طريق النبوءة

70 18 20
                                    

                          الفصل الثالث

بدأت الشمس تظهر على أفق الغابة، مرسلة أشعتها الأولى عبر أوراق الأشجار الكثيفة التي تملأ السماء. كانت الألوان الزاهية للفجر تضفي على المكان نوعًا من الجمال الهادئ الذي يتناقض مع المعركة التي دارت رحاها في الليلة السابقة.

كان الجو باردًا، لكن الهواء المنعش كان يحمل معه رائحة الأرض الرطبة والعشب.

كانت ليلى تمشي بجانب كاي، وقد بدأت تشعر بالتعب يتسلل إلى عضلاتها، لكنها لم تشتكِ.

كان عقلها مشغولاً بما حدث، وكانت لا تزال تحاول استيعاب القوة التي أطلقتها بشكل غريزي.

كان الأمر أشبه بالحلم، لكنه كان حقيقيًا.

لم تتخيل يومًا أنها تمتلك هذه القدرة داخلها.

"كاي، ماذا يعني هذا كله؟" سألت ليلى أخيرًا، وقد بدأت تشعر بالحاجة إلى فهم ما حدث بشكل أعمق.

كانت تعلم أن كاي يعرف أكثر مما قاله حتى الآن، وكانت تأمل أن يشاركها المزيد من المعرفة.

نظر كاي إليها بنظرة هادئة، ثم قال بصوت هادئ لكنه مليء بالجدية: "ما فعلتِه الليلة الماضية ليس مجرد عرض للقوة.

إنه علامة على أنك بدأتِ في الانسجام مع إرادة السيف الذهبي. النور الذي أطلقتهِ هو جزء من تلك الإرادة، وهو يتجلى عندما تكونين في حالة تناغم تام مع ما يطلبه منك السيف.

""لكنني لا أملك السيف بعد." قالت ليلى بنبرة مليئة بالتساؤل.

"كيف يمكنني أن أكون في تناغم مع شيء لم أره من قبل؟"

ابتسم كاي ابتسامة صغيرة وهو ينظر إلى الأفق.

"السيف الذهبي ليس مجرد قطعة معدنية عادية. إنه يمتلك وعيًا خاصًا به.

يختار من يستحقه، ويبدأ في التواصل معه حتى قبل أن يلتقي الاثنان.

هذا ما يحدث معك الآن.

السيف بدأ يدرك أنكِ الشخص الذي يبحث عنه، ولهذا السبب كانت لديك تلك الرؤية ولذا كانت قادرة على إطلاق تلك القوة.

"كانت كلمات كاي تحمل معاني كبيرة، وكانت ليلى تجد صعوبة في استيعاب كل ذلك مرة واحدة. لكنها كانت تعلم أن هناك شيء حقيقي في ما يقوله.

كانت تشعر به في أعماق روحها، كأن هناك نداء داخلي يدعوها نحو شيء أكبر من نفسها.

"وماذا سيحدث عندما أعثر على السيف؟" سألت ليلى، وهي تحاول أن تستشرف المستقبل وما قد يحمله لها.

توقف كاي للحظة عن السير، ونظر إلى ليلى بجدية.

"عندما تجدي السيف، سيصبح جزءًا منك.سيكون لديك القدرة على التحكم في قوته، لكن هذه القوة ليست بلا حدود. إنها تحمل في طياتها مسؤولية كبيرة. السيف يمكن أن يكون أداة لإنقاذ العالم، أو تدميره، وهذا يعتمد على الشخص الذي يحمله."شعرت ليلى بوزن الكلمات التي قالها كاي. لم تكن هذه مجرد رحلة للعثور على قطعة سلاح قوية، بل كانت رحلة لاكتشاف القوة التي بداخلها، واستخدامها بحكمة. كانت تشعر بالرهبة، لكن كانت هناك أيضًا شعلة من الشجاعة تشتعل بداخلها.

نبوءة الفجر الذهبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن