.
.
.
في تلك الليلة جلس إيفان على سريره الجديد في منزل والده ينظر إلى السقف بعيون مثقلة بالتعب لكن عقله يقظ ومشوش كلما حاول إغلاق عينيه، تتدفق الأفكار والمشاعر إلى عقله تغمره كأمواج عاتية سمع همسات من الغرفة المجاورة ربما كانت جوليا تتحدث مع آدم عن يومهم أو ربما كانوا قلقين عليه
شعر بالوحدة رغم وجوده في منزل مليء بالناس كان يتساءل إذا ما كان قد اتخذ القرار الصحيح بالبقاء هنا بين أشخاص يعتبرون غرباء على الرغم من أنهم عائلته تحرك بصعوبة على السرير كل حركة تذكره بحالته الصحية الألم الذي يجتاح صدره والضعف الذي يشعر به في جسده أراد أن يهرب لكن لم يكن لديه مكان آخر يذهب إليه جلس على حافة السرير ينظر من النافذة إلى السماء المظلمة تنفس بعمق محاولاً تهدئة نفسه لكن الآرق كان شديداً والأفكار لم تتوقف عن الاندفاع
.
.
في صباح اليوم التالي اجتمع الجميع في المطبخ لتناول الإفطار جوليا كانت منشغلة بإعداد الطعام بينما كان آدم يقرأ الصحيفة وماتيو وإيانا وستيف يتناولون حبوب الإفطار إيفان جلس على الطاولة يشعر بثقل النوم الذي لم يزره جيدًانظرت جوليا نحو إيفان بابتسامة دافئة وقالت "صباح الخير إيفان هل تود تناول شيء معين؟ بيض مخفوق خبز محمص أوفاكهة طازجة"
هز إيفان رأسه ببطء محاولاً أن يبدو مهذباً رغم التعب الذي يغمره "شكرًا لك لكني لا أحب تناول الأفطار فقط أريد قهوة إذا كان ممكنًا"
جوليا توقفت للحظة محاولة قراءة مشاعره من تعابير وجهه ثم أجابت بلطف "بالطبع سأحضرها لك حالاً" بدأت في إعداد القهوة بينما لاحظ آدم التوتر في عيني إيفان
قال آدم بهدوء، "إيفان من المهم أن تأكل شيئاً الإفطار هو أهم وجبة في اليوم"
نظر إيفان نحو آدم محاولاً كبت المشاعر التي تتدفق داخله "أعلم لكنني معتاد سأكون بخير مع القهوة"
سلمته جوليا كوب القهوة بحذر "إذا احتجت أي شيء آخر فقط أخبرني"
أخذ إيفان الكوب بين يديه وشكرها بصوت منخفض كان يشعر بثقل اللحظات كل تفاعل مع عائلته الجديدة كان يملأه بالتوتر والقلق أخذ رشفة من القهوة متمنياً أن تمنحه بعض الراحة من الأفكار التي تلاحقه
بعد تناول الإفطار
استعد آدم للخروج لإيصال ستيف وإيانا إلى المدرسة كان إيفان جالسًا على الأريكة في غرفة المعيشة يشاهد العائلة وهي تستعد للانطلاق
ستيف بوجهه المشرق وابتسامته الواسعة كان يحمل حقيبته ويقفز حول الغرفة بحماس إيانا بملابسها المدرسية الأنيقة كانت تتأكد من أن كل شيء في حقيبتها جاهز
آدم كان يساعدهما يضحك ويمازحهما بحنان مشهد عائلي مليئ بالدفء والمحبة نظر إيفان إلى هذا المشهد من مقعده وشعر بشيء من الحزن يتسلل إلى قلبه
كانت تلك اللحظات تذكره بما لم يكن لديه في حياته كانت تلك اللحظات تعكس الحنان والدعم الذي لم يعشه
اقترب آدم من الباب ونادى "هيا يا أطفال يجب أن نذهب الآن لكي لا نتأخر" ثم نظر إلى إيفان بابتسامة ودية "إيفان هل تحتاج إلى شيء قبل أن نخرج؟
"هز إيفان رأسه ببطء "لا شكرًا"
ليخرج آدم والأطفال شعر إيفان بوحدة عميقة تتسلل إلى قلبه وكأن تلك اللحظات البسيطة كانت تؤكد له على ما افتقده في حياته جلس يحاول تجاهل الشعور بالغيرة الذي كان في صدره كان يعلم أن هذا الشعور ليس منطقيًا فالعائلة كانت تحاول أن تكون حنونة ومتقبلة له لكنه لم يستطع منع نفسه من الشعور بتلك الغصة التي تحفر في قلبه في تلك اللحظات أدرك إيفان أنه يحتاج إلى وقت ليس فقط للتكيف مع وجوده في هذا المنزل ولكن أيضًا للتعامل مع المشاعر المعقدة التي تملأ قلبه كان هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن يواجهه لكي يستطيع بناء مكان له في هذه العائلة الجديدة
بعد خروج آدم والأطفال عاد الهدوء إلى المنزل جلست جوليا على الأريكة المقابلة لإيفان تبتسم بلطف كانت تعلم أن إيفان لا يزال يحاول التكيف مع حياته الجديدة وأرادت أن تجعل الأمور أسهل عليه قالت جوليا بصوت ناعم "إيفان هل تود الحديث قليلاً؟ أعتقد أن لدينا بعض الوقت قبل أن أبدأ في الأعمال المنزلية"
نظر إيفان نحوها بتردد لكنه شعر بالدفء في نظرتها "بالطبع عن ماذا تريدين التحدث؟
تقدمت جوليا قليلاً محاولة أن تجعل الحديث أقل رسمية "فقط أريد أن أعرف كيف تشعر أعلم أن الأمور ليست سهلة وأن كل شيء جديد بالنسبة لك إذا كان هناك شيء يزعجك أو تحتاج إلى التحدث عنه أنا هنا لأستمع"
تنهد إيفان بعمق محاولًا جمع أفكاره "أشعر بأنني ما زلت غريب هنا أنتم جميعًا تحاولون جاهدين لجعلي أشعر بالترحيب وأنا ممتن لذلك لكن أحيانًا أشعر بالضياع"
ابتسمت جوليا بحنان وقالت "هذا طبيعي جداً نحن أيضًا نتعلم كيف نكون عائلة جديدة لك نحن نعلم أن الأمر سيستغرق وقتًا ولا نريد أن تشعر بأي ضغط لتكون شخصًا آخر غير نفسك"
![](https://img.wattpad.com/cover/374570293-288-k227603.jpg)
أنت تقرأ
𝓛𝓲𝓵 𝒃𝒍𝒂 𝓝𝒈𝒖𝒎𝒔
Teen Fiction... شاب نشأ في ميتم بعد أن تخلت عنه والدته. عندما يبلغ 19 عامًا، يكتشف أن لديه أبًا لم يكن يعرف بوجوده، ويبدأ رحلة معقدة للتعرف على والده، وعائلته الجديدة.