4

149 20 1
                                    

في المدرسة، كان الجو هادئًا عندما وصل. دخل الصف وجلس في مقعده المعتاد، محاولًا التركيز على دروسه. كان يشعر بأن الجميع ينظر إليه، لكن هذا لم يكن بسبب الحزن الذي يعتريه، بل لأنه كان يلاحظ وجود تغييرات في نظرات الطلاب من حوله.

في منتصف الحصة الأولى، بدأ يشعر بأن الجو يتغير تدريجيًا، حيث كان جونغكوك وأصدقاؤه يجلسون في الخلف يتبادلون النظرات. لم يكن تايهيونغ قادرًا على تجاهل وجودهم، ولكن قرر ألا يظهر لهم أي ضعف.

بعد انتهاء الحصة، وبينما كان تايهيونغ يجمع كتبه ببطء، اقترب جونغكوك منه بخطوات هادئة ولكنها محملة بنية واضحة. كان أصدقاؤه خلفه يراقبون بصمت، وكأنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للتدخل.

توقف جونغكوك بجانب طاولة تايهيونغ، ونظر إليه لفترة وجيزة. شعرت قاعة الصف بالبرودة المفاجئة وكأن الوقت توقف. رفع جونغكوك يده ووضعها على كتف تايهيونغ.

"أنت بخير اليوم؟" سأل جونغكوك بنبرة صوت لم يكن تايهيونغ يتوقعها. كانت خالية من السخرية المعتادة.

تايهيونغ، الذي فوجئ بهذا الأسلوب المختلف، نظر إلى جونغكوك ولم يعرف ماذا يقول. هل كان هذا بداية جديدة؟ أم أن هذا نوع آخر من السخرية؟

لكن قبل أن يتمكن من الرد، سحب جونغكوك يده بخفة وابتسم ابتسامة غامضة، ثم استدار ليعود إلى أصدقائه الذين كانوا ينتظرونه عند باب الصف.

لم يكن تايهيونغ متأكدًا مما يحدث. كان هذا اليوم مختلفًا عن الأيام السابقة، وكان يشعر أن هناك شيئًا ما يتغير، سواء في داخله أو في تعامل جونغكوك معه.

قرر تايهيونغ أن يراقب بحذر، وأن يبقى متيقظًا لما قد يحدث بعد ذلك.
---

بعد مغادرة جونغكوك وأصدقائه الصف، بقي تايهيونغ جالسًا في مكانه للحظة، يحاول تحليل ما حدث للتو. لم يكن من المعتاد أن يتصرف جونغكوك بهذه الطريقة، وكانت هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بشيء غريب خلف سلوكه.

أخذ تايهيونغ نفسًا عميقًا، ثم جمع كتبه وغادر الصف متوجهًا إلى الكافيتريا. خلال استراحته هناك، لم يستطع إخراج أفكاره عن تلك اللحظة الغريبة. في الماضي، كانت لقاءاته مع جونغكوك مليئة بالتوتر والسخرية، لكن اليوم كان هناك شيء مختلف، شيء جعله يشعر بالحيرة.

بينما كان يجلس بمفرده في أحد الزوايا البعيدة في الكافيتريا، وهو يحتسي عصيره ببطء، لاحظ أن جونغكوك وأصدقاؤه دخلوا الكافيتريا. كانت نظراتهم تتجول في المكان، وكأنهم يبحثون عن شيء أو شخص ما. شعر تايهيونغ بتوتر يتصاعد في داخله، ولكنه حاول أن يبدو هادئًا وغير مبالٍ.

بين الكعك واللكماتVK" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن