فجر النور الجديد

55 15 22
                                    

                          الفصل العاشر

عاد كاي وليلى إلى الأراضي التي تركاها منذ البداية، لكن هذه المرة، كانا يعودان كأبطال. بعد هزيمتهما لقوى الظلام في الوادي العميق، كانت الأرض تتعافى ببطء، والشعور بالأمل بدأ يعود إلى القرى والمدن التي كانت تعاني من سطوة الظلام.

عندما دخلا القرية التي كانت أول محطة في رحلتهما، كان الناس في الشوارع يحيونهما بابتسامات مشرقة ووجوه مليئة بالامتنان. كانت هناك موسيقى بسيطة تعزف في الزوايا، وكان الأطفال يلعبون بمرح في الساحات. بدا وكأن الظلام لم يعد سوى ذكرى بعيدة.

"لم أعتقد أنني سأرى هذا اليوم." قالت ليلى وهي تراقب المشهد بعينين مليئتين بالعاطفة. "لقد مررنا بالكثير، لكن هذا النور يستحق كل لحظة."

أومأ كاي برأسه، وكان يبدو أكثر هدوءًا من أي وقت مضى. "لقد فعلنا ما كان يجب أن نفعله، وقد تحقق النصر. لكن كما قال الحكيم، النور بحاجة دائمًا إلى حماية. لا يمكننا التوقف الآن."

توقف الاثنان أمام ساحة القرية حيث كان هناك تجمع صغير من الناس يحتفلون بوصولهم. تقدم شيخ القرية نحوهم، وكانت عيناه تلمعان بالتقدير. "لقد سمعنا عن ما فعلتماه. لقد أنقذتما العالم بأسره من قبضة الظلام. لن ننسى أبدًا تضحياتكما وشجاعتكما."

ابتسمت ليلى بخجل، وقالت: "لم نكن وحدنا. كل شخص هنا كان يقاوم بطريقته الخاصة. نحن فقط كنا جزءًا من هذا النصر."

"صحيح." قال كاي، ناظرًا إلى الحشد الذي كان يحيط بهما. "النصر لم يكن لنا فقط، بل للجميع. نحن الآن نعيش في عالم جديد، حيث يمكن للنور أن يزدهر بفضل تضحيات الجميع."

احتفل الناس حولهما، لكن في داخل ليلى، كان هناك شعور بالسكينة الغامرة. كانت تعرف أن رحلتها الشخصية قد وصلت إلى نهايتها، وأن السيف الذهبي الذي حملته طوال الطريق لم يعد مجرد سلاح في يدها، بل رمز للسلام والأمل.

"ما الذي ستفعله الآن يا كاي؟" سألت ليلى وهي تنظر إلى صديقها الذي وقف بجانبها طوال هذه الرحلة.

أخذ كاي نفسًا عميقًا ونظر نحو الأفق. "سأعود إلى الأراضي التي بدأت منها، ربما أسعى لبناء شيء جديد، حياة هادئة بعيدًا عن المعارك. لكنني سأظل مستعدًا دائمًا لحماية هذا العالم إذا لزم الأمر."

ابتسمت ليلى وهي تستمع إليه. كانت تعلم أن كاي، رغم قوته وشجاعته، كان يتوق دائمًا إلى السلام الداخلي. "وأنتِ؟" سألها كاي وهو يرفع حاجبه، وكأنه يريد معرفة ما تخطط له.

نظرت ليلى إلى السيف الذي تحمله. لم يعد يثقلها مثلما كان في البداية، بل أصبح يبعث في قلبها شعورًا بالمسؤولية والأمان. "أعتقد أنني سأستمر في التجول لبعض الوقت. هناك الكثير من الأماكن التي تحتاج إلى إعادة بناء. أريد أن أساعد في ذلك، وأتأكد أن النور الذي أطلقناه سيظل مشرقًا."

أومأ كاي بفهم. "أينما تذهبين، سيظل النور معكِ، يا ليلى. لقد أثبتِ أنكِ أكثر من مجرد حاملة للسيف. أنتِ الآن حامية للنور نفسه."

بينما كانا يستعدان للذهاب كل في طريقه، ظهر الحكيم القديم الذي ساعدهما في رحلتهما. كان يرتدي عباءته المعتادة، وعيناه الحكيمتان تلمعان تحت ضوء الشمس الذي بدأ يتسلل بين الغيوم.

"لقد أتيتما بهذه الأرض إلى الفجر الذهبي الذي طال انتظاره." قال الحكيم، وكانت صوته مليئًا بالفخر. "لكن تذكرا، يا ليلى وكاي، أن هذه ليست النهاية. العالم دائمًا يحتاج إلى حراس، إلى من يذكرون الناس بأن النور دائمًا ينتصر في النهاية."

أومأ الاثنان برؤوسهما احترامًا للحكيم. "سنفعل كل ما بوسعنا لحماية هذا العالم." قال كاي.

"وأنا سأكون دائمًا هنا لحراسة النور." قالت ليلى، وكانت كلماتها مليئة بالعزم.

ابتسم الحكيم لهم وقال: "إذن، اذهبا بسلام. النور في أيدي أمينة."

مع هذه الكلمات، غادر الحكيم بهدوء، تاركًا ليلى وكاي يقفان على حافة فصل جديد في حياتهما. كانت الشمس تغرب ببطء، معلنة عن نهاية يوم، لكنها كانت أيضًا بداية لعهد جديد، عهد من السلام والنور.

"هل أنتِ مستعدة؟" سأل كاي وهو ينظر إلى ليلى بابتسامة هادئة.

"دائمًا." أجابت ليلى وهي تبتسم بدورها.

انطلق الاثنان في طريقهما، كل منهما يعرف أن رحلته الخاصة لم تنتهِ بعد. لكنهما كانا يعلمان أن النور سيظل يرشدهما، وأن العالم قد تغير بفضلهما إلى الأبد.

ومع ذلك، كانت الأرض تتعافى، والسماء تفتح ذراعيها للنور الجديد الذي عمّ المكان. كان العالم الآن مليئًا بالفرص، وقد عاد إليه الأمل، بفضل شجاعة ليلى وكاي، وحملهما للسيف الذهبي الذي كان يومًا ما مصدر خوف، وأصبح الآن رمزًا للسلام.

 ملاحظة :
اسم الرواية نبوءة الفجر الذهبي

التصنيف: خیال (فانتازيا)

عدد الكلمات : 14,154

عدد الفصول : 10

🎉 لقد انتهيت من قراءة نبوءة الفجر الذهبي 🎉
نبوءة الفجر الذهبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن