.
.
.
في غرفة المستشفى المليئة بالهدوء
تنفتح عينا إيفان ببطء شعاع ضوء الشمس الخافت يتسلل من خلال الستائر نصف المغلقة ينعكس على وجهه الهادئ تظهر عينيه الخضراء بريقًا خفيفًا وهو ينظر حوله محاولًا استيعاب مكانه تبدو بشرته البيضاء شاحبة قليلاً تحت تأثير الأضواء الاصطناعية لكنها لا تزال تحمل آثارًا من نضارتها المعتادة شعره الأسود الكثيف متشابك قليلاً لكنه يحتفظ بجاذبيته الطبيعية ويظهر على جبهته التي تعرقت قليلاً من آثار الحمى والإرهاق
جذب أنتباه جوليا أن إيفان فتح عيناه لتنهض بسرعه
جوليا "إيفان هل أنت بخير "
نظر إيفان نحو جوليا ناطقا بضعف وخفوت "أريد ...ماء "
اومأت جوليا لتحضر الماء سريعا تساعده على الشرب
بلل شفتيه لينطق بأرهاق " ماذا حدث لي؟
جوليا "لقد تعرضت لذبحة صدرية خفيفه ولكنك الان بخير لا تقلق تدخل المسعفون بالوقت المناسب "
نظر نحو السقف بشرود يفكر بما حدث معه
في تلك الاثناء دخل آدم لكنه لاحظ أستيقاظ أبنه
ليذهب نحوه انحنى ليعانقه بخفه تجنباً لأن يؤلمه
تفاجئ إيفان من حضن آدم لاكن ما فاجئه أكبر دموعه التي شعر بها على جسده
هل هو قلق عليه؟
إيفان حقا لا يعلم كيف يتصرف هذا اول عناق حصل عليه غير عناق صديقه
أبتعد آدم ثم مسح عينيه سريعا
"هل أنت بخير؟ هل هناك شيء يؤلمك؟
إيفان بخفوت "صدري "
آدم "لا بأس سترتاح الان "
ذهب آدم يعانق جوليا بسعاده لتبادله هي أيضا
آدم "سأذهب لأحضر لإيفان الطعام وآتي لن اتأخر "
اومأت جوليا ليخرج آدم
لازال إيفان ينظر بالفراغ
جوليا بحنان "أرجوك إيفان أرجوك لا تضغط على نفسك بالتفكير بشيء نحن عائلتك أخبرنا ماتريد أصرخ أغضب لاكن لا تؤذي نفسك "
لكن ما صدمها كلمات إيفان الذي حاول أن يتحدث
ولاكن حديثه كان يخرج بتعب وضعف
" أنا لست غاضب من أحد "دخل آدم يحمل صينية الطعام
آدم هيا بُني يجب أن تتناول الطعام
إيفان "لست جائع أشعر بالغثيان "
آدم "لا يجوز يجب أن تتناول لتستعيد صحتك "
جوليا بلطف "فقط القليل حتى تأخذ الدواء "
إيفان برفض" أشعر أنني سأتقيئ لا أريد "
آدم "لا بأس حاول "
حين رأى إيفان القلق والاهتمام بعيون جوليا وآدم لم يستطع الرفض حاول إيفان أن يعدل وضعيته ببطئ ليجلس
لاكنه شعر بقليل من الألم ليتنهد بضيق
أراد أن يأكل بنفسه لاكن جوليا رفضت بشده لتقوم بأطعامه بنفسها تناول القليل من الحساء
ليشعر بأضطراب بمعدته
إيفان بتعب "يكفي لا أستطيع تناول المزيد "
جوليا بحنان "حسنا كما تريد "
عاد يتمدد ليغرق بالنوم من جديد
.
إيفان يستيقظ ببطء يشعر بثقل في صدره عاد
يفتح عينيه الخضراء ويمسح العرق البارد عن جبينه يحاول الجلوس على السرير، لكن الغثيان يضربه فجأة يشعر بأن معدته غير مستقرة وأن كل شيء داخلها يتحرك بعنف يتحرك ببطء نحو حافة السرير، يحاول أن يأخذ نفسًا عميقًا لتهدئة نفسه لكن الألم في صدره يزداد
يميل للأمام يجذب سلة المهملات بسرعه ويبدأ في التقيؤ يشعر بالضعف والعجز جوليا وآدم يدخلان الغرفة بسرعة جوليا تهرع بجانبه تضع يدها على ظهره بلطف بينما آدم يجلب منديلاً ومنشفة لتنظيفه
جوليا بلطف: "إيفان لا تقلق هذا طبيعي لابأس"
إيفان يشعر بالتعب لكنه يرتاح قليلاً لسماع كلماتها ينظر إليها بعينيه الخضراء التي تعكس مزيجًا من الألم والشكر يمسح فمه ثم يستلقي مرة أخرى
.
.
تأكد آدم من وضع إيفان ليوقع على أوراق خروجه
توجه نحو غرفة إيفان
بدأت جوليا بتجهيز حقيبة إيفان بالأغراض التي أحضرتها له أثناء إقامته اقترب آدم من السرير وساعد إيفان على الجلوس بلطف محاولًا تجنب أي حركة قد تزعجه
"هل تشعر بتحسن إيفان؟"
سأل آدم بلطف هز إيفان رأسه بالإيجاب بصمت لكن تعبير وجهه كان مزيجًا من التعب والتوتر لم يكن يشعر بالارتياح لفكرة الذهاب مع عائلته الجديدة لكنه كان يعرف أنه لا يمكنه البقاء بمفرده في حالته الحالية
"أنا لا أريد الذهاب معكم" قال إيفان بصوت خافت يكاد لا يُسمع
أجابت جوليا بابتسامة حنونة "نحن نفهم شعورك، إيفان لكن صحتك هي الأولوية الآن فقط لبعض الوقت حتى تتعافى تمامًا "
إيفان " لا أريد أن أزعج أحد أنتم معتادين على حياتكم وأنا معتاد على حياتي لوحدي لا أعتقد أنكم ترغبون بفرد جديد بينكم "
آدم بحزم"لا تقل هذا إيفان أنت فرد من العائله بالفعل ولو لم نكن نرغب بك لما بحثنا عنك أو أهتممنا بك "
جوليا "آدم محق صغيري حتى أن أشقائك بالفعل ينتظرون بحماس يريدون أن يتعرفو عليك "
![](https://img.wattpad.com/cover/374570293-288-k227603.jpg)
أنت تقرأ
𝓛𝓲𝓵 𝒃𝒍𝒂 𝓝𝒈𝒖𝒎𝒔
Teen Fiction... شاب نشأ في ميتم بعد أن تخلت عنه والدته. عندما يبلغ 19 عامًا، يكتشف أن لديه أبًا لم يكن يعرف بوجوده، ويبدأ رحلة معقدة للتعرف على والده، وعائلته الجديدة.