الحكمة المخفية

35 14 7
                                    

                          الفصل السابع

بعد أيام من السير في الأراضي القاحلة والمناطق الجبلية الوعرة، بدأت ملامح مملكة تيرياس تظهر على الأفق. كانت المملكة محاطة بجدران ضخمة، ترتفع عالياً نحو السماء وكأنها تتحدى الزمن. كان القصر الملكي يقف في وسط المدينة مثل حارس قديم، تحيط به الأبراج التي كانت تلمع تحت أشعة الشمس.

شعرت ليلى بمزيج من التوتر والحماس عندما اقتربت هي وكاي من بوابة المدينة. كانت تعلم أن هذه اللحظة قد تكون مفصلية في رحلتهما. "هل تعتقد أن الحكيم سيكون مستعدًا لمساعدتنا؟" سألت ليلى وهي تنظر إلى كاي بنظرة ملؤها القلق.

أومأ كاي برأسه بثقة. "إذا كان هناك من يستطيع مساعدتنا في فهم قوة السيف وكيفية استخدامه، فهو هذا الحكيم. لكن يجب أن نكون مستعدين لأي شيء. في ممالك مثل تيرياس، كل شيء له ثمن."

عند البوابة، وقف حراس يرتدون دروعًا مزخرفة، وأسلحتهم تلمع تحت ضوء النهار. عندما اقترب كاي وليلى، تقدم أحد الحراس بخطوات واثقة نحوهم. "من أنتم؟ وما الذي جاء بكم إلى مملكة تيرياس؟"

تقدم كاي خطوة إلى الأمام، وأجاب بصوت هادئ ولكن مليء بالسلطة: "نحن مسافرون في مهمة عظيمة. نحمل السيف الذهبي ونبحث عن الحكيم القديم للحصول على إرشاده."

كانت عيون الحارس تتسع عند سماع ذكر السيف الذهبي، لكنه لم يتحرك. "السيف الذهبي؟" قال بتردد، ثم نظر إلى رفاقه كأنه يتأكد من صحة ما سمعه. "الحكيم لا يستقبل أي شخص. يجب أن تثبتوا أنكم تستحقون مقابلته."

شعرت ليلى بأن الأمور قد تزداد تعقيدًا، لكنها كانت تعلم أن التراجع لم يعد خيارًا. "نحن مستعدون لفعل ما يتطلبه الأمر." قالت بثقة، محاولًة إظهار قوة الإرادة التي تعلمت الاعتماد عليها.

نظر الحارس إلى كاي ثم إلى ليلى، وكأنه كان يزن خياراته. "حسنًا، إذا كنتم جادين، فسأرافقكم إلى القصر. ولكن يجب أن تعرفوا أن الحكيم لا يحب إضاعة الوقت. إذا لم يكن لديكم ما يكفي من الحكمة أو القوة، لن يضيع لحظة واحدة عليكم."

قادهم الحارس عبر شوارع المدينة التي كانت تعج بالحياة. كانت الأسواق مليئة بالناس، وكان التجار يعرضون بضائعهم المتنوعة، من الأقمشة الفاخرة إلى الأحجار الكريمة النادرة. لكن ليلى كانت تشعر بأن كل شيء من حولها يبدو بعيدًا وغير واقعي، وكأنها كانت تعيش في حلم.

وصلوا أخيرًا إلى بوابة القصر الملكي، حيث كانت الزخارف الذهبية تغطي الأبواب الضخمة. دخلوا عبر الممرات المزخرفة بالأعمدة الرخامية والتماثيل العتيقة، حتى وصلوا إلى قاعة ضخمة كانت مضاءة بالشموع الكبيرة التي أضفت على المكان جوًا من الغموض والجلال.

في نهاية القاعة، كان يجلس رجل مسن على عرش حجري بسيط. كان شعره أبيض كالثلج، وكانت عيناه تلمعان بالحكمة التي اكتسبها عبر السنين. كانت ملامحه تعكس مزيجًا من الهدوء والقوة، وكان ينظر إلى الداخلين إليه بنظرة ثاقبة.

نبوءة الفجر الذهبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن