بجانبي ينظر لي
فأنهيت صلاتي بإشارة رمز الصليب مرة أخرى ومسحت على وجهي فتوقفت يداي لثوانٍ على وجهي حيث لم أشعر أنني بكيت حتى!، فمسحت دموعي وابتسمت بهدوء كما ابتسم لي الكاهن بابتسامة دافئة ،والتفتت أجلس على المقعد بجانب جدتي التي أتت للتو برفقة بعض من نساء ورجال القرية لحضور القداس الإلهي، فقامت جدتي بالمسح على رأسي بهدوء وهي تنظر لي بنظرات حنونه دافئة.
وبعد انتهاء الصلاة خرجت وقمت بتوديع الجميع متوجهه نحو منزل جدتي متجهة نحو غرفتي لأخذ امتعتي والقيت نظره اخيره على الغرفة التي احتوتني طيلة هذه السنين وأغلقت الباب بهدوء لأسحب حقائب السفر الزرقاء خلفي متوجهة الى صالة المعيشة حيث عمي وزوجته ينتظرونني هناك برفقة أخي الصغير ايثان.
وبهذه اللحظة دخلت صديقتي صوفي وهي تركض وعانقتني بقوة وأجهشت في البكاء لأبادلها العناق وأبكي برفقتها أنا لا أعلم متى سأعود وإن كنت سوف تعود من الأساس
- سأشتاق لكِ كثيرا
- انا ايضا سأشتاق لكِ
عناق دام لدقائق لتبتعد صوفي عني بصعوبة وتمسح دموعها وتبتسم لي بهدوء
-سأحاول أن ابقى على تواصل معكِ لا تقلقي
- لن تحاولي بل سوف تفعلي والا لن تعودي صديقه لي
ضحكت واومأت لها وأنا أمسح دموعها ودخلت جدتي بهذه الاثناء لتقترب إلي لتمد يدها تعطيني علبه مستطيله الشكل باللون الاسود فأخذتها وقمت بفتحها لأنظر لما بداخلها.
كان عقد من الذهب به شمس صغيرة , وهو في الواقع عقد هديه من أبي لي بيوم ميلادها ولطالما كنت أرتديه, ولكن من بعد وفاته لم أعد ترتديه لأنه كلما نظرت الى نفسي وأنا أرتديه كنت أعود للبكاء مرة أخرى.
أنت تقرأ
Amnesia ll Serenity
Fanfictionوسط العواصف التي تعصف بي من كل جانب وأمواج البحر العاتية، بدت هي من بعيد كأفق يلوح لي، تناديني بدفء إلى بر الأمان، وكأنها كانت وعدًا بالخلاص من كل ما يحيطني، مشعة من دفئها في برّ الأمان والسعادة. ☾𖤓