الفصل الثاني
تنهد كاي بعمق، كانت كلماته القادمة تحمل في طياتها ثقلًا من الألم والندم، وكأنه كان يفتح جرحًا قديمًا لم يلتئم بعد. "قبل سنوات طويلة، كنا حراس السيف الذهبي. كنا نخدم الملك الذي كان يحكم العالم آنذاك، وكان دورنا حماية السيف من أي قوة قد تحاول استخدامه لأغراض شريرة. لكن الأمور لم تسر كما كان مخططًا لها."
كان صوت كاي مملوءًا بالحنين، لكن أيضًا بالمرارة. "في ذلك الوقت، كان لدينا بين صفوفنا أحد الحراس الذين انقلبوا ضدنا. خُدع بوعود القوة والمجد التي قدمتها قوى الظلام. خيانة واحدة كانت كافية لتدمير كل شيء. لقد سُرق السيف، وأُبيدت مملكتنا بالكامل. لم يبقَ سوى رماد الماضي وأطلال الذكريات."
شعرت ليلى بالغصة في حلقها وهي تستمع لقصة كاي. كان واضحًا أن تلك الخيانة قد تركت جرحًا عميقًا في نفسه، وأنه كان يحمل على عاتقه عبءًا ثقيلًا من الذنب. "لكن كيف نجوت؟" سألت ليلى بهدوء، وهي تحاول أن تفهم كيف وصل الأمر إلى هذه النقطة.
نظر كاي إليها بعينين مليئتين بالأسى، لكن كان هناك أيضًا بصيص من الأمل في صوته. "لقد نجوت لأنني كنت بعيدًا عن القلعة في تلك الليلة المشؤومة. كنت في مهمة لحماية جزء آخر من المملكة. عندما عدت، وجدت كل شيء قد انتهى. كانت الجثث متناثرة، والنار تلتهم ما تبقى من القلعة. لقد فشلت في حماية ما كان من المفترض أن أحميه."
كانت ليلى تشعر بأن قلبها يعتصر من الألم. لم تكن تعرف ماذا تقول. "أنا آسفة." كانت هذه الكلمات الوحيدة التي استطاعت أن تنطق بها. لكنها كانت تعلم أن اعتذارها لن يمحو الألم الذي عاناه كاي.
ابتسم كاي ابتسامة حزينة. "لا داعي للاعتذار يا ليلى. لقد مررت بسنوات من المعاناة، ولكني أدركت في النهاية أن الألم والندم لن يعيدوا الماضي. ما يمكنني فعله الآن هو أن أكفر عن خطأي بحماية الشخص المختار. وعندما رأيتك الليلة، علمت أن الفرصة قد جاءت أخيرًا."
شعرت ليلى بعبء الكلمات التي قالها كاي. كانت تعرف أن هذه الرحلة لن تكون مجرد رحلة للعثور على السيف الذهبي. كانت رحلة للتكفير عن الذنوب، لإيجاد السلام الداخلي. لكن كان هناك شيء آخر يدور في ذهنها، شيء لم تستطع تجاهله.
"لكن لماذا أنا؟" سألت ليلى بصوت متردد، محاولة أن تجمع شجاعتها لمواجهة السؤال الذي ظل يدور في عقلها منذ اللحظة التي سمعت فيها كاي يتحدث عن النبوءة. "لماذا تم اختياري أنا؟ هناك الكثير من الأشخاص الذين هم أقوى وأذكى مني."
ابتسم كاي، وكانت ابتسامته هذه المرة مليئة بالدفء. "النبوءة لم تكن تبحث عن القوة الجسدية أو الذكاء الفائق. كانت تبحث عن قلب نقي، شخص يمتلك الشجاعة ليقف في وجه الظلام دون أن يفقد ذاته. لقد رأيت ذلك فيك يا ليلى. رغم كل الشكوك والمخاوف، لا يزال قلبك ينبض بالشجاعة. وهذا هو السبب الذي جعلك الشخص المختار."
أنت تقرأ
نبوءة الفجر الذهبي
Fantasy**"نبوءة الفجر الذهبي"** "في عالم تحيط به الغموض والسحر، تعيش "ليلى" حياة هادئة في قرية "إلدور"، حتى تأتي ليلة مشؤومة تغير كل شيء. تجد ليلى نفسها مدفوعةً برؤية غامضة عن سيف ذهبي يمتلك قوة غير عادية. تُخبر النبوءات أن هذا السيف هو المفتاح لإنقاذ العا...