.
.
.
حمل آدم إيفان بحذر ليأخذه إلى غرفته
سبقته جوليا حتى تجهز سريره
مدده بلطف ثم جلس بجانبه فحص نبضه وضغط دمه بدقة ثم قام بإعطائه حقنة مهدئ وراقب رد فعل جسده
جوليا تراقبه عن كثب "هل سيكون بخير؟
آدم "لا بأس المهدئ سيساعده على الأسترخاء حتى الصباح يكون قد أرتاح الفتى يعاني من ضغط نفسي شديد "
قامت جوليا بسحب البطانية وغطت إيفان بحنان معتنية بتغطية جسده بعناية حتى لا يشعر بالبرد نظرت إلى وجهه الهادئ وتنفست بعمق
آدم "لنتركه حتى يرتاح "
اومأت جوليا لتغلق المصباح ويخرجو
جوليا "حبيبي سأرى الأولاد قليلاً سألحقك بعد قليل لترتاح أنت"
كانت تعرف أن هناك حديثًا يجب أن يتم وقررت أن تواجه ماتيو بمفرده وجدت ماتيو في غرفة المعيشة يجلس على الأريكة وينظر بوجه متجهم
جلست جوليا بجانبه ونظرت إليه بعينين تحملان الحزم والحنان معًا بدأت جوليا الحديث بصوت هادئ لكنه مليء بالتأنيب "ماتيو علينا أن نتحدث قليلاً "
اومأ ماتيو لتكمل جوليا "ماذا يعني الذي حدث قبل قليل كيف تتحدث بهذه الطريقه عن أخيك "
ماتيو بغضب "لا أريده وجوده يزعجنا منذ أن أتى ونحن لم نرتاح ليذهب الى والدته والدته لم تتحمله حتى نتحمله نحن "
تجمدت جوليا للحظة محاولة السيطرة على غضبها واستيعاب كلام ماتيو الجارح ثم نظرت إليه بحدة وقالت بصوت حازم لكنه هادئ "ماتيو هذا الكلام غير مقبول على الإطلاق والدته لم تتركه بإرادتها وأنت تعلم ذلك إيفان لم يختر هذه الحياة الصعبة لقد عانى بما فيه الكفاية وآخر شيء يحتاجه الآن هو أن نشعره بأنه غير مرحب به هنا بينما كنت أنت تحظى بدفئ العائله والراحة لا نعلم ماذا كان يعيش "
ماتيو بتجهم " ما ذنبي أنا هل أنا أجبرت والدته على تركه بالميتم ثم ماذا سيقول الناس ستتدمر سمعة عائلتنا "
جوليا بحزن على تفكير ماتيو "لا يهم كلام الناس بقدر ما يهم مشاعر أخيك ماتيو فكر لو كنت بوضع إيفان "
نظر ماتيو إلى عيني والدته ورأى الحزن والقلق فيها لم يستطع الرد لكن كلماته الجارحة لا تزال تؤرقه تركته جوليا مع أفكاره آملة أن يجد في قلبه القدرة على فهم الوضع والتعامل معه بطريقة أكثر إنسانية
.
.
في صباح اليوم التالي
استيقظ إيفان ببطء متثاقلاً عن النوم كان هناك ما يشغله هو الشعور العميق بالوحدة والقلق الذي لم يفارقه جلس على السرير محدقًا في الغرفة بهدوء دخلت جوليا الغرفة مبتسمة بلطف "صباح الخير إيفان كيف تشعر اليوم؟"
أجاب إيفان بصوت هادئ ومختصر "أنا بخير"
رغم قلة كلماته شعرت جوليا بالقلق اقتربت منه وقالت بلطف "إذا كنت بحاجة لأي شيء أنا هنا من أجلك"
نظر إيفان إليها وأومأ برأسه "شكراً لك"تركته جوليا ليأخذ وقته بينما عاد إيفان للجلوس بهدوء متأملًا فيما حدث بعد بضع دقائق قرر الخروج من الغرفة مشى ببطء إلى الخارج متوجهًا نحو الحديقة الخلفية للمنزل جلس على أحد الكراسي مستغرقًا في التفكير كانت الطيور تغرد والأشجار تهمس بهدوء لكن عقله كان مليئًا بالأفكار المتضاربة شعر بالحاجة إلى العزلة إلى البقاء وحده قليلاً ليستعيد توازنه بينما كان جالسًا هناك رأته جوليا من النافذة شعرت بالقلق لكنها قررت أن تتركه لبعض الوقت ليكون وحده كانت تعلم أنه بحاجة إلى مساحة للتفكير والراحة
خرج ستيف بعد انهاء دراسته ليركض نحو إيفان بسعاده
ستيف بحماس "مرحبا إيفان "
إيفان بهدوء "أهلاً "
ستيف "هل يمكنني الجلوس معك "
اومأ له إيفان ليجلس ستيف بالقرب منه
ستيف "هل أنت حزين؟
إيفان "لست حزين أنا متعب فقط "
ستيف ببرائه "هل أتصل بأبي سيعالجك"
إيفان "لا بأس سأكون بخير "
جلس ستيف بجانب إيفان لبضع لحظات مستمتعًا بالهدوء ثم وكأنه تذكر شيئًا قال بحماس " هل تعرف أنني بدأت أتعلم العزف على البيانو؟"
رفع إيفان حاجبيه بفضول "حقاً؟ هذا رائع كيف تسير الأمور؟
أجاب ستيف بفخر "إنها ممتعة لقد تعلمت أول مقطوعة موسيقية لي هذا الأسبوع هل تود أن تسمعها في يوم ما؟
ابتسم إيفان "بالطبع سأكون سعيدًا لسماعك تعزف ما اسم المقطوعة؟
قال ستيف "إنها مقطوعة صغيرة وبسيطة لكنني أحبها أستاذ الموسيقى يقول إنني أتعلم بسرعة"
قال إيفان مشجعاً "هذا رائع ستيف أعتقد أنك ستكون عازف بيانو رائع في المستقبل"
فجأة قال ستيف بفضول "إيفان هل كان لديك أي هوايات عندما كنت في عمري؟
فكر إيفان لبرهة ثم قال "نعم كنت أحب الرسم كنت أقضي ساعات أرسم كل شيء أراه حولي"
ابتسم ستيف "هل ما زلت ترسم؟
أجاب إيفان بحزن خفيف "ليس كثيراً هذه الأيام لكن ربما يجب أن أبدأ من جديد"
ستيف بحماس "نعم يجب أن ترسم لي شيئاً يمكننا أن نرسم معاً في الحديقة"
وافق إيفان بلطف "فكرة جيدة ستيف سأحضر أدوات الرسم وسنرسم معاً في يوم قريب"
.
.
مر شهر منذ أن قرر إيفان البقاء مع عائلته وخلال تلك الفترة بدأ يشعر بتحسن كبير بعد انتهاء العطلة قرر العودة إلى الجامعة لاستكمال دراسته حيث قام آدم بنقله الى الجامعة التي يدرس فيها ماتيو
كان يومه الأول مزدحمًا وشعر ببعض التوتر لكنه كان مصممًا على تحقيق النجاح
في أحد الأيام بعد انتهاء إحدى المحاضرات كان إيفان يجلس في ساحة الجامعة يحاول قراءة كتاب
فجأة ظهر ماتيو ومعه مجموعة من أصدقائه كانوا يتحدثون بصوت عالٍ ويضحكون وجذبوا انتباه الجميع بدأ ماتيو بالتحدث بصوت عالٍ ومتهكم "انظروا من جاء إلينا إيفان العظيم! تراه جاء ليبحث عن الشفقة؟
تجاهل إيفان الكلمات في البداية محاولًا التركيز على كتابه لكن ماتيو استمر "أمه لم تستطع تحمله لماذا يجب علينا أن نفعل ذلك؟
رفع إيفان نظره ببطء وقال بهدوء "ماتيو يكفي لا داعي لهذا ابتسم ماتيو بسخرية "أوه هل جرحت مشاعرك؟ ربما يجب عليك العودة إلى والدتك الغائبة
"شعر إيفان بالغضب يتصاعد بداخله، لكن حاول أن يبقى هادئاً "ماتيو لا تعرف شيئًا عني أو عن حياتي توقف عن هذا "اقترب ماتيو بخطوات متسارعة وقال بحدة "أنا أعرف أنك مجرد عبء علينا جميعًا"
لم يستطع إيفان السيطرة على غضبه أكثر فنهض وواجه ماتيو قائلاً "قلت لك يكفي"
انفجر ماتيو يضحك ساخر "ماذا ستفعل؟ تضربني؟ أنت لا شيء"
وفي لحظة غضب دفع إيفان ماتيو بعيدًا عنه تبع ذلك شجار بينهما حيث تبادل الاثنان اللكمات تفرق الطلاب من حولهم بينما حاول بعضهم التدخل لفصلهما أحد الأصدقاء حاول إيقافهما "توقفا! هذا لا يجوز"
لكن الشجار استمر حتى وصل أحد الحراس الجامعيين وتدخل لفض النزاع "توقفا الآن وإلا سأتصل بالشرطة"
أوقف الحارس الشجار وأخذ إيفان وماتيو إلى مكتب الإدارة جلسا هناك كل منهما ينظر إلى الآخر بغضب وصل آدم إلى الجامعة بعد أن تلقى اتصالاً من الإدارة نظر آدم إلى الإثنان بغضب "ما الذي حدث هنا حتى أترك عملي بسببكم؟
أجاب إيفان بصوت منخفض "مجرد سوء فهم"
نظر آدم إلى ماتيو "ما الذي قلته لإيفان؟
تجنب ماتيو النظر في عيني والده
"قلت ما هو صحيح"
تنهد آدم بعمق وقال "نتحدث عن هذا بالمنزل"
بعد المحادثة في مكتب الإدارة تم إعطاء إيفان وماتيو إنذار
العميد " سيد آدم هذا الشجار لايجوز وخاصة بمكان مثل الجامعة مررت الموضوع لأجلك فقط وبعقوبة بسيطة "
اومأ له آدم متشكرا
.
بعد المشكلة في الجامعة قرر آدم أخذ إيفان وماتيو في السيارة إلى المنزل للتحدث معهم بشكل جاد
الجو في السيارة كان مشحونًا بالتوتر ووجه آدم كان يعبر عن غضب شديد بينما كان يقود السيارة
آدم (غاضبًا وبصوت عالٍ) "لا أصدق ما حدث اليوم كلما حاولت أن أكون عادلًا يحدث شيء كهذا الشجار في الجامعة لم يكن فقط غير مناسب بل أضاع وقتي وطاقتي"
ماتيو (محاولًا الدفاع عن نفسه) "أبي إيفان هو من بدأ الشجار لقد ضربني أولاً وكل ما فعلته هو الدفاع عن نفسي"
إيفان (بصوت منخفض وجريح) "لم أبدأ الشجار لكن لم أستطع تحمل الإهانات بعد الآن"
آدم (بغضب متصاعد) "هل تظن أن هذا يبرر تصرفاتك ماتيو؟ هذا النوع من التصرفات غير مقبول على الإطلاق
إيفان ليس عدوك إنه جزء من عائلتنا الآن"
ماتيو (مستاء) "أبي أنا لا أستطيع التعامل مع هذا الوضع إيفان يسبب لي المشاكل والخجل بوجوده"
إيفان (بتصميم وعزم) "إذا كان وجودي يسبب لك هذه المشاكل وأنت تخجل مني ربما من الأفضل أن أبتعد لا أريد أن أكون عبئًا على أحد أو أن يخجل بسببي أحد"
آدم بغضب يضرب المقود بيديه "هل تسمع نفسك إيفان؟ أنت لا تفهم أن هذا ليس الحل أنت جزء من هذه العائلة وأنا لن أقبل أن يتعامل أي شخص معك بهذه الطريقة ولا أن تغادر منزلك"
ماتيو محبطًا "أبي أنا لم أطلب هذه التغييرات أنا فقط أريد أن أعيش حياة طبيعية بدون كل هذه الفوضى"
إيفان بهدوء "إذا كانت العائلة تتطلب مني أن أتحمل المزيد من الإهانات فلن أكون هنا لا أريد أن أكون جزءًا من عائلة إذا كان ذلك يعني أنني سأكون دائمًا في موقف ضعيف"
سادت لحظة صمت ثقيلة في السيارة حيث كانت الكلمات التي قيلت تزن على الجميع أدرك آدم أن الوضع بحاجة إلى معالجة لكنه كان يشعر بضغط هائل من كل جانب
آدم بصوت منخفض وقوي "أنا لا أريد أيًا منكم أن يغادر نحن بحاجة إلى حل هذه المشكلات معًا لكن ليس عن طريق الشجار علينا أن نتحدث ونتفهم وليس أن نترك الأمور تصل إلى هذا الحد"
عندما وصلوا إلى المنزل كانت الأجواء مشحونة للغاية كان كل شخص يشعر بالإحباط والتوتر تركهم آدم ليعود الى عمله
.
تجلس بينما تتصفح هاتفها لتسمع صوت دخول أحد رفعت نظرها لتتفاجئ من شكل إيفان وماتيو
ذهب إيفان مسرعً نحو غرفته ليغلق الباب على نفسه
بينما توجهت جوليا الى ماتيو
جوليا بقلق "ماذا حدث ماتيو؟
ماتيو بغضب "لا شيء الشخص المسمى بإيفان ضربني بالجامعة"
جوليا بغضب "ماذا فعلت ليضربك ماتيو إيفان لم يأذي أحد منذ وجوده أنت الذي تضايقه بكلماتك "
ماتيو بغضب أكبر "نعم أنتم جميعا تضعو اللوم على عاتقي لم تفكرو بماذا يسبب لي من حرج جميعكم تهتمون به وبمشاعره "
جوليا بصراخ " يكفي ماتيو يكفي هو لم يأذيك أنت غبي كيف تفكر بأنه يسبب لك الحرج أنه شقيقك "
تركته جوليا لتذهب لغرفة إيفان طرقت الباب
ليفتح لها إيفان
جوليا بحزن "صغيري أنا أعتذر بالنيابة عن ماتيو أنا حقا لا أعلم ماذا حدث له ليصبح هكذا بالرغم من أنه حين علم بوجودك كان يبحث عنك معنا لكن حقا لا أعلم ماذا حدث له "
إيفان بهدوء "لا بأس خالتي لم يكن شيء غريب الموضوع يتكرر منذ زمن لن أحزن اليوم ومن ماتيو أنا لا ألومه أبدا كان يعيش براحه وانا جئت لأفسد نظامه "
جوليا "لا إيفان أنت لم تفسد نظام احد أنها عائلتك كما هو"
أقترب إيفان يحتضنها "أشكرك خالتي لكن أرجوك لا تقفِ معي ضده لا أريد أن يحزن منكِ لا تقلقِ بشأني أنا سأكون بخير دوماً "
بادلته جوليا بحنان "أشكرك صغيري أشكرك لتفهمك "
.
.
يجلسون بغرفتهم يشربون القهوة بعد يوم طويل وشاق
آدم يتنهد بضيق " لقد كان يوم طويل وشاق ماتيو يزيد من توتري لا يكفي ضغط العمل ومسؤلية ايفان "
جوليا " أعلم ذالك أنت محق الوضع يزداد توتر "
اومأ آدم لها
جوليا "حبيبي الا تستطيع أن تأخذ إجازة لترتاح قليلاً "
آدم "سأفكر بالموضوع لقد أقترب ميلاد والدتي ويجب أن نذهب لنزورهم ونعود للمشكله ذاتها كيف سنأخذ إيفان "
تنهدت جوليا بضيق " الجميع يصعب الأمور كأن الفتى من أختار أن يعيش بهذه الظروف "
.
.
.
بارت خفيف بس تعبانه
لاتنسو النجمه🌟
بحبكم كتيرر❤
أنت تقرأ
𝓛𝓲𝓵 𝒃𝒍𝒂 𝓝𝒈𝒖𝒎𝒔
أدب المراهقين... شاب نشأ في ميتم بعد أن تخلت عنه والدته. عندما يبلغ 19 عامًا، يكتشف أن لديه أبًا لم يكن يعرف بوجوده، ويبدأ رحلة معقدة للتعرف على والده، وعائلته الجديدة.