اختبار الأرواح

37 16 6
                                    

                          الفصل السادس

مع اقترابهما من الضوء البعيد، بدأت الأشجار تنحسر تدريجيًا، ووجد كاي وليلى نفسيهما في منطقة مفتوحة واسعة. كانت الأرض هنا جافة، وتغطيها حصى صغيرة، ولم تكن هناك نباتات تذكر. كان الهواء باردًا على غير العادة، وكانت الرياح تحمل معها همسات غامضة كأنها أصوات من الماضي.

"أشعر وكأن هذا المكان يختبرنا." قالت ليلى وهي تنظر حولها بحذر. لم تكن تستطيع تحديد مصدر القلق الذي يعتريها، لكن كان هناك شيء ما يجعل كل حاسة من حواسها في حالة تأهب.

أومأ كاي ببطء وهو يتقدم نحو الضوء الذي كان يبدو أقرب الآن. "نحن في منطقة قديمة مقدسة. لقد سمعت قصصًا عن هذه الأماكن، حيث يُقال إنها كانت موطنًا لأرواح المحاربين القدماء الذين فقدوا حياتهم في معارك طاحنة. بعضهم لا يزال عالقًا هنا، يحرسون هذه الأرض."

"وماذا يفعلون مع الدخلاء؟" سألت ليلى بقلق، وهي تحاول أن تتجنب النظر إلى الظلال التي بدت وكأنها تتحرك في الزوايا المظلمة من المنطقة.

"الأرواح لا تهاجم دون سبب." قال كاي بهدوء. "لكنها تختبر قوة القلب والإرادة. إذا رأت فينا النية الصافية والعزم الحقيقي، قد تسمح لنا بالمرور. ولكن إذا شعرت بأي ضعف، فقد تحاول إبعادنا أو حتى تحطيمنا."

تابعا السير، لكن كان واضحًا أن ليلى كانت تحاول ألا تُظهر قلقها. كان الضوء الذي أمامهما يبدو وكأنه ينبع من داخل بناء حجري قديم. كانت جدرانه متآكلة بفعل الزمن، لكن كانت لا تزال تحتفظ بجلالها المهيب. عندما اقتربا من المدخل، شعرت ليلى بشيء غريب في الهواء، كأنها على وشك الدخول إلى عالم آخر.

"هذا المكان... يبدو مختلفًا." قالت ليلى بصوت منخفض، وكأنها كانت تخشى أن تثير شيئًا غير مرئي.

"هذه هي بوابة الأرواح." قال كاي بصوت مهيب، وهو يضع يده على الجدار البارد. "من يعبر هذه البوابة يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة أعظم مخاوفه. الأرواح هنا لا تختبر فقط قوتك الجسدية، بل تختبر أيضًا نقاء روحك."

"هل تعتقد أننا مستعدون لذلك؟" سألت ليلى، وعيناها تبحثان عن الطمأنينة في وجه كاي.

نظر كاي إليها بنظرة حازمة. "لا أحد يكون مستعدًا بالكامل لمثل هذا الاختبار. لكنه اختبار يجب أن نخوضه إذا كنا نرغب في الوصول إلى وجهتنا. لا تدعي الخوف يسيطر عليكِ. تذكري أننا معًا في هذا الأمر."

شعرت ليلى ببعض الراحة من كلماته، لكنها كانت تعلم أن هذه المواجهة لن تكون سهلة. "لنعدّ أنفسنا إذًا." قالت وهي تستجمع شجاعتها.

خطا الاثنان عبر بوابة الأرواح، وعلى الفور شعر كل منهما بتغير في الجو. كان الهواء باردًا جدًا، والضوء الوحيد الذي كان يوجههما جاء من شعلات خافتة على طول الجدران. كان الصمت يسيطر على المكان، وكأن العالم كله اختفى وتركهما وحدهما في هذه البقعة المظلمة.

نبوءة الفجر الذهبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن